الأخبار

بلال التل : مادبا.. مشاهد تثلج الصدر

بلال التل : مادبا.. مشاهد تثلج الصدر
أخبارنا :  

بلال حسن التل :
اختتمت مقالي السابق حول الزيارة التي نظمها ديوان عشيرة الحدادين وجماعة عمان لحوارات المستقبل، بالتنسيق مع مديرية السياحة في محافظة مادبا وبلدية مادبا الكبرى لعدد من الكتاب والمبدعين لمادبا، بمناسبة اختيارها عاصمة للسياحة العربية، اختتمت المقال بالإشارة إلى مشاهدة أثلجت الصدر وهي روح الجماعة التي يتحرك بها المأدبيون وبحماس شديد لإظهار مزايا محافظتهم، وإصرارهم على حسن توظيف مناسبة اختيار مادبا عاصمة عربية للسياحة، وهذا الحماس وروح الجماعة هما تجسيد حي لواحدة من أهم الصفات الأصيلة للأردنيين، وهي ممارسة الحياة?الواحدة لهم، التي يشترك في طقوسها وتجسيدها على أرض الواقع والحقيقة ورسم صورتها المسلم والمسيحي، حيث لا فرق بينهما في العادات والتقاليد والممارسات اليومية، ولا حتى بالأسماء، بل لعل الكثيرين منهم ينتمون إلى عشائر موزعة بين الإسلام والمسيحية كما هو حال المعايعة والزريقات وحداد، لذلك فمن الطبيعي أن يتعاون المسلمون والمسيحيون في بناء مسجد أو كنيسة أو تجهيز أحدهما، والأدلة المادية الملموسة على ذلك في بلدنا كثيرة، فهم يؤمنون بأنهم أردنيون أولا، لذلك لا غرابة في أن يتعاون المسلمون والمسيحيون من أبناء مادبا لإبراز ?ورة مدينتهم ومحافظتهم، فهي مدينة أردنية تمثل عراقة الأردنيين ودورهم في دورات التدافع الحضاري التي تجد لها أثرا في شتى ربوع الأردن وفي الطليعة منها مادبا، التي تجد فيها المسلمة المنقبة تشرح بحماس وحب واحترام عن الآثار المسيحية في مادبا، بينما يحدثك المسيحي المادباوي عن الحقب الإسلامية التي مرّت على مادبا، وما تركته من آثار في مادبا، ليذكرك ثالث بأن مادبا تضم موقعين من مواقع الحج المسيحي، وفي كل الحالات يتحدثون من حقيقة انتسابهم لوطنهم الذي يعتزون به كأردنيين.

كثيرة هي صور الحماس الذي يعمل به أبناء مادبا وبناتها، لإظهار صورة مدينتهم بما يليق بها كعاصمة للسياحة العربية، ومن أبرز هذه الصور فيض المعلومات الذي يزودون به الزائر لمدينتهم يفعل ذلك وائل جعنيني مدير سياحة محافظة مادبا الذي يتدفق الحماس من وجهه وتتسابق المعلومات على لسانه وهو يتحدث عن مادبا وحقبها التاريخية وآثارها، والجهود التي بذلت للفوز بمسابقة عاصمة السياحة العربية، والخطط والمشاريع لتحقيق المزيد من النجاحات، وعلى خطاه يسير الفريق العامل معه، وهو الحماس الذي دفع الفنان التشكيلي أنور حدادين لإقامة معرض?كامل من اللوحات التشكيلية التي أعدها بأسلوب (الكولاج)، وهو مدرسة حديثة بالرسم برع فيها هذا الفنان الأردني، ونال بها جوائز دولية، مسخرا فنه للتعريف بمدينته مادبا، وقد كان معرضه من المحطات المهمة في زيارتنا لمادبا.. وللحديث بقية. ــ الراي

مواضيع قد تهمك