بوتين يؤكد أنه لم يلتق الأسد في روسيا لكنه “عازم” على مقابلته.. ويعرب عن استعداده لقاء ترامب “
موسكو: أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس أنه لم يلتق رئيس النظام السوري المخلوع بشّار الأسد منذ لجوئه إلى روسيا بعد الإطاحة به في مطلع كانون الأول/ ديسمبر الجاري، لكنه قال إنه "عازم” على مقابلته.
وصرّح خلال مؤتمره الصحافي السنوي الكبير في موسكو ردا على سؤال من صحافي أمريكي "لم ألتق الرئيس الأسد بعد منذ وصوله إلى موسكو، لكنني عازم على أن أفعل. سأتحدث معه بالتأكيد”.
وأشار بوتين إلى أنه سيسأل الأسد عن مصير الصحافي الأمريكي أوستن تايس المفقود في سوريا منذ 12 عاما.
وجعلت إدارة بايدن من أولوياتها العثور على تايس.
وأضاف بوتين "يمكننا أيضا أن نوجه السؤال إلى الأشخاص الذين يسيطرون على الوضع على الأرض في سوريا”.
بوتين: أجلينا 4 آلاف مقاتل موالٍ لإيران إلى طهران عبر مطار حميميم
وقال بوتين إن قوات بلاده أجلت أربعة آلاف مقاتل موالٍ لإيران إلى طهران عبر مطار حميميم السوري بعد سقوط نظام بشار الأسد.
وأضاف بوتين أن 350 مقاتلا من المعارضة دخلوا حلب فيما انسحب 30 ألف جندي من قوات الحكومة والقوات الموالية لإيران دون قتال.
وأشار بوتين إلى أن” روسيا لم تهزم في سوريا”، مبيناً إنهم دخلوا سوريا قبل 10 سنوات "للقضاء على الجماعات الإرهابية”.
وأردف :”بشكل عام، حققنا هدفنا، حتى الفصائل التي كانت تحارب قوات نظام الأسد تغيرت”.
وتابع: "الدول الأوروبية والولايات المتحدة تريد إقامة علاقات مع هذه الفصائل. إذا كانت هذه الجماعات منظمات إرهابية، لماذا تريدون أن تقيموا علاقات معها؟ هذا يعني أنهم تغيروا، وأن الأهداف تحققت”.
بوتين يريد الإبقاء على قواعد عسكرية روسية في سوريا
أكد الرئيس الروسي، الخميس، على اهتمام بلاده بالإبقاء على قواعدها العسكرية في سوريا حتى بعد الإطاحة ببشار الأسد.
وقال بوتين في موسكو، خلال جلسة الأسئلة والأجوبة السنوية التي بثها التلفزيون الروسي، إنه يجب إجراء مناقشات مع تلك القوى التي تسيطر الآن على البلاد.
وأضاف بوتين "يجب أن تتوافق مصالحنا”، مشيرا على سبيل المثال إلى أن روسيا اقترحت استخدام قاعدة حميميم الجوية القاعدة البحرية في طرطوس لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سوريا.
وقال بوتين خلال، مؤتمره الصحافي، إن روسيا تحافظ على الاتصال مع جميع الجماعات في سوريا والدول في المنطقة، والتي لدى غالبيتها مصلحة في ضمان بقاء القواعد الروسية في سوريا.
وفي هذا السياق، لم يعلق بوتين على تقارير حول نقل مزعوم للقوات الروسية من القواعد السورية إلى ليبيا.
وأعرب الرئيس الروسي عن استعداده لقاء الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب "في أيّ وقت”، في ظلّ تكهّنات كثيرة عن مفاوضات محتملة للسلام في أوكرانيا.
وصرّح بوتين "لا أعلم متى سأراه. فهو لم يقل شيئا في هذا الخصوص. ولم أكالمه منذ أكثر من أربع سنوات. وأنا مستعدّ لذلك، في أيّ وقت”.
وتابع بوتين "إذا ما التقينا يوما ما بالرئيس المنتخب ترامب، فأنا أكيد من أنه سيكون لنا الكثير لنتناقشه”.
والإثنين، قال دونالد ترامب إنه يريد التحدّث مع فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإنهاء "مجزرة” النزاع المسلّح في أوكرانيا.
وتعهّد ترامب الذي يتولّى مهامه رسميا في كانون الثاني/ يناير، خلال حملته الانتخابية، بوضع حدّ بسرعة للحرب في أوكرانيا. وقد سبق له أن دعا إلى "وقف فوري لإطلاق النار” وإلى محادثات، بحيث يخشى كلّ من الأوكرانيين والأوروبيين أن يدفع كييف إلى تقديم تنازلات كبيرة ويمنح الكرملين نصرا جيوسياسيا.
وصرّح الرئيس الأميركي المنتخب إنه ينبغي لأوكرانيا أن تتوقّع "على الأرجح” مساعدات أقلّ من واشنطن وأعرب عن معارضته استخدام كييف صواريخ غربية لضرب أوكرانيا.
أما فلاديمير بوتين، فهو قال في أكثر من مناسبة إنه مستعدّ لمناقشات مع أوكرانيا، شريطة أن تستند إلى "وقائع الميدان” حيث تتقدّم القوّات الروسية منذ بداية السنة.
وتطالب روسيا خصوصا أن تتخلّى أوكرانيا عن أربع مناطق تحتلّها جزئيا، هي دونتسك ولوغانسك في الشرق وزابوريجيا وخيرسون في الجنوب، فضلا عن شبه جزيرة القرم التي ضمّتها بقرار أحادي إلى أراضيها في 2014. وتشترط أيضا أن تتخلّى كييف عن فكرة الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ولطالما اعترض فولوديمير زيلينسكي بشدّة على تقديم أيّ تنازلات، لكنّه ليّن موقفه في الأشهر الأخيرة في ظلّ الصعوبات التي يواجهها جيشه على الجبهة والمخاوف من تراجع المساعدة الغربية.
ودعا الأوروبيين من بروكسل إلى عدم التخلّي عن بلده ورصّ الصفوف، بما فيه مع الولايات المتحدة، وذلك قبل بضعة أسابيع من عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
(وكالات)