الأخبار

خلدون ذيب النعيي : الأردن ومكتسباته رأس الأمر..

خلدون ذيب النعيي : الأردن ومكتسباته رأس الأمر..
أخبارنا :  

رأس الأمر نعم وبقوة... لأنه كذلك للجميع بلا استثناء، لأنه ببساطة ليس حاضراً معاش بل هو مستقبل لنا ولأبنائنا من بعدنا بحورانه وبلقاءه ومؤابه وشراته وباديته وغوره، فقد رأينا ما حل بالأشقاء القريب منهم جغرافياً والبعيد عندما وضعوا استقرار اوطانهم وأمنهم موضع شد وجذب ورهان، فكان محصلة ذلك أن الجميع منهم خسر في الواقع مهما أدعى البعض منهم الفوز والاستئثار بالوطن، فقد علمنا التاريخ ان الفائز في الخلاف الوطني لا يبعد كثيراً عن الخاسر.
رأس الأمر.. لأن الأردن يدرك جيداً ما وراء الأكمة، ويدرك ايضاً أن لحظة المساومة أن حلت لا قدر الله ليس لها عودة، فهناك عدو تقليدي له مخططاته في التهجير والمراهنة على الفوضى الخلاقة بالنسبة له لتنفيذ مخططاته التوسعية والترانسفيرية في ظل وجود الحكومة الأشد تطرفاً في تاريخه، ولا يبعد عن هذا العدو جماعات في ما وراء حدود الوطن الشمالية والشرقية يستهدف انسانه وامنه وينتظر اللحظة التي يتململ فيه داخل هذا الوطن ليغرق فيه شروره وسمومه ويصبح ممراً ومستقراً لما في رأسه من أوهام قذرة.
رأس الأمر.. لأن كنز هذا الوطن انسانه الذي أثبتت التجارب أنه الرهان الصحيح الصادق بالنسبة له، فرمضاء آب وحورة كانون هي فردوسه أن حان الحين، هذا الإنسان الذي اثبت بعطاءه أن الأوطان تشاد بالأرادة والتصميم والحرص قبل الاتكاء على حسابات الإمكانات المادية والثروات، فكان الأردن المعجزة الخالدة الذي بناه انسانه وساهم في رفعة وبناء غيره من الأشقاء فكان حقاً أن يشار له بالبنان بعطائه وقصة نجاحه.
رأس الأمر... لأن قوة واستقرار الاردن هو تعزيز لصمود الأهل في فلسطين، فمنذ بدء الاحداث الحالية منذ ما يزيد عن عام كان هذا شغل هذا البلد الشاغل بقيادته وحكومته ومجتمعه هو وقف آلة العدوان الإسرائيلي وفضح جرائمه في كل المحافل..، نعي جيداً أن دعم الاشقاء واجب لا منة فيه ولا ننتظر الشكر والثناء من أحد لكن يعرف هذا البلد أيضاً حساباته امام عدو وراءه قوى عظمى على الساحة الدولية تمده بالسلاح والعتاد على مدار الساعة، وهنا لا يخفي هذا العدو امتعاضه في كل لحظة من جهود هذا الوطن في مواجهة مخططاته ودعم المستضعفين الرازحين تحت عدوانه، أرجوكم دعونا من العنتريات الكاذبة التي مارسها البعض فأصبحت اوطانهم تستهدف في كل لحظة من هذا العدو واصبح حتى ترديده بالاحتفاظ بحق الرد أسطوانة مشروخة أكل عليها الدهر وشرب.
رأس الأمر.. لأنه حقاً رأس الأمر، فمجرب المجرب عقله مخرب كما يقولون، فهذا الوطن جماله بأنه كان وما زال يتسع لكل الآراء مهما تباينت أن كان اساسها الحفاظ على هذا الحمى، فمن منا لا يؤلمه ما يحل بالأشقاء المستضعفين في غزة ولبنان أمام عدو يحسن القتل ولا يحسن القتال، ولكن لا نريد ان نصل لمرحلة لا قدر الله نبكي على اللبن المسكوب ولحظتها سنعض ايدينا بقوة على وطن بنيناه بالمهج ليكون قوة لنا ولأمته، فلنتق الله جميعا في جهد وسهر الآباء وميراث الأبناء...حمى الله الأردن.

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك