تعيش المؤسسات التعليمية في الوقت الراهن تطوراً كمياً ونوعياً متسارعاً في مجال التعليم، لقد ساهم هذا التطور في تغيير الأساليب المعتمدة والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها المؤسسات التعليمية، وذلك أن شعار المؤسسات المواكبة للتقنية الحديثة أصبح يجمع بين المنافسة والجودة العالية والتكلفة الأقل.

ويعد النظام التعليمي الفعّال أحد أبرز المؤشرات التي تعكس تطور وتقدم ورقي الدول؛ حيث نجد ان الدول النامية تعاني من ضعف وتدهور في نظامها التعليمي، بسبب اتباع أساليب وطرق تقليدية في التعليم تعتمد على الحفظ والتلقين، والامتحانات المكتوبة كمعيار لقياس التحصيل العلمي للطالب. وما تشهده المؤسسات التعليمية في العديد من الدول النامية غياب طرق التدريس الحديثة وعدم استغلال واستثمار التكنولوجيا في التعليم، مع نقص الكفاءات والمهارات الخاصة بالطرق الحديثة في التدريس لدى المعلمين وعدم توفير الفرص التدريبية والدورات اللازم? للرفع من قدراتهم وكفاءتهم.

وما تشهده العملية التعليمة من ثورة بفضل الموجهين الأذكياء الافتراضيين، والتعلّم المتجاوب المفصّل على المقاس الشخصي، ساهم في تحسن المشاركة والنتائج، وكل ذلك مفعّل بالذكاء الاصطناعي (AI) الذي يقصد به الأنظمة أو الأجهزة التي تحاكي الذكاء البشري لأداء المهام، والتي يمكنها أن تحسن من نفسها استنادا إلى المعلومات التي تجمعها.

فقد ظهرت العديد من تطبيقات وأنظمة ذكية تم توظيف فيها الذكاء الاصطناعي في بنية هذه الأنظمة التعليمية والمتمثلة في نظم إدارة التعلّم، حيث أن التطور فيها بدمج تقنيات الذكاء الاصطناعي. ومن تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعلّم نجد: التعلّم التكيّفي الذي يسعى إلى تكييف نظام التعلم مع قدرة المتعلم وسرعة المتعلم في التعلم وإنجاز المهام.

ونظرا للأهمية التي يمثلها قطاع التعليم بالنسبة لعمليات تطويره وبخاصة ما يتعلق بتوفير احتياجات سوق العمل من أصحاب التخصصات والمهارات المختلفة ذات الصلة الوثيقة بسياسات وبرامج التطوير، فإنه لا مجال لأي تطوير للتعليم ما لم يتم التجذير بداخله لكل جديد يتم الأخذ به، والجديد هنا هو تطبيقات الذكاء الاصطناعي حتى يكون أفراده على بينة بالمدلولات المختلفة لهذه التطبيقات، ومعرفة ألوانها، وتحديد سبل توظيفها واستثمارها فى جنبات العمل التعليمي، وبالصورة التي يتواكب فيها مع المستجدات الحادثة فيه، ويمكنه من مواجهة تحديات ا?مستقبل.

نحن في العملية التعليمية خصوصاً في المرحلة الأساسية بحاجة إلى غرس ثقافة أهمية تفعيل تطبيقات الذكاء الإصطناعي لدى طلبتنا الأعزاء حتى نرتقي بتفكيرهم ونجعل لديهم قاعدة معرفية بسيطة وأن لا تكون التطبيقات الذكية حصرياً على المراحل العليا فقط. فكما نعلم أن المرحلة الأساسية في التعليم مرحلة حساسة ومهمة لذلك يجب علينا ان نركز على طلابنا الأعزاء فيها.