م . هاشم نايل المجالي :

تعتبر المواطنة بمثابة العلاقة بين الفرد والدولة ، بحيث تقدم الدولة لمواطنيها الحماية وتحقيق العدالة الاجتماعية وحرية الرأي والتعبير ، وتجسد لهم الحقوق والواجبات ، ويرد المواطنون على ذلك بأن يمنحوها الولاء والانتماء ، وتهتم الدولة بحقوقالفرد على اعتباره انه انسان بشر .
أما المواطنة فتهتم بالفرد على اعتباره مواطناً يحمل جنسية بلده ، واحد اعضاء مجتمعه السياسي والاجتماعي ، وهي بوابة للحقوق الاساسية للفرد والمواطنة سلوك فطري ومشاعر انسانية وعمل ايجابي وانتماء صادق للوطن ومقدراته .
فالمواطنة لا تغرس قيمها بشكل اجباري ولا بالتلقين الأجوف ، حتى تبني قواعدها او تعزز ولاءها ، انما المواطنة بذرة فطرية موجودة عند كل انسان سوي فهي نواة طبيعية تزهر اوراقها وتنمو بخيرها ، وتطرح ثمارها عند احتضانها ورعايتها لتسهم بالبناء والعطاء ، لذلك تحرص الدول على تعزيز قيم المواطنة لتقوي جذورها عند مواطنيها ، عبر تعريفهم بمحتوى وطنهم وما يمتلكه من خيرات باطنية وظاهرية ومن مقدرات .
وما حققته من انجازات ومواكبة التطور والتحضر وتحقيق الرفاه الاجتماعي للفرد حتى تقوي جذورها عند مواطنيها ، لشحذ عواطفهم للتعلق بتراب وطنهم ارضه وسمائه ، وتزويدهم بالمعرفة المتكاملة لجميع مقدراته وثرواته لخدمة تطلعات الوطن واهدافه .
ليساهم الاعلام عبر وسائله المختلفة بفتح مزيد من المعرفة ، وتغطية معالم الوطن ومكنوناته عبر قوالب متنوعة وبرامج هادفة ، تبرز ما يزخر به مكنونات على ارضه ، التراثي والتاريخي والحضاري والجغرافي والقيم والعادات وموارده الاقتصادية والبشرية .
ليعمق معرفة المواطن بوطنه ليزيد من اعتزازه بوطنه ، اي ان المواطنة عندما توجه التوجيه الصحيح تعزز نحو العطاء الايجابي ، ليلم الطالب بكافة مراحله الدراسية كل ما يتعلق بوطنه ، وتفاصيل ما يزخر به من امكانيات ومقدرات وموارد .
فهناك تقارب بالتكنولوجيا الحديثة بالثقافات والمجتمعات ليقارنوا بينها ، فيجب ان لا تكون معرفتهم سطحية ، فعلينا توسيع مدارك الاجيال عن وطنهم وعن بيئتنا الطبيعية وتركيبتنا الاجتماعية والانتاج العلمي .
والسؤال الذي يطرح نفسه سابقاً ، كانت هناك الرحلات المدرسية والجامعية لمختلف انحاء الوطن ، والنشاطات المشتركة مدرسية وجامعية لتزيد من رصيدهم المعرفي عن وطنهم .
خاصة اننا نعيش في خضم غزو ثقافي وفكري يحتاج الى التحصين المعرفي والانتباه لعواقبه ، الذي قد يؤدي الى انسلاح البعض عن مجتمعه والاغتراب الاجتماعي ، والانفصال عن النسيج الوطني بثوابته وقيمه . ــ الدستور