الأخبار

بشار جرار : اقرأ واستمتع: حكايتي مع الهندسة الوراثية!

بشار جرار : اقرأ واستمتع: حكايتي مع الهندسة الوراثية!
أخبارنا :  

واشنطن - استبشارا بغد نقرأ فيه أكثر اعتبارا من غد التاسع والعشرين من أيلول كل عام، كما أعلن دولة الدكتور بشر هاني الخصاونة، أستذكر بخير عبارة «اقرأ واستمتع» في مناهجنا الدراسية.

لماذا نقرأ؟ الاستمتاع ما هو إلا باب من أبواب جنان القراءة. سأختصر الحديث على ما أظنه أهم نعم القراءة. إنها نعمة الصحة: الروحية فالعقلية فالنفسية فالجسدية..

قبل سنوات، قرأت كتابا عن «الهندسة الوراثية». من عادتي الحرص -بعد بضعة كتب- الخروج من دائرة اختصاصي واهتماماتي إلى ما يثير فضولي. مما رسخ في ذهني فصل عن «التعديل الجيني الذاتي»! بمعنى إمكانية قيام الإنسان بإعادة إنتاج نفسه وتحسين قدراته من خلال إعادة برمجة دماغه (عقله)..

أفلام الإثارة ونظريات المؤامرة، أخذتنا بعيدا إلى علم النفس وعمليات «غسل الدماغ» الفردي والجمعي، لكن الأمر صحيح علميا، ومن ثماره ما يعرف بالثقافة الأمريكية بالـ «مايند سيت» كما نقول في العامية (فلان عقله مغلبه)! ثمة أدمغة -رؤوس- محكومة بما قرأت وبما عايشت من أشخاص وأحداث وظروف خاصة مما يجعلها كالمسيّرة في معظم اختياراتها، ومن قبل انطباعاتها.

إن أردنا التغيير، البداية من هناك من «الناصية».. ثمة كتب تعنى بتنمية المهارات الفردية وأخرى -وهي الأهم- تتعامل مع أصل الأشياء كلها: نحن والعالم، أنا والآخر. علاقات لا يمكن فهمها على نحو سوي إلا بعد «تحسين» أو «إصلاح» علاقة الإنسان بربه سبحانه وتعالى. من بعض الكتب الروحية التي قرأتها دعوة إلى «السلام» مع الله جل وعلا. بمعنى أن يكون ما بيني وبين الله عامر.. عندها، وعندها فقط، يتحقق السلام مع الذات، وبهما يصلح كل شيء مهما تبدلت الأحوال وقست الظروف. كم من الأمراض التي نظنها عضوية تعالج بحبة دواء، هي في حقيقتها «نفس-جسمية» وفي الأصل روحية. الحاسد، الحانق، الغاضب – بعيدا عنا جميعا- كثيرا ما يدفع الثمن من صحته ويؤذي نفسه قبل وأكثر من الآخرين. علمتنا محنة كوفيد التاسع عشر دروسا كثيرة منها أهمية الترابط من المناعة والصحة (وأهمها الروحية)..

أخيرا، وبشيء من الاختصاص المهني، أقول إن ما يعرف بصناعة وتطوير الانطباع الجماهيري أو الإدارة الانطباعية «كونسيبتشوال مانيجمينت» يبدأ بتوفير أكبر قدر ممكن من الصور والأصوات والأخبار والسرديات التي توجّه -وأحيانا دون علم المتلقي أو وعيه- إلى ما يوفر ذلك الصوت الذي يبقى في رأس الإنسان حتى بعد انتهائه من قراءة أمتعته أو لبّت حاجة من احتياجاته المعرفية أو المعيشية. من هنا، تتضح أهمية الدعاية بأنواعها وأخطرها الرمزية أو شبه المخفية التي تكون بعيدا قدر الإمكان على جانبي الصورة «بريفيرال».

في قيادة المركبات الآمنة ثمة تحذير من خطرين: إغفال الزوايا المخفية وعدم الانتباه الكافي لحواف مدى النظر، مسألة عرفت أهميتها تماما عندما قرأت أكثر عن مرض أصبت به قبل سنوات: غلوكوما (الزرق).. بحمده تعالى وبلا (خرزة زرقا): مازلت قادرا على رؤية أبعد نقاط الصور الجانبية! والفضل بعد الله، للقراءة.. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك