محمد خروب : نتنياهو في «نوبة» هيستيريا.. وبايدن يَسترضيه بـِ«عروضً سخِيّة»؟
يتصدّر مُجرم الحرب/نتنياهو نشرات الأخبار واستديوهات التحليل السياسي في العالم, تماماً كما هي حال الرئيس الأميركي/بايدن, الذي لا يتوقّف عن استرضاء قادة الدولة الفاشية العنصرية, بما هم شركاؤه في حرب الإبادة والتجويع والتنكيل, التي يشنّها الطرفان على الشعب الفلسطيني في أرجاء فلسطين التاريخية.
وإذا كان رئيس الإئتلاف الإستيطاني الإستعماري/نتنياهو, قد أعلن تمرّده على رئيس الولايات المتحدة.. «حاميه وولي نعمته», رافضاً الأخذ بنصائحه عدم إجتياح رفح, مُعلناً تحدّيه ولاعباً على وتر تفوّق العنصر اليهودي, بالقول: إن «اليهود سيُقاتلون وحدهم, إذا ما فُرض عليهم أن يُقاتلوا وحدهم», فإنه/نتنياهو لم يتوقف عن مُهاجمة قادة دول العالم, خاصة منهم من «تجرّأ» على انتقاد حرب الإبادة التي يشنها الحليفان الأميركي والصهيوني, مُشهراً السيف الحديدي الصهيوني الذي أخذ يعلوه الصدأ وهو سيف «مُعاداة السامية", وفق التعريف الصهيوني «المُوسّع", الذي أقره الكونغرس الأميركي مؤخراً.
إذ شن رئيس حكومة العدو الصهيوني/نتنياهو أول أمس/السبت، هجوماً على الرئيس الكولومبي، غوستافو بيترو، بعدما حثّ الأخير المحكمة الجنائية الدولية, على إصدار «مذكرة اعتقال» في حقه. وكتب نتنياهو على منصة (X): لن تتلقّى إسرائيل «مُحاضرات من أحد المُعادين للسامية» والمُؤيدين لحركة «حماس» الفلسطينية، وهي منظمة إرهابية تُمارس الإبادة الجماعية، والتي «ذبحتْ واغتصبتْ وشوّهتْ وأحرقتْ 1200 شخص بريء في 7 أكتوبر»... «عار عليك أيها الرئيس بيترو».
وكان الرئيس الكولومبي/بيترو، كتب على منصة «X» يوم الجمعة الماضي: أن «نتنياهو لن يُوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة، الأمر الذي يتطلب مذكرة اعتقال دولية بحقه من المحكمة الجنائية الدولية». كما أعلنَ/رئيس كولومبيا قبل أسبوع: أن بلاده ستقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل، بسبب «هجوم الإبادة الجماعية الإسرائيلي المُستمر على غزّة».
فيما تولى مُتحدث خارجية الدولة الفاشية مُهاجمة دولة جنوب إفريقيا. إذ دعا اورين مارموريستاين، محكمة العدل الدولية، إلى رفض طلب عاجل قدمته جنوب افريقيا على خلفية الهجوم الإسرائيلي على رفح, مُضيفاً في تغريدة على منصة «X» أول أمس/السبت «ن الطلبات المُتكررة للإجراءات المؤقتة التي تقدمها جنوب افريقيا، المبنية على مزاعم خاطئة وحذف مُتعمد للحقائق لمساعدة حماس، تمثل محاولة أخرى لاستغلال محكمة العدل الدولية باستخفاف». مُستطرداً: تُواصل جنوب افريقيا العمل كـ"ذراع قانونية لمنظمة حماس» في محاولة لتقويض حق إسرائيل الطبيعي, والتزامها بالدفاع عن مواطنيها من هجمات حماس، والإفراج عن جميع الرهائن».
أما بايدن فلم يُصيبه اليأس بعد, يحدوه الأمل باستمالة نتنياهو عبر تقديم المزيد من العُروض, مُقابل عدم المس بـ«الهيبة» الأميركية, إذ سارعَ الرئيس الطامح إلى البقاء في البيت الأبيض لدورة رئاسية جديدة, إلى إعلان أن وقفاً لإطلاق النار في حرب الإبادة والتجويع التي يشنها التحالف الصهيوأميركي على القطاع الفلسطيني ستتوقف «غداً», حال أفرجت حركة حماس عن الرهائن الذين تحتجزهم. دون أن يأتي بذكر على اتفاق تبادل الأسرى الذي تعهد وليام بيرنز/ مدير وكالة (CIA) بضمان تنفيذه, لكن نتنياهو أطاحه. في الوقت ذاته كانت إدارة بايدن تُقدم لـ«نتنياهو» عَرضاً آخر «مرتفع القيمة والأثر», في زعم منها لمنع إسرائيل من شن هجوم بري شامل على رفح، على ما كشفت صحيفة «واشنطن بوست» التي أضافت: أن إدارة الرئيس الأميركي ستُقدم لإسرائيل «مساعدة قيّمة» إذا تراجعت عن اجتياح رفح. موضحة أن هذه المساعدة «ستشمل تقديم معلومات استخباراتية حساسة لمساعدة الجيش الصهيوني, على تحديد «موقع» قادة حركة حماس والعثور على أنفاق الحركة المخفية».
** إستدراك:
شنّ مُضيف قناة FOX NEWS الأميركية/مارك ليفين، هجوماً حاداً وغاضباً على بايدن بسبب قرار حجب الأسلحة الأمريكية عن إسرائيل, إذا شنّت غزوا على رفح، إذ سردَ/ليفين خلال برنامجه, تاريخ «عائلته اليهودية» في الدفاع عن الولايات المتحدة في بيرل هاربور وغوام وجزر سليمان. وقال: نحن نُحب هذا البلد حتى النخاع. ولكنني أؤكد أننا «لسنا مُجرد أمريكيين وطنيين ولكننا أيضاً ننتمي للديانة اليهودية».
مُضيفاً: من هذا المنبر أريد أن أُوجّه لبايدن هذه العبارة: «مَن تظن نفسكَ بحق الجحيم»؟.
مَن تظن نفسك بحق الجحيم كي تستخدم عبارات تُدين إسرائيل بقتل المدنيين الفلسطينيين بشكل عشوائي، وتستخدم نفس منطق حماس ضد اليهود، وتطلق العَنان لمُعاداة السامية في هذا البلد، وجميع أنحاء العالم، كما لم نشهده من قبل؟.
مَن تظن نفسك بحق الجحيم لتقول لحكومة إسرائيل المُنتخبة ديمقراطياً بأنك لا تحبها، وأنك لا تحب رئيس وزرائها، وأن إسرائيل بحاجة لاستبداله بمهرجين آخرين؟.
مَن تظن نفسك بحق الجحيم لتقول أنك تُقدم الأسلحة لإسرائيل؟ أنتَ لم تُقدم شيئاً لإسرائيل. «الكونغرس» هو الذي يُزود إسرائيل بالأسلحة، بينما تُخالف أنتَ قانون التمكين والدستور بالحجب.
مَن تظن نفسك بحق الجحيم حين تُملي أن على الشعب اليهودي، الذي «نجا من البابليين والفرس والرومان والرايخ الثالث», بأنهم لا يستطيعون القضاء على حماس؟. ــ الراي
kharroub@jpf.com.jo