رجال الحق في دائرة المخابرات العامة والقوى الظلالية والضرب بالنار والحديد ..

رئيس التحرير : حسن صفيره
في الوقت الذي لا تزال فيه الدولة الأردنية تدفع استحقاقات التحولات الإقليمية على المنطقة العربية وعلى مسار قضيتها الأولى فلسطين، ورغم ارتفاع كلفة فاتورة مجابهة الأردن لملفات عدة ابرزها الارهاب والمخدرات وملفات اللجوء وما رافق ذلك من ارتفاع حجم العبء الأمني، يبرز ازاء ما تقدم الدور الحيوي المشرّف للأجهزة الأمنية كافة تتصدرها بكل حنكة واحترافية وقبلا وطنية صرفة دائرة المخابرات العامة، في الإحاطة بالمجسات الأمنية ودرء احتمالية مخاطرها على الأمن الوطني .
الدور الذي تضطلع به دائرة المخابرات العامة يتسق ومكانة الأردن على الخارطة السياسية العالمية بما تحمله تلك المكانة من تراكمات للجهود الملكية التي أسست لدور الأردن الإقليمي والعالمي، و بذات المقدار يتوازى دور دائرة المخابرات العامة وحجم إرث الدولة الأردنية منذ نشأتها، لتواصل دورها البطولي الوطني تحت عنوان يعد من اهم الثوابت الوطنية للشارع الأردني بأن هبة الأمن والأمان ترساً منيعاً لا يحتمل التأويل أو المساومة أو الاقتراب من خطوطه اللاهبة.
بإحباط دائرة المخابرات العامة المخطط الإرهابي الأسود الذي تم الاعلان عنه يوم أمس، أثبتت الدائرة أنها حاضنة أمن الأردن والأردنيين ودول المنطقة لا الأردن فحسب، ليتأكد لمن يقفون وراء مخططات استهداف الأردن أن هناك رجال أشاوس بأسهم يشتد ويستعر في مواجهة اي خطر مفترض يمس أردنهم بكل مكوناته .
ملف الإرهاب الذي تجابهه الدولة الأردنية هو مهمة وطنية من الدرجة الأولى فإلى جانب الدور المحوري لأجهزتنا الأمنية بكل تفرعاتها، يقف الأردنيون وقفة رجل حر واحد في تمترسهم خلف قيادتهم مقدّرين ومثمنين المهام الجسام الصعاب التي يٌديرها الملك في ادارة الشأن الوطني من داخل بيتنا الأردني وعبر منابر ومحافل العالم اجمع، ولا يزال يتذكر الأردنيون وقفة الملك بلقائة الرئيس الامريكي دونالد ترامب قبل نحو الشهرين حينما صدح الملك وبقوة بموقف الاردن الداعم للاشقاء الفلسطينيين ورفضه المعلن في عقر البيت الابيض للاملاءات الامريكية والصهيونية بخطة التهجير، هذا الموقف الذي أغاظ وألهب العقلية الصهيونية لليمين المتطرف، وما أعقب ذلك من توجيه الرئيس الامريكي - في سابقة تاريخية - رسالة للشعب الأردني يهنئه بمليكه مواقف ملكية قابلها الأردنيون بمشاعر الفخر والأبهة والعنفوان تجاه مليكهم، فكيف لمثل ذلك القائد وذلك الشعب أن يمر شبح الارهاب بين ظهرانيه ؟!
واقع الحال يحتاج على ما يبدو لتغيير الصيغة في دعوة الدولة لمجابهة خفافيش الظلام ليس بالضرب بيد من حديد وانما الضرب بالنار لمن سولت له نفسه الاقتراب من الثابت الوطني الاردني وبمن استهان بأمن الوطن الأردني الذي يعد علامة فارقة على خارطة العالم لا الوطن العربي فحسب.
ــ الشريط الاخباري