الأخبار

د. صلاح العبادي : ترامب ونتنياهو على مفترق طُرق!

د. صلاح العبادي : ترامب ونتنياهو على مفترق طُرق!
أخبارنا :  

تمُر العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمرحلة فتور غير مسبوقة أو مفترق طرق؛ حيث تزداد الفجوة بين الرجلين، وصلت حدّ الحديث عن قطيعةٍ وعدم تنسيق، قَبيل زيارة مهمّة لرئيس أميركي للشرق الأوسط لن تشملها إسرائيل.
نتنياهو بات يشكل عقبةً أمام مساعي ترامب، لإعادة رسم خارطة التحالفات في الشرق الأوسط؛ بسبب تمسكه بمواقفه المتشدّدة إزاء غزّة وصراعه مع إيران.
الأمر الذي قد يدفع ترامب بأن يعلن حلاً شاملاً لحرب غزّة وبشكلٍ أحادي، أو على الأقل بدون تنسيقٍ كامل مع إسرائيل، كما فعل سابقاً مع الحوثيين.
الاتفاق الأميركي السابق مع الحوثيين ما يزال يُشعر نتنياهو بغصّة بسببه، والذي وصفه الإعلام الإسرائيلي بـ"الطعنةِ بالظهر"!
ترامب ونتنياهو تصدعات في العلاقة رغم التحالف التقليدي، والإدارة الأميركية كانت تضغط على إسرائيل، لتوقيع اتفاق هدنة قُبيل زيارة ترامب للشرق الأوسط.
نتنياهو غيرُ راضٍ.. فهل سيتحدى ويتمرد على سيد البيت الأبيض، خاصةً بعد أن تركه وحيداً في مواجهة الحوثي؟!
هل يتمرد نتنياهو على ترامب بعد أن حشره في الزاوية بشأن غزّة وتركه بمفرده يواجهُ صواريخ الحوثي، التي ما تزال حتى اليوم تنطلق باتجاه إسرائيل؟!
ما هي خيارات رئيس وزراء إسرائيل وهل ينجحُ اللوبي وضغط الصقور في تغيير دفّة ترامب؟
الرئيس ترامب عقد الأيام الماضية اجتماعاً مع مبعوث نتنياهو قبل رحلتهِ إلى الشرق الأوسط؛ وزير الشؤون الاستراتيجية في إسرائيل رون ديرمر التقى ترامب الخميس في البيت الأبيض، ودار الحديث بينهما حول مباحثات إيران النوويّة والحرب الدائرة في غزّة.
الخلاف يقتصر على هدنة غزّة ومسار تفكيك البرنامج النووي الإيراني، وإدارة الرئيس ترامب تمارس ضغوطاً شديدة على إسرائيل للتوصل إلى اتفاق مع حركة حماس.
الإدارة الأميركية أبلغت الجانب الإسرائيلي بأنّه إذا لم يتقدم مع الولايات المتحدة نحو اتفاق حقيقي مع حركة حماس فسيترك بمفرده، والبيت الأبيض يفضل اتفاق وقف إطلاق النار على بدء العمليّة العسكريّة الموسعة في قطاع غزّة..
الاستياء الإسرائيلي بلغ ذروته؛ لأنّ البيت الأبيض أكّد أنّ ترامب لن يزور إسرائيل خلال زيارته لمنطقة الشرق الأوسط، ما لم يقبل نتنياهو بخطة ترامب.
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث ألغى زيارته المقررة إلى إسرائيل الأسبوع المقبل.
كما أنّ السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي صرّح بأنّ شركاء عدّة وافقوا على آليةٍ جديدة لتوزيع المساعدات في غزّة، وبأنّ إسرائيل لن تكون جزءاً من عمليّة التوزيع؛ ولكنّها ستشارك في تأمينها. السفير ذاته علّق على الاتفاق الأميركي مع الحوثيين بوساطة عُمانية بأنّ قرارات واشنطن لا تحتاج إلى استئذان تل أبيب، وأنّ معايير بلاده تتعلق بمصالح وأرواح الأميركيين لا حسابات الآخرين.
العلاقة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتت متوترة، في ظل خلافاتهما بشأن استراتيجيّات رئيسيّة. ترامب كان قد أدلى بتعليقات علنيّة أثارت استياء نتنياهو مرتين في الأسبوع الماضي وحده.
نتنياهو يريد شنّ هجومٍ جديدٍ على قطاع غزّة، بينما ترامب يضغط بشأن التوصل إلى تحقيق اتفاق وقف إطلاق النار. ويسعى أيضاً لتحويل القطاع إلى ريفييرا الشرق الأوسط بعد إعادة الإعمار.
نتنياهو يشعر بالإحباط جرّاء رفض ترامب دعم الضربات على المنشآت النوويّة الإيرانيّة وقراره بالتفاوض مع طهران بدلاً من ذلك، في محاولةٍ للتوصل إلى اتفاقٍ يمنعها من الحصول على سلاحٍ نووي.
كما أنّ نتنياهو شعر بإنزعاجٍ بالغ عندما أعلن ترامب يوم الأربعاء الماضي إنّه لم يقرر بعد، إذا ما كان سيسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بموجب الاتفاق النووي المرتقب، وأنه عبّر عن انفتاحه للسماح لإيران ببرنامج نووي مدني.
ونتنياهو شعر بالصدّمة والغضب الأسبوع الماضي، بعد إعلان ترامب وقف الحمّلة العسكريّة الأميركية ضد الحوثيين، بعد موافقة الحوثيين على وقف الهجمات على السفن الأميركية في البحر الأحمر.
ومما يؤشر إلى التوتر في العلاقة بين ترامب ونتنياهو ما نشرته صحيفة معاريف الإسرائيليّة، مساء الأحد الماضي، بخصوص رغبة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في التخلي التدريجي عن المساعدات الأميركية العسكريّة.
إذ أنّ نتنياهو أدلى بتصريحاته خلال جلسة صاخبة للجنة الأمن والخارجيّة التابعة للكنيست قال فيها: "نحصل على نحو 4 مليارات دولار سنوياً لشراء السلاح، أعتقد أننا سنتجه إلى الاستغناء عنها كما فعلنا مع المساعدات الاقتصادية".
ويبدو واضحاً أنّ تصريح نتنياهو جاء في وقت تتسم فيه العلاقة بين ترامب ونتنياهو بالتوتر، وسط تقارير تتحدث عن قطع الرئيس الأميركي اتصاله بالأخير بسبب شكوكه بأنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي يتلاعب به.
فنتنياهو بنى شخصيتهِ في إسرائيل بناء على دعم ترامب له، قبل أنّ يتلقى الضربات الواحدة تلو الأخرى من الرئيس ترامب.
منذ البداية كان نتنياهو يتلقى ضربات ترامب، وبالتالي فإنّ نتنياهو يجد نفسه الآن في وضع لا يستطيع أن يفعل أي شيءٍ أو يواجه الرئيس ترامب، لا بل لا يستطيع أن يعبر عن فتور هذهِ العلاقة.
التدهور في العلاقة بين الرجلين تأتي في مرحلة حرجة، خصوصاً وأن العديد من قضايا المنطقة المصيريّة بالنسبة لنتنياهو غدت على الطاولة ومن يقرر بها هو الرئيس ترامب وحده.
التقديرات تشير إلى أنّ زيارة ترامب لمنطقة الشرق الأوسط سيكون لها تداعيات واضحة قد تصبّ في مصلحة القضيّة الفلسطينيّة.
إسرائيل خلال فترة مضت لم يكن لها صديق أكثر من الرئيس ترامب. والخلاف العميق بين الرجلين يعود إلى كونهما براغماتيين وعندما يصطدمان بحكم البراغماتية الخاصة بكل منهما، فإن الخلاف متوقع!
ويعد نتنياهو أحد المعيقين للتوصل إلى حلًّ للصراعات التي تعهد الرئيس ترامب بالتواصل إليها؛ خصوصاً فيما يتعلق بغزّة وإيران وأوكرانيا.
نتنياهو يؤيد المواجهة العسكريّة مع إيران، في وقت يرى الرئيس ترامب أنّ هناك فرصة للمفاوضات بفضل سياسة الضغط القصوى التي تضغط على الاقتصاد الإيراني.
ونتنياهو أيضاً يقف حجر عثرة بخصوص سيناريو ترامب بشأن إعادة إعمار قطاع غزّة، وبالتالي لا مفرّ من ظهور الخلاف في ظل تصعيد نتنياهو بخصوص غزّة.
المعارضة الإسرائيليّة ترى بأن نتنياهو يفسد العلاقة الاستراتيجيّة مع واشنطن وبالتالي يتعيّن عليه الاستقالة.
في وقت يحتضن الكثير من الديمقراطيين في الولايات المتحدة ما يقوم به الرئيس ترامب.
في البيت الأبيض هناك من يرى أنّ ترامب يمكنه أن يحقق السلام في منطقة الشرق الأوسط؛ لكنّ ذلك يتطلب لإسرائيل وجود رئيس وزراء أكثر حكمةً واعتدالاً. ــ الراي

مواضيع قد تهمك