"بين المقاومة وقرار الحرب".. مواقف متباينة في لبنان بعد اغتيال شكر
تضاربت الآراء في لبنان عقب اغتيال إسرائيل القائد في "حزب الله" فؤاد شكر، وتهديد الأمين العام للحزب بالرد على العملية والتهديد المضاد من تل أبيب بشن حرب شاملة.
وفي هذا السياق أكد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن "لبنان لا يريد الحرب، لكنه في نفس الوقت مستعد للدفاع عن نفسه، وأنه على مدى أشهر كانت مساعيه وجهوده مع كافة الدول المهتمة بلبنان، الوصول للظروف التي تسمح بتطبيق القرار الأممي 1701 الذي التزم به لبنان منذ اليوم الأول لإقراره، والذي نرى الفرصة لتطبيقه بوقف دائم للعدوان على قطاع غزة أو من خلال هدنة لأسابيع".
وأشار إلى أن "الغطرسة الاسرائيلية الأخيرة برفضها لكل الطروحات والإمعان في سياسة خرق قواعد الاشتباك والاغتيالات تجر المنطقة نحو مخاطر لا تحمد عقباها".
هذا وشدد رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل على أن "التيار لا يمكنه أن يبقى متفرجا وصامتا وهو يرى عاصمته بيروت تقصف، وأطفالا لبنانيين يقتلون على يد دولة أجنبية وعدوة".
وقال: "لا نكون بشرا إن لم يتحرّك شعورنا الإنساني ولم نتعاطف بالحزن والموقف عند رؤيتنا أطفال لبنان في بيروت وأطفال فلسطين في غزّة يموتون بهذه الطريقة الوحشية غير الإنسانية، ولا نكون سياديين إذا كنا نشاهد وطننا يتهدد من قبل عدو سبق ودمّر لنا بلدنا ويتوعّدنا بإعادتنا إلى العصر الحجري ولا ندينه ونواجهه".
وسأل: "كيف تطال السيادة لدى السياديين الانتقائيين سوريا دون إسرائيل؟"، مضيفا: "لا يمكننا أن نقول أن لا علاقة لنا بمشكلتنا الوجودية مع إسرائيل، ولا يمكننا أن نكون على الحياد في معركة معها، ولا يمكننا الكلام عن موقفنا الرافض للحرب إذا اعتدت إسرائيل وشنّت الحرب علينا".
وأكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي خريس أن "الكيان الصهيوني
يعرف أن حربه مع لبنان ليست نزهة لأنه أجبر على الانسحاب تحت وطأة ضربات
المقاومة"، معتبرا أن "الضربات والاغتيالات الجبانة التي يقوم بها العدو
الإسرائيلي ما هي إلا نتيجة التفكك الاجتماعي والأمني والسياسي الحاصل في
كيانه وهي كناية عن عمليات إرضاء للصهاينة لوضعهم بصورة المنتصر".
وشدد على "الوحدة الوطنية في ظل الظروف الصعبة وعلى الصمود في مواجهة العدوان"، مضيفا: "المقاومة في عقيدتنا نهج وليست هواية".
وفي موقف مختلف قال حزب "القوات اللبنانية" في بيان إن"اللبنانيين يعيشون في حالة غالب ومغلوب منذ الانقلاب على اتفاق الطائف في العام 1990، ومن يناضل لتطبيق الدستور وإنهاء منطقي الدولة الشكلية والدويلة الفعلية يكون يعمل لإنهاء منطق الغالب والمغلوب بتحقيق المساواة بين اللبنانيين".
وذكرت أن "الوحدة الوطنية تتجسد بالدولة وأن يكون قرار الحرب داخلها، ومن يعمل ضد المصلحة الوطنية هو من يتفرد بقرار الحرب من دون العودة إلى الحكومة التي أعلنت بوضوح عدم علاقتها بإعلان حسن نصرالله الحرب في 8 أكتوبر".
وشددت على أن "القوات لم تراهن واستطرادا المعارضة إلا على مشروع الدولة الذي يشكل وحده المشروع الإنقاذي للبنان واللبنانيين، فيما من ينقلب على مشروع الدولة راهن ويراهن على مشاريع إقليمية تبقي لبنان ساحة مستباحة للحروب والفوضى والموت، وتُبقي الغلبة للفريق الذي يستقوي على الشريك اللبناني بالسلاح".
المصدر: RT