الأخبار

حمادة فراعنة : هذا هو لبنان

حمادة فراعنة : هذا هو لبنان
أخبارنا :  

حمادة فراعنة :
بلا تردد، رحل الجنرال الرئيس ميشيل عون من قصر بعبدا إلى بيته العائلي في حي الرابية البيروتي.
انتهت ولاية الرئيس اللبناني مع نهاية يوم 31 تشرين اول 2022، لم ينتظر أشهرا أو اسابيع أو أياما أو حتى ساعات، حتى لا يسجل التاريخ أنه خرق الدستور، و لم يلتزم بالمعايير الدستورية وأوقاتها، ورحل من القصر قبل أن تنفذ ساعات ولايته الدستورية.
رحل الجنرال عون عن مكتب رئاسة الجمهورية رغم ان مجلس النواب اللبناني أخفق في أربع جلسات تشريعية في انتخاب البديل الدستوري للرئيس عون.
رحل الرئيس الجنرال، وشغر موقع رئيس الجمهورية، ولم يجد ذلك حجة و ذريعة للادعاء بضرورة البقاء في موقع الرئاسة حتى يخلص مجلس النواب إلى انتخاب رئيس جديد، فترك موقعه ، لأنه لا يحق له البقاء بعد انتهاء ولايته.
الجنرال عون، كان قائداً للجيش قبل أن ينتخب رئيساً لجمهورية لبنان، وهو جنرال مثله مثل العديد من الجنرالات، ومنهم أقل من رتبة الجنرالات، قد استولوا على السلطة في العالم العربي تحت حجج وذرائع قد تكون دوافعها صحيحة وربما مطلوبة، أو تم استعمال تلك الذرائع والاكاذيب لتغطية الاستيلاء على السلطة عبر الانقلاب، ولا استثني أحداً، واجدد القول لا استثني أحداً، سواء كانت دوافعهم وعناوينهم ومرجعية تحركاتهم وطنية أو قومية أو إسلامية أو يسارية، فهي غطاءات للبقاء في السلطة والتحكم في القرار، حتى أولئك الذين استعملوا الانتخابات أداة لاستمرارية البقاء في السلطة، وممارسة الفردية والتسلط، في إدارة النظام، باعتبارهم عباقرة مميزين عن باقي خلق الله.
في البلدان الاشتراكية، كانت تجري انتخابات، وينجح الشيوعيون والاشتراكيون، وهزموا في الحرب الباردة أمام قوى متحفزة، و حصيلة أرقام انتخاباتهم المدبلجة، لم تحم سلطاتهم من الهزيمة، رغم ما انجزوه من مكاسب معيشية لمواطني بلادهم، ولكن غياب الديمقراطية والتعددية هزمتهم في مواجهة مؤامرات الولايات المتحدة وأوروبا والمستعمرة الإسرائيلية حيث تسللوا إلى مسامات المجتمع الاشتراكي وعبثوا فيه وفكفكوا تماسكه لانه لم يكن محصناً بقوة صناديق الاقتراع وافرازاته، وهي نفس طبيعة الانظمة عبر الديمقراطية التي سقطت في امتحان الربيع العربي، ورحل حسني مبارك، وزين العابدين بن علي، ومعمر القذافي، وعلي عبدالله صالح بقرار أميركي، وهو حال صدام حسين قبلهم.
هذا هو لبنان، التعددي الديمقراطي، الذي برزت قوته وتراثه ومتانة دستوره متمثلة بما فعله الجنرال الرئيس ميشيل عون، الذي سيبقى رمزاً للاحترام والتقدير، وعنواناً لديمقراطية النظام اللبناني، الذي لن تهزمه لا المستعمرة، ولا القوى غير الديمقراطية، ولا تجويع الشعب اللبناني ودفعه نحو اليأس والفقر والحاجة.
سيبقى لبنان كما يجب، و كما نحب له الخير والتعددية والديمقراطية والاحتكام إلى صناديق الاقتراع. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك