الأخبار

م . هاشم نايل المجالي يكتب :

م . هاشم نايل المجالي يكتب :
أخبارنا :  

م . هاشم نايل المجالي :
ان الاعلام الرقمي بات فضاءاً يحتاج لاشراف عصري يحد من خطره ، حيث تغيرت كثير من المفاهيم بسبب ثورة المعلومات وتطور وتعدد وسائل التقنية ، ولقد ازدادت المشاكل التي تحدث في المجتمعات بسبب مخاطر الاستخدام الغير صحيح للاعلام الرقمي ، ذلك الخطر الغائب عن المناقشة ، خاصة اذا كان هناك تهاون من الجهات الرقابية والمعنية في اتخاذ الاجراءات لمن يطلقون مقاطع فيديو وصور فيها كثير من الابتذال ، دون احساس بالمسؤولية ، فكيف ستكون تربية الاجيال المسلحة بالقيم والمحافظة على العادات والتقاليد .
ويتباهى البعض على السوشيال ميديا فلقد اصبح هناك كثير من الشخصيات الاستعراضية ، يعرضون مفاتنهم ولبسهم ومشترياتهم على المنصات الاجتماعية وهم بالحقيقة غير مستقرين في دواخلهم ويختلقون الاكاذيب ، ولا يقدمون الا استعراضاً زائفاً وضحكات مسروقة من مسرحيات قديمة .
ويستثمرون ذلك لاغراض دعائية متجاوزين السياق المقبول ، ساعون لرفع سقف طموحاتهم ، مفتخرين بلبس الماركات العالمية واطلاع الاخرين على آخر ما يمتلكونه ، أو رحلاتهم الصيفية للمنتجعات من باب التفاخر .
ومنهم من يستأجر الملابس كدعاية للمحلات لتسويقها فأصبح هناك مشاهير للسوشيال ميديا ، والعملية تتداخل فيها امور كثيرة كالغطرسة والحسد ، واصبحت العواطف والاحاسيس سلعة تتداول كوسيلة لكسب المال ، ان السعادة كانت مرتبطة بالروحانيات والقيم والمباديء الاخلاقية والمجتمعية وارتبطت المكانة الاجتماعية بالمنجز الشخصي والعملي والانساني .
حالياً اصبح التسويق الاستهلاكي مرتبط بالاعلانات والعواطف والاحاسيس المخادعة للواقع ، في الاشعاع الاستعراضي في اسلوب تفاخري ، وهذا حدث مع كثير ايضاً من المشاهير العالمية والعربية ، والتي كان لها اثر ومردود سلبي عليهم وعلى سمعتهم حتى ان كثيراً من المحافظات في بلدانهم رفضت حفلاتهم ، وكثير من الدول الغت حفلاتهم فيها .
وهناك من الممثلات من تسوق نفسها بشكل مبتذل لتحقق اكبر رقم من المعجبين ، باستعراض كاذب ومخل بالأدب والاخلاق ، لنجد من يساندهم بالابتذال ولنقل هذا الابتذال الى اكبر طبقة مجتمعية من الشباب .
ان ذلك كله يقودنا ان هذه التكنولوجيا وجدت الى ما هو اكبر قيمة علمية واخلاقية ، لكنها استثمرت لتحقيق اكبر قيمة من زيادة الانحرافات ، فعقابها يجب ان يكون مجتمعياً قبل ان يكون من الجهات المعنية . ــ الدستور

مواضيع قد تهمك