الأخبار

شحادة ابو بقر يكتب : حقائق تجلت في (فرح) سمو ولي العهد

شحادة ابو بقر  يكتب : حقائق تجلت في (فرح) سمو ولي العهد
أخبارنا :  

اختتم حفل زواج سمو ولي العهد، وتمم الله تعالى على خير كما نقول في موروثنا الشعبي, وأظهر الشعب الوفي تاريخيا, تماهيا بالمشاعر العفوية الصادقة، فرحا غامرا بالمناسبة ولم يحدث أي شيء يمكن أن يعكر الصفو والحمد لله.

وقبل أن أذهب إلى جوهر المقال, لا بد وأن أشير إلى حقيقة تاريخية تؤكد أن ما من شعب على هذا الكوكب، يمكن أن يجاري قيمة الوفاء المنزه لشعبنا الأردني نحو قيادته، ووطنه، أرضا وماء وسماء وشجرا وحجرا وترابا.

فعلى امتداد مائة عام مضت بحلوها, وبمرها, هدمت عروش وسارت نعوش وسفح الدم صراعا على السلطة ومغرياتها, وظل هذا الشعب وبكل تلاوينه, الأشد وفاء للوطن وللقيادة, ولم يتباه ولم يمنن, وهل يمن الشعب الوفي على وطنه وعلى قيادته.

ونعود إلى العرس والفرح بسمو ولي العهد, لنشهد لمن صمموه وأختاروا طقوسه ومراسيمه, بأنهم قد نفذوا عرسا شعبيا أردنيا في كل تفاصيله, قابله رأيا عاما عفويا إتسق مع المناسبة وتفاعل معها بالمشاعر الصادقة, لا المصطنعة, كما قد يفعل منافقون أو منتفعون.

هنا, تتجسد عبرة عظمى, فالشعوب على امتداد الأرض, وشعبنا الكريم الوفي في الطليعة منها, يريد أن يرى نفسه وضميره ووجدانه وعاداته وتقاليده, في كل نشاط أو قرار أو إجراء يتخذ على مستوى الدولة.

وهو ذو جاهزية عالية جدا لا تضاهى، لاقتفاء أثر الآباء والأجداد المؤسسين، وفاء للدولة وللوطن ولفلسطين وقضيتها ومقدساتها، ولقيادته الهاشمية الكريمة التي لم ولن يخذلها أبدا في يوم من الأيام, مهما واجه من مصاعب، والتاريخ الذي لا يكذب ولا يماري, خير شاهد.

وعبر ذلك التاريخ الشاهد، ظل الأردنيون جميعا وبشرف لا يدانيه شرف، عبادا لله خالق الكون سبحانه، مخلصين بالكلية والمطلق، لقيادتهم الهاشمية, فهي في وجدانهم وتربيتهم وثقافتهم، من عترة النبوة الشريفة المشرفة, ولهذا نصروا الثورة العربية الكبرى وناصروها وما خانوها ولا خذلوها قط.

لا بل فقد تشكلت هويتهم وشخصيتهم القومية العربية والإسلامية, من مكنون الثورة، وصاروا تلقائيا أكثر الشعوب وفاء للعرب وللعروبة وللإسلام, تهتز مشاعرهم عفويا كلما تعرض عربي أو مسلم في شتى بقاع المعمورة لظلم أو شر، ودفعوا في سبيل ذلك، أغلى الأثمان.

هذا الشعب, كنز عظيم, للحب, وللوفاء, وللإخلاص, وللمروءة, وللنخوة, وللشهامة, وهو شعب النشامى بحق, يكرم من يكرمه، ويؤثر على النفس حتى لو كانت به خصاصة, بكلمة طيبة, يخلع رداءه هدية لمحدثه حتى لو كان غريمه, وبكلمة سوء يشتعل الدم نارا في عروقه.

أعجب حقا, لمن يستمرئون مفردة الشعبوية يلقونها في وجه كل من يخالفهم الرأي, وكأن الشعبوية سبة أو مثلبة, أليس الشعب هو مصدر السلطات، ثم أليست الإرادة الشعبية هي البوصلة الهادية لصناع القرار ومتخذيه، فإن لم يكن الأمر كذلك، فكيف يكون إذن.

بصراحة فلا بد من إدراك أن المدد الشعبي, هو الجبهة الوطنية الصلبة في مواجهة العاديات ونوائب الزمان.

فرح وزفاف سمو ولي العهد، حالة لا يجب أن تمر مرور الكرام, دون أن تجد مفكرين للوقوف على ما أفرزت من حقائق.

نعم، ولا بد من قولها ونصيحة تصدر من نية سليمة، فإن على من يزينون ثقافة اجتماعية غريبة عن ثقافتنا العربية الأردنية الهاشمية, أن يدركوا تماما أن شعبنا وكسائر الشعوب، متمسك ولن يتغير، بثقافته وبعاداته وبقيمه الموروثة كابرا عن كابر, جامع بين الأصالة والمعاصرة، محب صادق لوطنه ولقيادته، وهو ذو جاهزية مطلقة للدفاع عنهما مهما كان الثمن، ولست أرى دليلا على ما أقول، أصدق من المشاعر الشعبية التي تفاعلت مع فرح سمو ولي العهد، وكانت بمثابة استفتاء على معدن شعبنا. فالأردنيون كلهم محبون لوطنهم وقيادتهم الهاشمية.

وختاما أحيي جلالة الملك إذ طلب من سمو ولي عهده، أن يجعل مخافة الله بين عينيه. والله من أمام قصدي.

ــ الراي

مواضيع قد تهمك