الأخبار

خلدون ذيب النعيي : أهمية العلاقة التشاركية بين الإعلام و القائمين في الإدارة المحلية

خلدون ذيب النعيي : أهمية العلاقة التشاركية بين الإعلام و القائمين في الإدارة المحلية
أخبارنا :  

يفهم التعريف العصري لوظيفة الاعلام كسلطة رابعة رقابية بأنه ليس حصراً البحث عن اخطاء صانع القرار في العمل وابرازها بقدر مساعدته في تحديد اولويات العمل وابراز الايجابيات وتعزيزها ومعرفة الخطأ ان وجد ودراسة اسبابه وتلافيه بعد ذلك، مع التأكيد هنا ان الخطأ بحد ذاته وارد جداً بالعمل لان الخطأ يأتي غالباً مع العمل من خلال عدم الدقة في تحديد اولويات العمل ومن لا يعمل لا يخطئ ببساطة، ولذلك تكمن اهمية بناء الثقة المتبادلة بين طرفي المعادلة أي بين الاعلاميين وبين صانعي القرار ومقدمي الخدمة بحيث يضمن الطرف الاول اهتمام الطرف الثاني بملاحظاته للمصلحة العامة، فيما يؤمن صانع القرار ومقدم الخدمة العامة ان الاعلام رديف له في العمل يزوده بالملاحظات الضرورية لتحسين جودة العمل والخدمة المقدمة بما يحقق الرؤية العصرية للمؤسسة ككل.
ما جعلني اكتب ذلك هو اللقاءان الوديان لي في الاسبوع الماضي، احدهما مع المهندس توفيق الخواطرة مدير مشروع الخدمات البلدية والتكيف الاجتماعي للحديث عن قصة نجاح بلدية السرحان في توفير فرص العمل لأبناء وبنات مناطق البلدية، ودور مشروع الخدمات البلدية والتكييف الاجتماعي في مساعدة البلدية لإنجاز هدفها وهو ما تم تناوله في مقال سابق لي في هذه الصحيفة الغراء، وتناول الحديث ايضاً اهمية دور البلديات في بناء جودة الحياة لأبناء مناطقها فضلاً عن دور المشروع في مساعدة البلديات لانجاز هذا الهدف الذي يؤكد الدور العصري والتنموي للبلديات بعيداً عن اهداف العمل التقليدية وبشكل يلمسه المواطن بشكل مباشر في حياته.
الحديث مع المهندس الخواطرة كان حديثاً ثرياً بآفاقه مع قائد موقع في العمل العام وصاحب قرار مؤمن بأهمية الاهداف التي يقوم بها مشروع الخدمات البلدية والتكييف الاجتماعي في مساعدة بلديات الوطن في ابراز الصورة العصرية لعملها و حشد الطاقات المختلفة لمساعدتها وتوجيهها نحو الهدف المنشود، ولم يغب دور الاعلام في عمل المشروع ككل خلال الحديث، فهو الركيزة الاساسية في ايصال رؤية العمل ورسالته للجمهور فضلاً عن الافادة منه بالتغذية الراجعة لتقييم العمل ككل وتطوير اساليبه.
الدعوة الثانية كانت من رئيس بلدية بلعما السيد سليمان خلف المشاقبة حيث تعمل البلدية على قدم وساق لتطوير العمل العام والخدمة المقدمة للمواطنين بشكل عصري ومميز تماشياً مع القرار الحكومي الاخير بترفيع بلعما لتكون اللواء الخامس في محافظة المفرق، واستمعت للمدير المالي في البلدية الشاب عدنان عليمات عن الفكر الموجود لدى البلدية لتحقيق اهدافها بالنظر لاطلاعه على مقال سابق لي حول الاهمية التي تمثلها بلعما في مختلف النواحي، وذلك لتكون البلدية النموذجية بالرؤية في العمل من خلال استثمار كل الامكانات والامتيازات التي تملكها بلعما وخصوصاً في المجالات الاستثمارية والسياحية والتاريخية بما يعود بالخير على المجتمع المحلي، حيث تم الحديث عن الخطط اللازمة لتحقيق ذلك والتي ستبدأ قريباً ان شاء الله.
« نفس الرجال يحيي الرجال « المثل الشعبي الاردني كان حاضراً بقوة خلال لقاءي في الدعوتين وانا استمع من مضيفي الكريمين عن اهمية العمل والانجاز في العمل العام ودور الاعلام كشريك لهما في تحقيق عملهما بما يعود بالخير ككل على الوطن والمواطن، ولا اجافي الصواب ان قلت خرجت من عندهما بشحنة قوية من الامل الطيب وانا ارى منهم الاهتمام بآراء الاعلام ورسالته التي تساعد المسؤول بعمله ويكون « الكتف على الكتف « بينهما بمنظومة قوية هادفة، فسر نجاح الاعلام هو كسب ثقة متلقي رسالته بشكل عام وان يشعر صانع القرار ومقدم الخدمة بأنه رديف لهم في العمل وليس شغلها الشاغل البحث عن الاخطاء وانتظار حدوثها، أي بصيغة أخرى عين لهما أكثر من كونه عينا عليهم.. فالأمور بخواتيمها ببساطة والانجاز يتكلم عن صاحبه بلا شك. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك