الأخبار

رشاد ابو داود : لماذا باكستان الآن؟ (2-2)

رشاد ابو داود : لماذا باكستان الآن؟ (22)
أخبارنا :  

قوس الخطر الثالث على إسرائيل

كان البلدان الهند وباكستان بلداً واحداً تحت الحكم البريطاني وقبل أن يرحل المستعمرون اعترفوا بباكستان كدولة اسلامية وبالهند كدولة هندوسية. وكان ذلك العام 1947. إنها سياستهم في كل البلاد التي استعمروها «فرّق تسد» تماماً كما فعلوا بوطننا العربي. ولم يكتفوا بذلك بل في العام 1971 اقتطعوا، بالتعاون مع الهند، من الدولة الاسلامية جزأها الشرقي وأسموه بنغلاديش.

وكعادة الانجليز وضعوا على حدود كل دولة « لغماً حدودياً « يفجروه عندما يشاؤون. كشمير من أقوى الألغام التي وضعوها على حدود الهند وباكستان. وكلما زادت باكستان قوة فجروا اللغم، كما يحدث اليوم.

باكستان منذ رئيسها الأول محمد علي جناح اتخذت موقفاً مسانداً للقضايا العربية الاسلامية. وهي خامس دولة في العالم من حيث عدد السكان الذين يشكل المسلمون 95% من سكانها.

عندما أجرت الهند أول تجربة نووية العام 1974 عملت باكستان على امتلاك سلاح نووي. ويقدر ما تملكه الآن بـ 160 رأساً نووياً. ويعود الفضل في ذلك الى عبد القدير خان المعروف بـ « أبو القنبلة النووية الباكستانية «.

لم يكتفِ الاستعمار بوضع الألغام الحدودية بين العرب بل زرعوا في قلبهم كياناً سرطانياً أسموه «إسرائيل». لا تعترف باكستان بإسرائيل حتى الآن، وقد صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين العام 1947. وأثناء زيارة للهند العام 2018 قال نتنياهو، ما غيره، إن إسرائيل ليست عدواً لباكستان متسائلاً بخبث، لماذا تعادي باكستان إسرائيل؟! فيما الهند اعترفت باسرائيل العام 1950 أي بعد سنتين من إنشائها.

ومنذ السابع من أكتوبر وأحداث غزة تقدم الهند لإسرائيل مساعدات عسكرية كبيرة احد مجالاتها طائرات بدون طيار من طراز هيرمس 300، إضافة للمساعدات الاقتصادية واللوجستية.

نتنياهو التلمودي الذي يريد تغيير خريطة الشرق الاوسط وفقاً للأساطير يرى في باكستان عدواً مستقبلياً على اسرائيل لكنه مشغول الآن في ايران ويرى في امتلاكها السلاح النووي خطراً وجودياً على اسرائيل.

وفق المفهوم الصهيوني المتطرف تشكل القوس الثالث للخطر على اسرائيل. انتهت من القوس الأول «دول الصمود والتصدي « بما فيها العراق الذي ضربت مفاعل تموز المعروف باسم مفاعل أوزيراك في 7 حزيران العام ،1981

وها هو نتنياهو يحرض ترمب على ضرب ايران، قوس الخطر الثاني.

باكستان الدولة الاسلامية النووية على القائمة. وللأسف تلعب الهند دوراً رئيسياً في هذا المخطط الشيطاني ضد كل من يدرك أن إسرائيل تتصرف وفق نظرية «الأغيار» أي كل من هو غير يهودي يجب أن يكون مقتولاً أو عبداً لهم! ــ الدستور

مواضيع قد تهمك