الأخبار

علاء القرالة : اقتصادياً.. الأصعب قادم وعلينا الحذر

علاء القرالة : اقتصادياً.. الأصعب قادم وعلينا الحذر
أخبارنا :  

سيسجل لاقتصادنا انه استطاع خلال الاعوام الماضية تجاوز الكثير من التحديات وعكسها الى فرص، وكما يسجل له انه استطاع ايضا أن ينجو وبفضل الكثير من الاجراءات الحصيفة التي تم اتخاذها من قبل الحكومة من ويلات جائحة كورونا والحرب الروسية الاوكرانية مسجلا نسب نمو يشهد لها القاصي والداني، غير ان اقتصادنا ما زال تحت مرمى تلك التحديات ما لم نعجل بتنفيذ تحديثاتنا وتحديدا الاقتصادية منها، فما هو الصعب القادم؟

اسباب كثيرة جعلت من اقتصادنا الناشئ قادرا على تجاوز كثير من التحديات التي واجهته على مدار الثلاث سنوات الماضية، مسجلا معدلات نمو ابهرت العالم والمتابعين والمراقبين رغما عن ضعف الامكانيات والموارد والثروات ولعل ابرز تلك الاسباب الرؤية الملكية الثاقبة والتي مكنتنا من التحوط بالغذاء والسلع الاساسية وقبل دخول كورونا والحرب الروسية الاوكرانية بفترة حتى اصبح لدينا فائض من القمح يكفي الى ما يزيد عن 14 شهرا، وكذلك من المواد الاساسية الاخرى التي تعاني دول كثيرة اليوم من تأمينها لارتفاع اسعارها والطلب عليها وغيرها م? التوجيهات الملكية للحكومة والتي ساهمت بما نحن عليه الآن من استقرار.

لا احد يستطيع اليوم أن ينكر ما حققه الاقتصاد الوطني من نتائج إيجابية واستقرار بمختلف القطاعات حتى أن بعضها استطاع أن يحقق ما عجز عنه قبل دخول كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، فالاحتياطي الأجنبي لدينا مستقر ويتزايد والاستثمارات وجذبها لم يتوقف مسجلة ارتفاعا مقارنة مع السنوات السابقة وكذلك الصادرات والسياحة والصناعة والتجارة والخدمات، بالإضافة إلى تمكين القطاع الخاص للحفاظ على العمالة وخفض البطالة، وضمان الاسعار وتوفير السلع من خلال تقديم الدعم لأجور الشحن وتخفيض الضرائب والجمارك على الكثير من السلع.

الاقتصاد العالمي يعيش اسوأ حالاته ويعاني من ويلات المتغيرات الجيوسياسية التي تؤثر على العالم جراء الحرب وتحديدا الدول الاوروبية وغيرها من الدول الاقتصادية الكبرى، وهذا يعني أن حجم المساعدات والمنح المقدمة منها للاردن ستتراجع وستنخفض نتيجة ما تعانيه اسواقها من نسب تضخم وارتفاع في الاسعار وتعرض موازناتها الى عجوزات نتيجة ارتفاع اسعار النفط وانقطاع الغاز الروسي، الامر الذي سيرتب على اقتصادنا وخزينتنا مزيدا من الاعباء والتباطؤ في تنفيذ العديد من المشاريع التنموية المستدامة التي تسعى الحكومة الى اقامتها كما مشا?يع المناخ والناقل الوطني والسكك الحديدية وغيرها من المشاريع، بالاضافة الى اضعاف قدرة الحكومة على المناورة بدعم العديد من السلع التي تقوم بها حاليا لضمان عدم ارتفاع اسعارها وارتفاع نسب التضخم.

من جانب آخر استطعنا ونتيجة التحوط المسبق من المواد الغذائية وتحديدا القمح توفير مبالغ طائلة كنا سندفعها نتيجة ارتفاع اسعار تلك السلعة عالميا قبل عامين تقريبا، وهذا يعني اننا سنتجه من الآن وصاعدا الى شراء تلك المادة بحسب اسعارها الجديدة ما سيرتب اعباء جديدة على الخزينة، بالاضافة الى ارتفاع اسعار النفط وارتفاع قيمة الفاتورة النفطية، والاهم ان فوائد الديون ترتفع وسترتفع نتيجة الارتفاع المستمر لاسعار الفائدة على الدولار من قبل الفدرالي الاميركي.

اليوم انا متفائل بالمستقبل الاقتصادي للمملكة بما لدينا من رؤية اقتصادية جريئة وواقعية، غير ان الجميع مطالب بالاسراع في تنفيذها فالوقت ليس في صالحنا، غير أنني متخوف من استمرار المتغيرات الجيوسياسية والحرب على العالم وتأثيرها على الاقتصاد العالمي اجمع، ومن هنا ما علينا سوى الحذر والاستمرار في اصلاحاتنا واشراك المواطنين في مواجهة هذه التحديات فجميعنا في مركب واحد إن نجا نجونا. ــ الراي

مواضيع قد تهمك