حزب ميثاق الوطني وتجربة تمكين المرأة .. نجاحات كبيرة ومؤشرات مستقبلية عظيمة
تعددت الأحزاب السياسية الوسطية في الأردن خلال العامين المنصرمين في ظل الانفتاح السياسي والتعديلات الدستورية والقانونية والتي عهد بها جلالة الملك إلى اللجنة الملكية برئاسة دولة سمير الرفاعي وقد ضمت هذه اللجنة نخبة من الأردنيين بكافة اطيافهم السياسية والحزبية وقد تمخض عن هذه اللجنة مخرجات وتصورات أدت إلى تعديل المسارات الديموقراطية والتي تكفل حرية الفكر السياسي بما فيها الانتساب للأحزاب إذا كان للذكور او الإناث على حدّ سواء كما فتحت الآفاق لطلبة الجامعات من الشباب والشابات والموظفين والموظفات الرسميين عدا (الأجهزة الأمنية) للانخراط بهذه الأُطر والتي كانت إلى وقت قريب رجس من عمل الشيطان فأجتنبه الأردنيون .
هذا الحراك السياسي عمل على تشجيع المرأة للولوج وسبر هذه الأحزاب وقد اثبتت المرأة الأردنية المثقفة أنها قادرة على ان تكون فاعلة سياسياً ومؤثرة اجتماعياً بعكس المنتسبات للاحزاب المؤدلجة والتي كانت تعتمد على المرأة في التصويت الانتخابي لمرشحيها وقوائمها فقط دون اعطائهن الحق بالمشاركة في صنع القرار بعيداً عن المساواة بين الرجل والمرأة ، وعند الحديث عن التجربة النسائية في هذه الأحزاب والتي نشطت في عمليات الاستقطاب والتشجيع على مشاركة السيدات خصوصا في ظل تعظيم الكوتات عند تعديل قانوني الأحزاب والانتخابات .
ولو أخذنا نموذجاً لهذه التجربة فان حزب ميثاق الوطني الذي تأسس قبل عامين تقريباً بجهود رجالات الوطن ونذكر على سبيل المثال لا الحصر د. محمد المومني والمحامي محمد الحجوج ومازن القاضي وأحمد الصفدي ويعقوب ناصر الدين وأحمد الهناندة وجمال الرقاد وحديثة الخريشا وابراهيم بريزات، طارق حجازي تصدر المشهد في هذا الجانب واظهر مؤسسيه دينماكية عالية في التقاط الرسالة الملكية فعملت قياداته على توسيع مشاركة المرأة للمواقع القيادية في الحزب فقد أُسند للسيدة ريم بدران مهام النائب الأول للامين العام وقد أبدعت في موقعها عندما كانت تظهر في كل المناسبات الوطنية والاجتماعات الحزبية وعملت ايضاً على مساندة ودعم قائمتها الحزبية من خلال اللقاءات المختلفة في شتى مناطق المملكة .
وظهرت ايضاً بقوة في حزب ميثاق المهندسة سناء مهيار / مساعد الأمين العام لشؤون تمكين المرأة والأسرة والتي نشطت في اجراء اللقاءات النوعية وفتحت الحوارات المجتمعية والسياسية مع الأردنيات في كافة المحافظات والألوية وكان لها دور تمكيني بارز في إقناع الأردنيات للانتساب للحزب وعقدت سلسلة طويلة من الاجتماعات الجماهيرية الواسعة والتي غصت بها القاعات والساحات ولم تقتصر دعوات مهيار لسيدات المدن الرئيسية بل امتد نشاطها إلى الريف والبادية والمخيمات وتميزت طروحاتها بالأسلوب الشيق والحجة المقنعة ، كما وتوجت جهودها بيوم المرأة في آذار الماضي بعقد الملتقى الأول للسيدات والذي حضره اكثر من 1000 امرأة مثلوا محافظات المملكة من شمالها لجنوبها ومن شرقها لغربها في لقاء سيبقى في الذاكرة طويلاً .
وقد شكل الحزب العديد من اللجان ومنها لجنة تمكين المرأة والأسرة التي تترأسها سناء مهيار وتضم خيرة من سيدات المجتمع الأردني أمثال د. تمارا ناصر الدين، م. مي عصفور ، م. سناء السرحان، د. مارسيل الجويناتد. إيمان الحسين، هانيا قاقيش، لمياء حداد، ميادة شريم، عنود الحمود، د. تسنيم ربيع، د. حنان الشيخ، م. ابتسام أبو سميد، ربا عواد، نسرين الصفدي، فاتن سميرات ، كما وأوكل الحزب ايضاً مهام مساعد الأمين العام لشؤون التثقيف الحزبي للدكتورة روان الحياري صاحبة الحضور الإعلامي والفكري بمقالاتها الهادفة والمؤثرة ويعقدها العديد من الندوات السياسية والتلفزيونية .
وبكل ما تحدثنا نقول ان التجربة الحزبية في الأردن وإذا ما اردنا لها النجاح فكان لزاماً علينا العمل على فتح المجال لانخراط المجتمع النسوي وجعله في صدارة المواقع الحزبية كما هو حاصل في حزب ميثاق الوطني الذي لم يتجاوز عمره 3 أعوام وأصبح له من أعضاء المجلس النيابي اكثر من 33 عضواً منهم 5 نساء ، علما ان الاجتهادات القادمة في الحزب ستكون في تعميق المشاركة النسوية وزيادة تفاعليتها سواء كان سياسيا ام اجتماعياً وفكرياً . ــ الشريط الاخباري