الأخبار

صالح الراشد يكتب : حتى بشهادتك .. هزمتهم يا يحيى

صالح الراشد يكتب : حتى بشهادتك .. هزمتهم يا يحيى
أخبارنا :  

صالح الراشد :

يحيى اسم فلسطيني ظهر ونشأ في فلسطين ولا يوجد في العالم اسم يحيى قبل نبي الله الفلسطيني يحيى بن زكريا عليهما السلام، واستشهد نبي الله على ثرى فلسطين وهو يدافع عن الحق ويرفض الإقرار بالظلم، واليوم تعود ذات الحكاية لعبد من عبيد الله إسمه يحيى السنوار يدافع عن الحق ويقاتل لأجل تحقيقه ويصنع معجزة الطوفان ، لكن لا سفينة كسفينة نوح عليه السلام تنقذه أو تحمله خارج الوطن، بل رفض أن يركب أي سفينة حتى يكون الوطن هو السفينة ويحيى الربان لوطن لا يقبل الرحيل أو الإنزواء.

ليموت يحيى وحيداً لا يرافقه إلا سلاحه وطلقات تُرعب جميع صهاينة العالم مهما اختلفت لغتهم أو دينهم، ليقاتل حتى أرهقه التعب فيجلس ليقاتل جالساً ثم قاتل متكأ على جراحه، ليُعلم أمة بكاملها أن أحكام الجهاد هي كأحكام الصلاة، بأن تصلي واقفاً وإن لم تستطع فجالساً وإن لم تستطع فعلى جنب حتى تقابل الله، وأثار يحيى السنوار الفلسطيني بصموده الظالمين ليجتمع لواء مجرمي الارض لقتله، ويحيى لا يختبىء ولا يتدثر برداء إمرأة بل يقاتل على رؤوس الأشهاد ويتفقد الجند يلقنهم شهادة السماء والأرض بأن فلسطين سيدة الكون والموت لأجل تحريرها والذود عنها سنام كل عمل.

لقد هزم السنوار بشهادته وجسارته وعزته نتنياهو الباحث عن تسجيل نصر يُعيد إليه ولجيشه شرفهم المسلوب في السابع من أكتوبر، ليسلب السنوار نتنياهو آخر من تبقى من ذرات شرفه وشرف جيشه الصهيوني باستشهاده حاملاً سلاحه، لترسخ هذه الصورة في المخيلة العربية الإسلامية بأن قادة فلسطين يدافعون عن الشعب بأرواحهم، فيما نتنياهو يعتقد انه سجل انتصاراً كبيراً باغتيال واستشهاد القادة مستخدماً الطريقة الأمريكية حين تباهى غالبية الرؤساء باغتيالهم لأحد الرافضين للهيمنة الأمريكية على أنه إنتصار كبير، ويبدوا أن نتنياهو لن يتعلم الدرس بأنه في غزة كلما ارتقى قائد بالشهادة جاء قائد أشد عليهم من سابقه، وأنه كلما استشهد قائد ارتفعت الحالة المعنوية للمقاتلين الذين لا يفصل بينهم وبين الموت إلا شعرة وهي تلك الشعرة التي تفصل بين قائدهم والموت، لذا يدركون بأن قادتهم ليسوا في القصور بل شركاء في الحرب والمصير فيصبحون أصلب وأقوى.

هنا في فلسطين يقتلون النبي وكل من يقول الحق.. هنا في فلسطين يجاهدون كما يصلون حتى يستشهدون.. هنا في فلسطين يكون القائد في مقدمة الصفوف لا في نهايتها .. هنا في فلسطين يولد الطفل وقد عُلم يوم شهادته.. هنا في فلسطين يصنعون النصر مع شدة الألم.. هنا في فلسطين يعصرون النصر كما يعصرون الزيتون ليخرج زيتاً.. هنا في فلسطين زيتهم وشهيدهم يُضيؤو ما بين السماء والارض.. هنا في فلسطين آخر بيوت العز وخير الجند وأطهر الأرحام..هنا فلسطين حيث يستشهد نبي وقائد كما يستشهد أي مواطن.. إنها فلسطين حيث المسافة بين السماء والأرض خطوات صوب المجد.

آخر الكلام:

كررها أبو عبيدة مرات ومرات بأنه نصر أو استشهاد ، ليلحق السنوار بإسماعيل هنية وسيخلفهم قائد جديد يحارب بضراوة بحثاً عن نصر أو شهادة، لقد ارتقى بالشهادة من قالوا عنهما أنهما يسكنان القصور وأنهم بأرواح أبناء فلسطين يضحون ويحتمون، لتكون أرواحهم في ذات السلة وبيد كل منهما سلاحه، فهنيه حمل سلاح السياسة والسنوار قاتل حتى الرمق الأخير وسلاحه ملتصق بكفه، إنهم جند فلسطين.

مواضيع قد تهمك