الأخبار

ارتفاع حصيلة قتلى الاحتجاجات في إيران إلى 11 وإضرام النار في مراكز للشرطة- ( صور )

ارتفاع حصيلة قتلى الاحتجاجات في إيران إلى 11 وإضرام النار في مراكز للشرطة ( صور )
أخبارنا :  

إيران: قُتل سبعة متظاهرين وأربعة من عناصر الأمن في إيران منذ بدء التظاهرات قبل ستة أيام احتجاجاً على وفاة شابة أوقفتها "شرطة الأخلاق”، وفق حصيلة رسمية جديدة نُشرت الخميس.

وأفادت وكالات أنباء إيرانية رسمية عن مقتل ثلاثة شرطيين طعناً بالسكين أو رمياً بالرصاص الأربعاء في كل من تبريز ومشهد وقزوين بعد أن "تم استدعاؤهم لمواجهة المشاغبين”، كما قُتل عنصر من قوات الأمن الثلاثاء خلال تظاهرات في شيراز.

وقتل سبعة متظاهرين أحدهم طعناً بالسكين الأربعاء في قزوين، وفق وكالة فارس للأنباء.

وتوفيت مهسا أميني (22 عاما) الأسبوع الماضي، بعدما ألقت شرطة الأخلاق في طهران القبض عليها بسبب ارتدائها "ملابس غير لائقة”. ودخلت في غيبوبة خلال احتجازها. وقالت السلطات إنها ستفتح تحقيقا للوقوف على سبب الوفاة.

وأظهر مقطع فيديو نشره حساب "تصوير 1500″، الذي يركز على احتجاجات إيران، ووصل عدد متابعيه إلى نحو مئة ألف، قيام محتجين في شمال شرق البلاد بالهتاف "نموت نموت وتعود إيران” بالقرب من مركز للشرطة تشتعل فيه النيران.

واشتعلت النيران في مركز شرطة آخر بالعاصمة طهران، التي انتقلت إليها الاضطرابات من إقليم كردستان مسقط رأس أميني.

كما أعرب المحتجون عن غضبهم إزاء الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي. وشوهد حشد يهتف في طهران: "مجتبى، نتمنى أن تموت قبل أن تصبح زعيما أعلى”، في إشارة إلى نجل خامنئي الذي يعتقد البعض أنه قد يخلف والده على رأس المؤسسة السياسية الإيرانية.

وأظهرت فيديوهات أخرى تمّ تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي أن بين المحتجين نساء خلعن الأوشحة عن رؤوسهن وعمدن إلى إلقائها في نيران أشعلت في الطريق، بينما عمدت أخريات إلى قصّ شعورهن بشكل قصير في تحرك رمزي.

وسُمعت هتافات بين المتظاهرين في طهران: "لا للحجاب، لا للعمامة، نعم للحرية والمساواة”.

في جنوب إيران، أظهرت تسجيلات مصورة يعتقد أنها بتاريخ الأربعاء، متظاهرين وهم يضرمون النار بصورة عملاقة على جانب مبنى للجنرال قاسم سليماني، قائد الحرس الثوري الذي قتل في ضربة أمريكية في العراق عام 2020.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية أن رقعة الاحتجاجات امتدت إلى 15 مدينة، مشيرة إلى أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع وفرّقت حشودا جمعت قرابة ألف شخص.

وقالت مجموعة "آرتيكل 19” الحقوقية ومقرها لندن، إنها تشعر "بقلق بالغ إزاء تقارير عن الاستخدام غير القانوني للقوة من جانب الشرطة وقوات الأمن الإيرانية” ومنها استخدام الذخيرة الحية.

وذكرت وكالة "إرنا” للأنباء أن المتظاهرين عطلوا حركة المرور في بعض المناطق وأشعلوا النار بمستوعبات النفايات ومركبات الشرطة، ورشقوا قوات الأمن بالحجارة وردّدوا شعارات مناهضة للنظام. وشملت الاحتجاجات الليلة الماضية طهران ومدنا أخرى بما فيها مشهد في شمال شرق البلاد، وتبريز في الشمال الغربي، وأصفهان في الوسط وشيراز في الجنوب، وفق إرنا.

كما هتف المتظاهرون "الموت للدكتاتور”، و”نساء، حياة، حرية”، وفق الفيديوهات المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من القيود التي فرضت على الإنترنت وفق مرصد مراقبة الشبكة "نيتبلوكس”.

وفي السياق، طالب الحرس الثوري الإيراني السلطة القضائية بمحاكمة "من ينشرون أخبارا كاذبة وشائعات” في بيان نُشر اليوم الخميس مع تصاعد التوترات بشأن وفاة مهسا أميني في حجز للشرطة.

وجاء في البيان "عبرنا عن تعاطفنا مع أسرة وأقارب الفقيدة مهسا أميني، وطلبنا من السلطة القضائية تحديد من ينشرون أخبارا وشائعات كاذبة على وسائل التواصل الاجتماعي وكذلك في الشارع والذين يعرضون السلامة النفسية للمجتمع للخطر والتعامل معهم بكل حسم”.
بايدن يشيد بالإيرانيات

من جانبه، أكد رئيس الولايات المتحدة جو بايدن الأربعاء، تضامن الشعب الأمريكي مع النساء الإيرانيات.

وفي خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد وقت قصير على كلمة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، حيّا بايدن المتظاهرين وأكد دعمه لإحياء الاتفاق النووي مع طهران.

وقال من على منبر الأمم المتحدة: "نقف إلى جانب شعب إيران الشجاع والإيرانيات الشجاعات، والذين يتظاهرون اليوم دفاعا عن أبسط حقوقهم”.
الكيل بمكيالين

وألقى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية صباح الأربعاء خطابا في طهران لم يتطرّق فيه إلى وفاة أميني ولا إلى الاحتجاجات. لكن من على منبر الأمم المتحدة، أشار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى وفاة نساء من السكان الأصليين في كندا وممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، و”وحشية” تنظيم الدولة الإسلامية تجاه نساء من أقليات دينية.

وقال: "طالما لدينا هذا الكيل بمكيالين وحيث يتركز الانتباه فقط على جهة واحدة وليس على الكل، لن يكون لدينا عدالة وإنصاف حقيقيان”.

كما انتقد الشروط الغربية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مشددا على أن بلاده "لا تسعى إلى صنع أسلحة نووية أو حيازتها، ولا مكان لهذه الأسلحة في عقيدتنا”.

"خضة مهمة”

والاحتجاجات في إيران هي الأخطر منذ اضطرابات تشرين الثاني/نوفمبر 2019 بشأن ارتفاع أسعار الوقود.

ويرى الباحث في مركز "إيريس” دافيد ريغوليه روز المتخصص في الشأن الإيراني، أن التظاهرات "تشكل خضة مهمة” في إيران، مضيفا أنه "من الصعب التكهن بكيفية انتهائها، لكن هناك عزلة تامة بين السلطات العالقة عند الثورة الإسلامية ومجتمع أكثر علمانية”.

(وكالات)


مواضيع قد تهمك