سياسيون وإعلاميون فلسطينيون: مبادرة أردنية استثنائية
نيفين عبدالهادي
في رغيف الخبز حياة، وفي انعدامه انعدام لقوت الحياة ونبضها، ومنذ أكثر من عام والأهل في غزة يعيشون نقصا حادا في رغيف الخبز، يعيشون وينقصهم حد الانعدام قوت الحياة، وبات رغيف الخبز حلما بعيد المنال عند فئات كثيرة منهم، وبات وجود المخبز أكثر من حلم، وأبعد من أن يكون حقيقة، حتى أن أطفالا لا يعرفون طعم الخبز الحقيقي، وآخرين لا يعرفون الخبز أبدا.
بالأمس، بتوجيهات ملكية سامية، انطلقت مبادرة أردنية جديدة لدعم الأشقاء في غزة، وهي مخبز متنقل بطاقة إنتاجية مرتفعة، تصل إلى 3500 رغيف خبز بالساعة، ليكون بمثابة حلم يتحقق، وواقع فقدوا الأمل بعيشه مجسدا على أرض الواقع، فالعدد الأكبر من الأهل في غزة حقيقة بات رغيف الخبز لهم أبعد من الحلم، ليقربه الأردن بتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني ويصبح متوفرا للجميع للتخفيف على الغزيين، الذين باتوا يحتاجون كل شيء من كل شيء.
المخبز الذي عبر من خلال جسر الشيخ حسين، سيبدأ إنتاجه فور وصوله إلى غزة للتخفيف من المعاناة الإنسانية الناجمة عن الحرب هناك، وسيعمل بالتعاون مع منظمة المطبخ المركزي العالمي وهي منظمة دولية غير حكومية توفر وجبات ومساعدات غذائية للمتضررين من الصراعات والكوارث، ويعد إحدى المكارم الملكية السامية للأهل في غزة التي بدأت منذ تشرين الأول 2023 وحتى اللحظة وتستمر بمزيد من العطاء والتنوع وفقا لاحتياجات الأهل في غزة، ليأتي إرسال المخبز ضمن الجهود الأردنية المستمرة لتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية بكل الطرق المتاحة، برا وجوا إلى غزة.
المخبز المتنقل، الفكرة التي صنعت الفرح للأهل في غزة، لاقى ردود فعل إيجابية كبيرة جدا في الشارع الغزي، الذي أكد أنه مبادرة أردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني عظيمة، واستثنائية، ومنفردة، علاوة على كونها مبادرة ستنقذ آلاف العائلات من الجوع، ففي رغيف الخبز وجبة كاملة لآلاف الغزيين، يغنيهم عن الكثير من أنواع الطعام، فحرب الجوع توازي الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل عليهم، وجزءا من حرب الإبادة على غزة.
وفي متابعة خاصة لـ»الدستور» لأهمية التوجيهات الملكية السامية، بإطلاق المبادرة الأردنية الجديدة، أكدت شخصيات سياسية وإعلامية من غزة ومن باقي مدن فلسطين أنها مكرمة ملكية من جلالة الملك عبدالله الثاني مقدرة بشكل كبير من كل مواطن في قطاع غزة، القطاع الذي بات ينقصه كل مقومات الحياة الطبيعية، وبات رغيف الخبز حاجة ماسة، والأهم حاجة معدومة وغير متوفرة.
ومن غزة أكد المتحدثون لـ»الدستور» هاتفيا أنها بالفعل مبادرة هامة ومنفردة بعمق إنساني وإغاثي، مشيرين إلى أن ما يقدمه الأردن بتوجيهات ملكية هو دعم كبير يتلمس احتياجات المواطنين في غزة، وهذه المبادرة هامة جدا لأن ما يحدث في قطاع غزة من مجاعة حقيقية ونقص في كافة مناحي الحياة وآخرها أصبح الآن النقص الحاد في الدقيق والخبز، مؤكدين أن مئات الآلاف لا تجد اليوم رغيف الخبز لسد قوت وحاجة أطفالهم، لذا فإن هذه المبادرة الأردنية طيبة جدا من جلالة الملك عبدالله الثاني.
وشدد المتحدثون من غزة على أن مثل هذه النوعية من الإغاثة لتوفير مخبز متنقل تخدم المواطن الغزي في إغاثته لتوفير رغيف الخبز هي إغاثة نوعية من نوعها والمساعدة في تخفيف وطأة الجوع والاحتياج الملح لنا في غزة لتوفير خبز الذي يعتبر من أساسيات استمرار الحياة للإنسان، لا سيما أن قطاع غزة يعاني من الجوع منذ (444) يوما ويعاني في صعوبة في توفير رغيف الخبز.
وأشار المتحدثون لـ»الدستور» من مدن فلسطينية متعددة إلى أن هذه المبادرة النوعية تأتي في توقيت مهم، وهذا نظرا لقلة وجود الطحين في الأسواق المحلية، وارتفاع اسعاره، وإغلاق المخابز التجارية لعدم توفر المواد اللوجستية المتعلقة في صناعة رغيف الخبز، وكذلك عدم دخول الطحين ضمن المساعدات الإنسانية إلا بشكل ضئيل، بسبب سياسة الاحتلال وتحكمه في دخول المساعدات الإنسانية والاغاثية من حيث الكم والنوع.
ناصر العريني
رئيس التجمع الصحفي الديمقراطي في قطاع غزة، الإعلامي في إذاعة الشعب الفلسطينية، ناصر العريني، قال: نحن في قطاع غزة نقدم شكرنا العميق والكبير لجلالة الملك عبدالله الثاني وللشعب الأردني الشقيق، شكرا بحجم ما نقدر ونحب الأردن لجلالة الملك للمبادرات الدائمة والمتكررة والمستمرة التي تنقذ وتسعف أبناء شعبنا الفلسطيني في ظل هذه الحرب الطاحنة التي طالت كافة مناحي الحياة في غزة من إنسان وشجر وحجر.
وأضاف العريني: بالفعل ما نراه ونلمسه ونعيشه أن الأردن بقيادة وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني يقوم بدعم كبير ومستمر لشعبنا في غزة، ونحن دوما نتطلع للمزيد لأن ما تقدمه المؤسسات الدولية العاملة أو عبر الدول مساعدات تبقى ليست بكافية ولا تكفي الجزء اليسير من أهلنا في قطاع غزة لأن ما يحدث في قطاع غزة مجاعة حقيقية ونقص في كافة مناحي الحياة وآخرها أصبح الآن النقص الحاد في الدقيق والخبز الذي بات المواطن الآن لا يجده، ليأتي الأردن ويسد كل هذا النقص بمبادرات تتلمس احتياجات الغزيين، وتمنحهم ما يحتاجون.
وتابع بالقول: «أؤكد أنه بالفعل اليوم مئات الآلاف لا تجد رغيف الخبز لسد قوت وحاجة أطفالهم في غزة، ونحن فعلا في مجاعة، لذا فإن هذه المبادرة طيبة جدا من الأردن ومن جلالة الملك، ونتقدم بجزيل الشكر لجلالته وللأشقاء الأردنيين».
منذر الشرافي
ومن غزة أيضا، تحدث لـ»الدستور» الإعلامي منذر الشرافي مؤكدا أن هذا ليس بجديد أو مستغرب عن جهود المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني المستمرة في إغاثة قطاع غزة منذ بدء الحرب على غزة في السابع من تشرين الأول 2023. ولفت الشرافي إلى أن الأردن كان سباقا دوما في الإغاثة الطبية والغذائية ومواقفه المشرفة تجاه القضية الفلسطينية، فكان أول من سير مساعدات العون والإغاثة برا وجوا، وهاهو اليوم أول من يقدم لأهل غزة رغيف الخبز، الذي بات حلما لعشرات الآلاف من الغزيين.
وبين الشرافي أن مثل هذه الإغاثة لتوفير مخبز متنقل يخدم المواطن الغزي في توفير رغيف الخبز هي إغاثة نوعية تساعد في تخفيف وطأة الجوع والاحتياج الملح لنا في غزة لتوفير الخبز الذي يعتبر من أساسيات استمرار الحياة للإنسان، لا سيما أن قطاع غزة يعاني من الجوع منذ (444) يوما ويعاني في صعوبة في توفير رغيف الخبز. وشدد الشرافي على أن هذه المبادرات بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني تعمل على إنقاذ الروح البشرية هنا في غزة وتعمل بكل جدية على استمرار الحياة للطفل والشاب والشيخ والمرأة في غزة.
وختم الشرافي بقوله «شكرا باسم كل مواطن غزي لجلالة الملك عبدالله الثاني وللمملكة الأردنية الهاشمية وللشعب الأردني الشقيق».
محمود خلوف
ومن رام الله، قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، الدكتور محمود خلوف: عودنا الأردن بقيادة وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني على مبادراته، وهذا أحد عناوين الخير والعطاء طيلة هذه العلاقة الممتدة التي هي عمليا تمثل حقيقة أننا أمام شعب عربي أصيل من خلال عدد كبير من المبادرات العملية، ومن أبرزها وجود المستشفيات الميدانية في خان يونس وغزة ورام الله ونابلس وجنين، وكل هذه عبارة عن عناوين للعطاء المتميز، وأن نتحول باتجاه فكرة ريادية جديدة لها علاقة بموضوع الخبز والطحين، فهذا له علاقة بانتقال المملكة الأردنية الهاشمية باتجاه أحد مقومات الحياة في غزة التي باتت شبه معدومة، والقطاع حقيقة بحاجة لمؤازرة.
وطالب الدكتور خلوف المجتمع العربي والدولي بالاقتداء بمن يقدم الدعم السخي لفلسطين وبقطاع غزة بشكل خاص رغم ما يتعرض له من بعض الضغوط والأزمات الاقتصادية العالمية، أن يقتدي بالأردن الذي يجسد أعلى درجات التنسيق والتعاون والتآخي. وأضاف خلوف: «هذه فرصة لأن أقدم جزيل الشكر للأردن بقيادة جلالة الملك، وبالضرورة أن الأهل في غزة يدركون طبيعة الدور الإنساني الريادي الأردني وأن كل هذه التحركات تجعل المكانة مرموقة في قلوبنا وأفئدتنا. عاش الأردن عنوانا للعطاء والإسناد والسند الحقيقي لفلسطين على الصعيد الإنساني والإغاثي وكذلك السياسي».
تمارا حداد
بدورها أكدت المحللة السياسية الدكتورة تمارا حداد أن الموقف الأردني بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني هو دائما رائد وثابت في الدفاع عن القضية الفلسطينية، وتحديدا من أجل الدفاع عن الواقع المؤلم الذي أصبح كارثيا في غزة، يحاول الأردن قدر الإمكان تخفيف هذه الأزمة الإنسانية، وتخفيف المعاناة الإنسانية التي وصلت إلى خطوط حمراء لا يستطيع أحد تحملها، ولا مجابهتها، فالموقف الأردني بإرسال مخبر متنقل بطاقة إنتاجية مرتفعة يعتبر أهم مساعدة للأهل في غزة نظرا للمجاعة بالقطاع، فهذا المخبز يخفف من المعاناة الإنسانية.
ولفتت حداد إلى أنه اليوم يجب التركيز على المعاناة الإنسانية في غزة، وحماية الإنسان والمواطن في غزة وانقاذه إنسانيا وإغاثيا وصحيا وتعليميا، وغذائيا، وكل هذه الأمور تأتي في سياق إنقاذ مقومات الحياة للإنسان في قطاع غزة، فتعتبر هذه الخطوة الأردنية إنسانية بامتياز وهامة جدا وفي السياق الصحيح، وتأتي لإنقاذ البعد الآدمي في قطاع غزة.
ورأت حداد أن هذه المبادرة يجب أن تشجع الجميع للاقتداء بها، فهي تأتي في سياق واقعي وعملي لدعم الشعب الفلسطيني، وإنقاذ الإنسانية وترجمة الأقوال إلى أفعال بشكل حقيقي وعملي، وتعبر عن الأخوة الأردنية الفلسطينية بحرفية التفاصيل، وتعزز البعد الإغاثي في غزة، كما هو الأردن دوما يتلمس احتياجات الأهل في غزة، فهذه محبة الأردن لقطاع غزة في ظل كارثة يعيشها الغزيون، فمساعدات الأردن تتسم بالديمومة ولم تنقطع للحظة، إضافة لكونها متجددة.
ثائر أبو عطيوي
بدوره، أكد مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين ثائر أبو عطيوي أن المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني تستمر بالدعم المتواصل لقطاع غزة جراء الحرب المستمرة للشهر الرابع عشر على التوالي ضمن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني وإيعازه الدائم بمتابعة الأوضاع الإنسانية والإغاثية وتلبية احتياجات قطاع غزة وفق مبادرات متجددة، من أجل التخفيف من معاناة أهلنا في القطاع الذي أصبح بكامله عبارة عن مخيمات نزوح لمشردين في الخيام ومراكز الإيواء بسبب العدوان الإسرائيلي المستمر.
وأضاف أبو عطيوي: هذه المبادرة الأردنية الملكية في إرسال المخبز المتنقل تعتبر ضمن الجهود الأردنية المتواصلة بتقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية والصحية، برا وجوا، إلى قطاع غزة. وهنا نقدم الشكر والعرفان للمملكة الأردنية الهاشمية ولجلالة الملك عبدالله الثاني على هذه المبادرة النوعية، التي تأتي في توقيت مهم، وهذا نظرا لقلة وجود الطحين في الأسواق المحلية، وارتفاع أسعاره، وإغلاق المخابز التجارية لعدم توفر المواد اللوجستية المتعلقة بصناعة رغيف الخبز، وكذلك عدم دخول الطحين ضمن المساعدات الإنسانية إلا بشكل ضئيل، بسبب سياسة الاحتلال وتحكمه في دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية من حيث الكم والنوع.
وثمن أبو عطيوي حرص المملكة الأردنية الهاشمية ضمن توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني على أن تكون غزة ضمن الأولويات المهمة من خلال مواصلة الدعم الإنساني والسياسي للشعب الفلسطيني.
ــ الدستور