تجسّدت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني إلى محافظة الطفيلة في مشهدٍ من التواضع الملكي الأصيل، تلك السمة التي لطالما كانت علامة فارقة في حكم الهاشميين، مترافقة مع الجود والكرم والإخوة والطيبة التي لا تعرف حدوداً، هذا التواضع الإنساني البسيط، الذي لطالما تميّز به جلالته وورثه أباً عن جد، انعكس في لقطات مؤثرة خلال تكريم شخصيات من المحافظة، وهو المشهد الذي لم يمر مرور الكرام على أهل الطفيلة ولا على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل الأردنيون بإعجاب شديد مع هذه اللفتة الإنسانية التي تُظهر قرب الملك من شعبه.

في تفاصيل الزيارة، التقى جلالة الملك بوجهاء وممثلين عن أبناء محافظة الطفيلة، بحضور سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، معبّراً عن اعتزازه الكبير بمحافظة الطفيلة الهاشمية، واستذكر جلالته معركة «حد الدقيق»، إحدى معارك الثورة العربية الكبرى التي سطّرها أبناء الطفيلة ببطولاتهم، لتكون شاهداً على وفائهم وإخلاصهم للأمة، حاملة في طياتها رسائل هامة وعميقة.

أبدى جلالة الملك خلال زيارته معرفته الدقيقة بأدق تفاصيل حياة المواطنين، والتي لطالما كانت الهم الأول لجلالته. وشدّد على أهمية رفع مستوى الخدمات في الأماكن السياحية بالمحافظة، مثل محمية ضانا وقلعة السلع، بهدف جذب المزيد من الزوار وتعزيز السياحة المحلية. كما أشاد بافتتاح متحف الطفيلة، الذي سيشكل إضافة مهمة لتعزيز النشاط السياحي في المنطقة، مشيراً إلى ضرورة دعم المشاريع التي تسهم في تحسين الخدمات المقدمة لأبناء المحافظة، ومنها مركز الخدمات الحكومية الذي تم افتتاحه اليوم.

ولم يكن حديث جلالته مقتصراً على السياحة والخدمات، بل تعدّاه ليشمل الفرص الاستثمارية في الطفيلة، داعياً القطاع الخاص إلى لعب دور أكبر في الاستثمار بالمحافظة ودعم المجتمع المحلي، ولا سيما من خلال مشاريع مثل طاقة الرياح، الذي وصفه جلالته كنموذج للاستثمارات الناجحة في الطفيلة. ولفت جلالته إلى أهمية العمل على خطط تنموية تعزز الإنتاج الزراعي، عبر التعاون المشترك للاهتمام بالأراضي الزراعية في المحافظة.

إن هذه الزيارة التي تجمع بين تواضع القيادة وحكمتها، تبرز حرص جلالة الملك عبدالله الثاني على تعزيز التنمية في جميع مناطق المملكة، ولا سيما في الطفيلة، التي تظل على الدوام حاضرة في قلبه وذاكرته، بمجدها وتاريخها العريق. ــ الراي