الأخبار

احمد الحوراني : نـفـرح بـالـحـسـين.. ولـسوف يـسـتمـر الـفـرح

احمد الحوراني : نـفـرح بـالـحـسـين.. ولـسوف يـسـتمـر الـفـرح
أخبارنا :  

لن ينسى الأردنيون على اختلاف أصولهم ومنابتهم، الأول من حزيران من العام الجاري بكل ما رسّخه في ذاكرتهم من قيم ودلالات انطوت على المعاني السامية التي عبّروا عنها رجالًا ونساءً وشيوخًا وأطفالًا وشباب وشابات، مدنيين وعسكر، عمّال وعاملات، عندما راحوا ينثرون أرض المملكة تيهًا وكبرياءً وفخرًا وطنيًا غير مسبوق احتفاءً بزفاف ولي عهد المملكة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني معلنين بلسان واحد ومرددين كلمة واحدة صدحت بها حناجرهم واستيقنتها قلوبهم «نفرح بالحسين».

هكذا كان الأردنيون وبتلك الروح الوثّابة قامت الدولة، تلك الروح التي لطالما تحدث عنها جلالة الملك وذكّر بأهم مرتكزاتها وأنبلها والمتمثل بالحفاظ على الوحدة الوطنية إيمانًا من لدنه بأن الجبهة الداخلية المتماسكة التي تسود بين أفرادها روح المحبة والفريق الواحد، هي وحدها التي تصون الأردن وتحميه وتعزز تطوره وازدهاره، وتحافظ على أمنه واستقراره، ولعمري إن هذا الفرح العفوي الغامر وتلقائيته التي لم تشهدها دولة أخرى عدا نحن في الأردن كان وسيظل العلامة التي تُحدث لدينا الفرق عن سوانا لنؤكد للجميع أننا في وطن كلنا فيه س?اء بسواء نثق بالقيادة بل ونحبها ونضرع لله أن يطيل بقاءها لأنها معول البناء ورمز العطاء ورائدة مسيرة التفكير والبناء والنماء.

فرح الأردنيون بزفاف الأمير، حامل اسم جدّه «الحسين»، ونجل «الملك» وبِكرهِ «الحسين» وأدخلوا الفرحة لقلب القائد الذي ارتسمت على مُحيّاه علامات الفرح وهو يرى صورة ابنه في قلوب الناس العامة منهم والخاصة في مشهد بالغ أبلج وفريد في الوفاء والأصالة والانتماء بمنتهى الرجولة وبروح الأسرة الواحدة المتماسكة التي اجتمعت على الخير والانتماء للوطن وهم يقدمون للدنيا صورة الأردن المشرقة القادرة على مواجهة التحديات بقوة وثبات ورؤية واضحة، وبقاعدة متينة قوامها الحب والانسجام مع قيادة تعمل ليل نهار لرفعة المواطن وتأمين حياته ?لرغيدة.

الأول من حزيران، يوم زفاف الأمير ويوم فرح الأردنيين، مشاهد انتشرت في كل مكان لا يمكن القفز عنها أو نسيانها، فهو اليوم الأغر في تاريخ الأردن الذي أكد فيه الجميع أنهم محل الرهان وموضع الرجاء وأنهم المتفانون في بناء وطنهم والحريصون على النهوض به، ومواجهة كل التحديات والصعوبات التي تعيق مسيرته الخيرّة بشجاعة وصبر وعزائم، لا يتسلل إليها الضعف ولا الإحباط.

منذ تأسست الدولة كانت ميزتنا في الأردن أن الانتماء الشعبي العظيم للقيادة الهاشمية كان نتاج معادلة واضحة للعيان قامت على محبة نابعة من القلب، ولم يكتب في صفحة واحدة من صفحات الأردن أن الانتماء قد أُنتزعَ انتزاعًا أو مُنح للقيادة قسرًا على وطأة الترهيب والوعيد بقدر ما كان ولاءً صريحًا معلنًا على لسان الكبير والصغير، والغني والفقير، والمتعلم والمثقف والأمّي، فكان القاسم المشترك على الدوام يتمثل في رغبة الجميع بالمشاركة في تحمل المسؤولية، وأداء الواجب، ووضع المصلحة الوطنية فوق كل المصالح والاعتبارات.

فرحنا بالحسين ونفرح بالحسين وسوف يستمر الفرح، أنشودة حب وسيمفونية ولاء وانتماء ووحدة، وسوف نبقى بعون الله ظاهرين على من ناصبنا العداء ولن نؤتينَّ لا خلفنا ولا من أمامنا، ولسوف يقطع الوطن بقيادة الملك القائد وولي عهده الأمين على دروب المكتسبات أشواطًا وأشواط.

مبروك سيدي حسين وشكرًا لك لأنك غرست في القلوب الفرح، «فهاهت» لك النسوة ورقص لك الرجال، وصفق لك الأطفال، وكنت رائعًا بحق، حماك الله ورعاك. ــ الراي

Ahmad.h@yu.edu.jo

مواضيع قد تهمك