رؤية ولي العهد.. لا تنتظر المستقبل بل اصنعه اليوم

قدّم سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في كلمته بمنتدى
«تواصل 2025»، أمس السبت، رؤيته لمستقبل الأردن والأهمية الاستثنائية لدور
التكنولوجيا في رسم هذا المستقبل.
وللذهاب للمستقبل، كما يرى سمو
الأمير، فإنه لا بد من مواكبة التحولات الاقتصادية والتكنولوجية العالمية،
مع الربط بين التحديات الدولية والأولويات المحلية.
مقومات الرؤية المستقبلية في كلمة سمو الأمير تشير إلى:
1. الاستباقية في التعامل مع التحولات التكنولوجية والاقتصادية العالمية.
2. التمكين العملي للشباب عبر التعليم التقني وريادة الأعمال.
3. التواصل المجتمعي كجسر بين صناع القرار وأبناء المحافظات.
4. الشراكة الوطنية بين القطاعات كضمانة لاستدامة التنمية.
ويمكن تحليل رؤية الأمير وأبعادها المستقبلية والرسائل الموجهة للشباب على النحو التالي:
أولاً: قراءة مبكرة لمستقبل الأردن (رؤية استباقية).
1. التحول من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد المعرفي:
- تركيزه على أن «القيمة لم تعد تُقاس بما تنتجه المصانع، بل بما تنتجه العقول» يشير إلى تحول استراتيجي نحو الابتكار.
- مقارنته بنماذج دول استثمرت في رأس المال البشري والبحث والتطوير.
2. التكنولوجيا كحلّ للتحديات الوطنية.
- طرح أسئلة استشرافية: «كيف ستقدم التكنولوجيا حلولاً لندرة المياه، حماية البيئة، النقل، التعليم، الصحة؟».
- ربط التقنيات الحديثة بتحسين جودة الحياة: «خدمة الإنسان الأردني والتسهيل عليه».
3. رؤى تطبيقية قابلة للتنفيذ.
- أمثلة ملموسة:
- الطب عن بُعد لمواجهة نقص الاختصاصات الطبية.
- الذكاء الاصطناعي في التعليم (مساعد افتراضي شخصي للطلبة).
- استخدام «الدرونز» في الرعاية الصحية والزراعة ومراقبة البنية التحتية.
- توظيف الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الحكومية لتعزيز الشفافية.
ثانياً: الرسائل المحورية للشباب الأردني.
1. تمكين الشباب كقادة للمستقبل.
- مخاطبته إياهم بـ»فرسان الحلم الأردني» و»مواهبنا الفتية».
- دعوته لهم لـ»امتلاك أدوات العصر»، خاصة التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
2. الانتقال من التلقين إلى الريادة.
- تحدي التقليد: «ألا نكون مجرد مستهلكين للتكنولوجيا، بل رواداً في صناعتها».
- حثّهم على التفكير الإبداعي: «كيف ستكون التكنولوجيا وسيلة لصناعات ثقافية تحتفي بإرثنا وتراثنا؟».
3. التطبيق الفعلي بدلاً من النقاش النظري.
- حذر من «الاستغراق طويلاً في مناقشة الأفكار» مع تأكيده أن «بناء المستقبل يبدأ اليوم».
- تشجيعه على التجريب: «أن تأخذ الأفكار مداها في التجريب والتطبيق والتنفيذ».
4. الهوية الوطنية ركيزة للتقدم.
- ربط التطور التكنولوجي بالهوية: «إنتاجات معرفية أردنية تستند إلى لغتنا وتاريخنا وثراء هويتنا».
- تأكيده على الثوابت: «المثابرة والإخلاص والتميز» كسمات أردنية أصيلة.
ثالثاً: آليات تحقيق الرؤية.
1. مجلس تكنولوجيا المستقبل.
- دوره في تقديم «نماذج ملهمة للمؤسسات العامة» وتكريس ثقافة الابتكار.
2. التكامل الإقليمي.
- سعي الأردن ليكون «منصة لتصدير الحلول الذكية» مع الدول العربية.
3. الاستقرار والطاقات البشرية.
- تأكيده أن استقرار الأردن وطاقات شبابه «تؤهله للريادة الإقليمية».
رابعاً: الإطار القيمي للرؤية.
- الاستباقية: «التفكير في شكل الأردن بعد عقدين» ومواكبة تحولات العالم.
- الواقعية: تقديم أمثلة قابلة للتنفيذ (طب عن بعد، درونز، ذكاء اصطناعي في التعليم).
- الشمولية: التركيز على تحسين الخدمات في الصحة والتعليم والزراعة والنقل.
- الهوية: ربط التقدم التكنولوجي باللغة والعادات والتراث الأردني.
- المسؤولية: «بناء المستقبل يبدأ اليوم» وضرورة التعويض عن «سنوات أضاعها التردد».
خامساً: ما وراء الكلمات... إشارات استراتيجية.
- التحديد الزمني: تكرتر عبارة «المستقبل القريب» لإرسال رسالة بأن التغيير ليس بعيداً.
- النقد الذاتي: الإشارة إلى «مواقع التقصير والضعف» و»التردد» تعكس جرأة في مواجهة العقبات.
- التحول من الحلم إلى العمل: تحويل «الحلم الأردني» من شعار إلى آليات عملية (مجلس التكنولوجيا، مشاريع الدرونز).
- الشباب كشركاء: مخاطبتهم بلغة «إخواني وأخواتي» وتكليفهم بمهمة البناء.
خلاصة فلسفة الأمير للنهضة:
إذا كانت المعرفة قوة، فإن الأفكار الخلاقة ثروة، ومواكبة العصر حاجة وضرورة.
الخلاصة: رؤية الأمير في ثلاث محطات:
1. التشخيص: تحول العالم إلى اقتصاد المعرفة وضرورة اللحاق بالركب.
2. الحل: توظيف التكنولوجيا لحل تحديات المياه والطاقة والتعليم مع الحفاظ على الهوية.
3. الدور: الشباب هم محرك التحول من «مستهلكين» إلى «صانعين» للتكنولوجيا.
هذه الرؤية لا تنتظر المستقبل بل تصنعه اليوم، كما يعكس الخطاب وعياً عميقاً بتحولات العصر وقدرة على توطينها في السياق الأردني.