الكوفية الفلسطينية نداء السلام من الفاتيكان الى أرض الميلاد
عمان ــ صالح الخوالدة- لطالما اعتاد العالم أن يستقبل
العام الجديد بالأضواء والهدايا وشجرة الأمنيات المزينة لكن صيحات
المُعذبين في غزة وفلسطين وحدت أمنيات العالم في العام 2025 بعد ميلاد
المسيح في أمنية واحدة هي أن تكفكف رسالة المحبة والسلام التي نزلت على
المسيح ومن بعده أخوه نبي الله محمد، الحزن والدموع من عيون الاطفال
والنساء والشيوخ على آلاف الشهداء والضحايا والمشردين.
وفيما تصدح اجراس
الكنائس مؤكدة رسالة بني هاشم في أردن الخير والوئام بنداء أخوي للسلام
والمحبة للانسانية جمعاء كشف البابا فرنسيس، زعيم الكنيسة الكاثوليكية عن
مشهد الميلاد السنوي في الفاتيكان بإضافة رمزية الطفل يسوع مرتدياً الكوفية
الفلسطينية التقليدية بالتزامن مع بيان دعا فيه البابا إلى السلام في
الشرق الأوسط والتحقيق في بـ "الإبادة الجماعية" في قطاع غزة على خلفية
الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة منذ عام ونيف.
"كوفية
المسيح" الرمزية كانت رسالة للعالم أجمع بأن لا تنسيه فرحة العيد أن مهد
المسيح في فلسطين بكل كنائسها ومساجدها تواجه حربا وجودية، فملامح وجه
البابا فرنسيس وعباراته التي تدين الابادة وقصف الابرياء الفلسطينيين منذ
السابع من تشرين الأول 2023 تكشف عن صيحة عالمية بأن يكون هذا العام مناخاً
للسلام، تعلو فيه كوفية بيضاء لها تاريخ عريق متجذر الهوية تقول للعالم من
وسط الفاتيكان "لي الحق بأن أعيش حراً "، فرسالة المسيح عليه السلام
الداعية الى المحبة والوئام هي أيضا رسالة أخيه محمد المبعوث من ربه
للعالمين حيث تصدح اجراس الكنائس ومآذن المساجد بنداء أخوي ينشر السلام
والمحبة للانسانية جمعاء.
هذا ما أكدته قطعة فنية بعنوان "ميلاد بيت لحم
2024" صممها فنانان من بيت لحم الفلسطينية من خشب الزيتون الفلسطيني نُقش
عليها "المجد لله في الأعالي، وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرة"
باللغتين اللاتينية والعربية وكأنها تقول للعالم كله مثلما قال البابا
فرنسيس فيها "كفى حروبًا، كفى عنفًا!" وكفى قتلاً وتدميرا لأولئك الذين
"يعانون من مأساة الحرب في الأرض المقدسة وفي أجزاء أخرى من العالم".
لقد
أبهرت هذه اللوحة العالم كله حيث ظهر في وسطها صورة طفل المغارة (السيّد
المسيح) بالكوفية الفلسطينيّة، وتحدّث عنها الإعلام العالميّ باعتبارها
عنوانًا عريضًا للتضامن الفاتيكاني والكنيسة في العالم مع المتألمين في
فلسطين.
مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام الأب رفعت بدر
قال لوكالة الانباء الاردنية (بترا)، "في هذا العام، نُسلّط الضوء على عيد
الميلاد من خلال ثلاثة أماكن اولها في حاضرة الفاتيكان، حيث التصريحات
المتتاليّة لقداسة البابا فرنسيس التي تحث على وقف إطلاق النار، وإبراز
التضامن الذي يبديه الكرسي الرسولي تجاه الإخوة في فلسطين، وبالأخص في غزة.
يقول راعي الكنيسة هناك، إنهم اعتادوا على اتصال البابا للاطمئنان على صحة الجميع، ومن أجل الصلاة معهم لوقف هذه الحرب.
ويشير
الأب بدر الى الزيارة المفاجئة التي قام بها الكاردينال بييرباتيستا
بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين إلى غزة أثناء الحرب وهناك احتفل مع
المؤمنين بعيد الميلاد المجيد في كنيسة العائلة المقدّسة، ليكون القداس في
غزة هو أول قداس لعيد الميلاد يُقام في العالم في إشارة تضامنيّة كبيرة،
لافتا أيضا الى زيارة بطريركيّة أخرى محملة بمساعدات كبيرة تقدّر بأكثر من
140 طنًا تمّ إرسالها على مدار الأشهر الأخيرة من البطريركيّة اللاتينيّة
وأصدقائها في العالم حيث بلغ إجمالي المستفيدين من هذه المساعدات 40000 شخص
ما يعادل نحو 10 % من السكان الذين بقوا في شمال غزة بعد نزوح نحو مليوني
إنسان.
وفي الأردن العزيز، وبالتزامن مع إضاءة شجرة الميلاد الزاهية في معظم محافظات المملكة هذا العام، يعرب
الأب بدر عن الفخر والاعتزاز باللقاء الذي جمع رؤساء الكنائس ومدراء القيادات الإسلاميّة في الأردن وفلسطين
بجلالة الملك عبدالله الثاني في قصر الحسينية حيث كانت فلسطين والقدس وغزة حاضرة مع أمنيات السلام.
وفي
كنيسة قلب يسوع الأقدس في عمّان العروبة، يشير الأب بدر الى شجرة الميلاد
التي زينت بالكوفيتين الأردنية والفلسطينية وبمجسم غارة الميلاد على شكل
خارطة الأردن وفلسطين، وفي وسطهما القلب الذي يمثّل باب المغارة الميلاديّة
لهذا العام فيما تصدح اجراس الكنائس مؤكدة رسالة بني هاشم في أردن الخير
والوئام بنداء أخوي للسلام والمحبة للانسانية جمعاء.
-- (بترا)