الأخبار

حيدر محمود : في الكرامة

حيدر محمود : في الكرامة
أخبارنا :  

«إلى عسكرِنا الشهداءِ الأحياء، والأحياء الشهداء»

هُنا كان «عُرْسُ الدم الأُردنيِّ»

الذي أيقظَ النّائمينَ على نارِ خَيْباتِهِمْ،

وانكساراتهم، وأقامَ الدّليلْ

على أنَّ صَبْرَ الرجالِ الرجالِ.. جميلْ

هُنا -فوق هذا الثّرى-

شَطَبَ الأُردنيّونَ، من لُغةِ الضادِ،

مُفْرَدةَ المُسْتَحيل!!

.. زغاريدُ مِلْءُ المدى،

وأغاريدُ تَتْبعُهُنَّ الأَغاريدُ،

والأُمَّهاتُ يَعِدْنَ الحمى

-كُلَّما رَفْرَفَتْ بالجناحينِ روحُ شَهيد

بإنجابِ ألفِ شَهيد..

وأُقْسِمُ: لم أَرَ لَيْلتَها الليل

لكنْ.. رأيتُ ملائِكةً، تمتطي الخَيلَ..

كانَ «الغُزاةُ» يَفرّونَ خَوْفَ الرَّدى،

والأباةُ يكرّون مِثْلَ الأُسودْ

ويرجون، ما ليس يَرْجو العدا

منَ اللهِ..

وانتصرَ الدَّمُ، والماءُ

واندحَر الجُبناءْ

لكَ المَجْدُ يا وَطَنَ الشُّرفاءْ

لك العَهْدُ، والوَعْدُ:

أنا سنبقى على النّهرِ: نُخْلاً ودُفلى

تُعانِقُ أرواحُنا ضِفّتيهِ،

وتَنشرُ حَوْلَهُما الدّمَ: طيباً وكُحْلا

وموعدُنا القدسُ، والمِنْبَرُ العبدليُّ

إشارتُها، وبشارتُها..

ونحنُ نراها على بُعْدِ تكبيرةٍ..

نَرى البيرقَ النَّبويَّ الشريفَ

يرفرفُ فوق ذُراها..

ويهتفُ: يا قُرّةَ العينِ، يا ابنَ الحُسَيْنِ،

صباحُ الكرامةِ والكُرَماءْ

لأَحلى وأَغلى أحبّتنا الشّهداءْ!

* بثٌّ حيٌّ ومباشر من صرح الشهيد

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك