الأخبار

د . خالد الشقران : الحسين في قمة العرب

د . خالد الشقران : الحسين في قمة العرب
أخبارنا :  

مندوباً عن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين ترأس ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الوفد الأردني المشارك في القمة العربية التي انعقدت على مدى اليومين الماضيين في الجزائر وألقى كلمة الأردن فيها.

وفي واقع الأمر لقد قدّم ولي العهد كلمة مركزة شاملة حملت مقاربات وطروحات عملية للتعامل مع التحديات التي باتت تفرض نفسها على الساحتين الإقليمية والدولية منطلقاتها الفهم العميق والواعي لقضايا المنطقة وأبعادها وتداعياتها وتأثيراتها المختلفة وكذلك ضرورة مجاراة التحولات التي شهدها العالم بعد جائحة كورونا وما ترتب عليها من تغيير في طبيعة وشكل العلاقات والتفاعلات الدولية.

كلمة سموه التي تعد تأكيداً على استمرار نهج القيادة الهاشمية العروبي الداعم دائماً وأبداً لكل أوجه التضامن العربي والمنادي باستمرار بضرورة تفعيل أطر العمل العربي المشترك وهو ما يعد جزءاً أصيلاً من رسالة القيادة الهاشمية التي بنيت على أساسها الدولة الأردنية وتعمل مؤسساتها الوطنية ومن ضمنها الدبلوماسية الأردنية لخدمتها وتحقيقها.

وفي هذا الإطار فقد جاءت دعوة الأمير لضرورة وأهمية التعاون العربي في المجال الاقتصادي والعمل معاً من خلال شبكات تعاون وشراكات اقتصادية لوضع دول وشعوب الأمة على خارطة الاقتصاد العالمي خاصة في مجالات الطاقة والأمن الغذائي، وهو ما يعبر تماماً عن الرؤية الأردنية التي تؤكد دوماً أن تجاوز التحديات التي تحيط بالأمة وحصر الفرص يستدعيان تفعيل العمل العربي المشترك ضمن أطر مؤسسية تستمد قوتها ودافعيتها من قوة وإرادة الأمة العربية وذلك في سبيل احداث فارق نوعي في التنمية الشاملة والتطوير في مختلف المجالات وخاصة تلك التي ?تعلق بتحسين الأوضاع المعيشية للشعوب العربية.

الكلمة التي لفتت إلى تشابه التحديات التي تواجه الدول العربية اضافة إلى وجود الفرص المشتركة أشرت في ذات السياق إلى الموارد الطبيعية الهائلة اضافة إلى الطاقات البشرية العربية التي يمتلكها الشباب وهم مستقبل الأمة في عالمنا والتي إذا تم استثمارها بشكل جيد ستؤدي إلى تنوع الإنتاج الإبداعي الذي ينعكس في تحقيق تقدم ملموس في نهضة الأمة.

وكما فعل الآباء والأجداد الهاشميون فقد أخذت القضية الفلسطينية حيزاً مهماً في كلمة ولي العهد انطلاقاً من حضورها الدائم في نهج ووجدان الهاشميين من خلال تأكيد سموه على أن القضية الفلسطينية كانت وستبقى قضيتنا الأولى ولا أمن ولا استقرار ولا سلام في المنطقة دون حل يرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني الشقيق وينهي الاحتلال ويضمن حق الفلسطينيين في الحرية وقيام دولتهم المستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وفقاً لإطار حل الدولتين الذي يؤمن الأردن بأن لا بديل عنه وسيبقى الأردن يعمل بكل طاقته وبالتعاون والتنسيق مع الأشقاء وكذلك مع المجتمع الدولي في سبيل إعادة إطلاق مفاوضات سلمية جادة بهدف إنهاء الصراع على أساس هذا الحل ووفق المرجعيات المعتمدة وخصوصاً مبادرة السلام العربية التي تطرح حلاً شاملاً ودائماً للصراع تبنته كل الدول العربية ودعمته منظمة التعاون الإسلامية.

وفي ذات السياق فقد أكدت الكلمة أن المملكة ستستمر وانطلاقاً من الوصاية الهاشمية التاريخية على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع القائم في المدينة المقدسة وفي رفض جميع الخطوات الأحادية التي تهدد الهوية العربية للمدينة المحتلة.

البعد القومي كان حاضراً بقوة في كلمة ولي العهد الذي شدد على ضرورة وأهمية أمن واستقرار العراق باعتباره مدخلاً مهماً لاستقرار الأمة، إضافة إلى دعوته الى عمل جماعي لإيجاد حل سلمي يشمل جميع أطياف الشعب السوري ويضمن وحدة وسلامة أراضي سوريا وسيادتها تمهيداً للعودة الطوعية للاجئين من الأشقاء السوريين ودعوته أيضاً إلى ضرورة تحقيق الاستقرار في ليبيا.

في السطر الأخير يمكن القول إن كلمة الأردن التي قدمها سمو ولي العهد كانت بمثابة تتويج لنجاح السياسة والدبلوماسية الأردنية التي بذلت جهوداً مهمة في سبيل إحداث توافقات أساسية ما بين الأشقاء العرب والتي قادت في النهاية إلى الاسهام بشكل كبير وفاعل في نجاح هذه القمة. ــ الراي

مواضيع قد تهمك