مازن العمري :الجنس الناعم يأكل الافاعي.. والخشن يلعق «آيسكريم» !
أوقف «أبو صابر» سيارته فجأة بالقرب من تقاطع طرقات، أمامه مركبتان قد ارتطمتا ببعضهما والسير متوقف تماما.
نزلت سيدة «ثلاثينية» من سيارتها القديمة تزمجر وترعد بكلام غير مفهوم، تبدو السيدة من خلف عباءتها السوداء التي التفعت بها وكأنها برميل نفط «كامل الدسم»، وتوحي تقاسيمها أنها ثلاثة أو أربعة «إكس لارج» بمقاسات الملابس.
مِنَ السيارة الاُخرى نزلت فتاة تبدو في متوسط العقد الثاني من عمرها، أشبه ما تكون بعصاة مكنسة يعلوها كومة من القش الأصفر، بكامل أناقتها، تستطيع رؤية حاجبيها القاطبين من خلف نظاراتها الشمسية، نزلت بسرعة وخِفّة تدور حول سيارتها الفارهة لتكتشف حجم الضرر الحاصل.
التقى اخيرا السيدتان وجها لوجه وهما يتصايحان، وتحاول كل منهنّ أن يعلو صوتها على الاخرى، فصاحبة الصوت الاعلى هي المنتصرة - بحسب اعتقادهنّ..
شقّ «ابو صابر» طريقه مترجّلا نحو الصراخ ليشاهد ماذا يجري، فالواقفون والمارّة والمتفرجون قد سدّوا الأفق.
سمع السمينة تقول للنحيلة: «بقرقشك» باسناني!
ردّت النحيلة: أنا حزام اسود فنون قتالية؛ ثم قفزت بحركة لولبية وركلت السمينة على وجهها بكعب قدمها على طريقة «جاكي شان».
تَلقّت السمينة الركلة وكأن ذبابة حطّت على خدّها، ثم أمسكت بالنحيلة وهي تهبط من تحليقها اللولبي، فبدت السمينة وكأنها جزّار ممسك بدجاجةٍ ينوي ذبحها، تحاول الافلات ولكن هيهات..
أسرع «أبو صابر» نحو الشجار ليحاول تهدئة الموقف قبل أن تفي السمينة بوعدها و"تقرقش» الضحية «ام حزام اسود»، فأمسكه أحد الواقفين وقال: لو سمحت ابعد شوي مش عارف اصوّر، انا فاتح «مباشر»!
التفت اليه ابو صابر؛ واذ بشاب ممسك بعنان هاتفه المحمول، وهو آخذ بتصوير الحدث «فيديو» مباشر، يبدو الشاب بشعره الطويل والمعقود من الخلف مع ملابسه الضيّقة جدا وكأنه فتاة تتغنّج، إلا أنّ صوته كان فيه شيء من الخشونة.
نظر إليه «ابو صابر» نظرة تمحّص، لا زال الشكّ يراوده ويتساءل: هل هو فتىً ام فتاة!؟
كان الشاب قابضا على جواله بيمينه، وبعصى «ايسكريم» زهرية اللون بشماله!
تمتم «أبو صابر»: ليتهم يعيدون التجنيد الاجباري! ثم تركه وأكمل طريقه نحو حلبة المصارعة ليبادر بوقف الصراع المحتدم هناك.
قد يظنّ احدهم ان هذا المقال فيه شيء من التنمّر، إلا أن واقع الحال يحتاج إلى التذكير ببعض الأسس المهمة التي بدأت تنقرض شيئا فشيئا، فقد خلق المولى عزّ وجل الذكر والأنثى مُختلفَيْن ومتضادّيْن، ولكنّهم متكاملَان، أي أن بعضهم مُكمّل للآخر، واقتضت حكمته تعالى أن يكون لكل منهما طبع وغريزة مختصة به ومناسبة للمهام والاعباء التي ستوكل إليه.
فجعل الذكر ذا سِمات رجولية عامّة لا ينبغي الخروج عنها، كالقوّة والشجاعة والفروسية والحِرفة والنّجدة، وكذلك خلق الأنثى وجعل لها سمات أنثوية غريزية ما ينبغي معارضتها، كالحياء والعِفّة والحنان والعطف والايناس.
ثم يلتقي الاثنان -الذكر والأنثى- في سمات مشتركة تصلح للطرفين، كالصدق والأمانة والنُّبل والاخلاص.. وغيرها. فلا يَصِحُّ أن يَشغل أيّ منهما دور الآخر، وإلا اختلّت الموازين الربانية والسنن الكونية.
وقد ورد في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: لعن الله المخنّثين من الرجال، والمترجلات من النّساء.
mazen.alomary@gmail.com