مأمون المساد : أوراق نتنياهو المكشوفة
ما قبل العاشر من أكتوبر الماضي، ونتنياهو يتلاعب في الشارع والسياسة الإسرائيلية وقد تكشفت أوراقه والهدف الأساسي له حماية نفسه وعائلته من محاكمة الفساد الذي يطارده، كما أصبحت فاتورته ولائحة الاتهام له أكبر بعد عملية طوفان الأقصى وما تبعها من حرب كشفت عن مسؤوليته كقائد للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية عن الخرق في الأجهزة والأنظمة الاستخباراتية الإسرائيلية، والاخفاق في تحقيق أهداف الحرب وأولها إطلاق سراح المحتجزين لدى المقاومةالفلسطينية، واتهامه بجرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني من محكمة العدل الدولية، حيث سيصبح مطلوبا دوليا مع أركان جيشه وحكومته.
الخلافات حول نتنياهو تتجاوز مسألة الأمن. كانت سياساته الداخلية مثيرة للجدل أيضًا، وخاصة محاولاته لإصلاح النظام القضائي، وهي محاولات لاقت معارضة واسعة داخل إسرائيل وسببت مظاهرات مستمرة منذ بداية 2023. بعد تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الحرب مع حماس، كان هناك تجميد لبعض هذه الإصلاحات القضائية، مما يشير إلى أن نتنياهو اضطر إلى التراجع عن بعض سياساته السابقة لتجنب مزيد من الاضطرابات.
نتنياهو الذي يحاول الهروب للأمام بإطالة أمد الحرب، وعرقلة اي اتفاق لوقف إطلاق النار يمني النفس بفوز المرشح دونالد ترامب، يسعى إلى فتح جبهات أخرى للحرب القائمة على حساب الضفة الغربية والقدس والجبهة الشمالية، ينظر إلى توسيع الصراع اقليميا ليس لاسكات الشارع الإسرائيلي فحسب، بل وليتمدد في كسب دعم بعضا من المجتمع الدولي الذي تراجع في دعمه وتأييده للكيان الإسرائيلي امام حراك الشارع الغربي، وكسب دعم اقتصادي وامني تحت ذريعة تهديد الوجود الإسرائيلي في المنطقة.
صحيح ان نتنياهو أبدى استعداده لمناقشة اتفاقيات سلام، لكنه كان دائمًا يشدد على أن أي حل يجب أن يضمن استمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية على معظم أراضي الضفة الغربية. كما يعارض بشدة عودة اللاجئين الفلسطينيين ويشترط أن تعترف الدولة الفلسطينية المستقبلية بإسرائيل كدولة يهودية ومعروف بمعارضته القوية لفكرة حل الدولتين منذ سنوات طويلة. خلال فترات حكمه، و أكد بشكل متكرر أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة بجانب إسرائيل لا يتماشى مع مصالح الأمن القومي الإسرائيلي. في حملته الانتخابية لعام 2015، وقد صرّح نتنياهو صراحةً أنه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية خلال فترة رئاسته للحكومة، مما أثار جدلاً واسعًا داخل إسرائيل وعلى الساحة الدولية، وهو يحظى بدعم كبير من اليمين الإسرائيلي، خصوصًا من قبل حلفائه مثل حزب «شاس» و»الصهيونية الدينية» الذين يدعمون بقوة سياساته تجاه غزة والفلسطينيين.
هذه افكار ورؤى وسياسات وأوراق نتنياهو المكشوفة، والتي يتلاعب بها مع الشارع الإسرائيلي والحلفاء الامريكان والمجتمع الدولي مراوغة الثعالب الباحثين عن أي صيد يسد جوع سنوات من الفشل والوعود الخادعة، أوراق مكشوفة. ــ الدستور