م . هاشم نايل المجالي

يعتبر الاردن على مدار السنين منتجا للقيادات الشبابية العلمية وذات الكفاءة العالية ، اي أن الاردن ولاّد لهذه العقول النيرة ، ورأينا منها نماذج تملأ المحافل الدولية ، مخترقة كافة المجالات الطب والهندسة والعلوم والاداب والرياضة وغيرها.
ولم يبخل الوطن عليها يوماً في كل زمان ومكان ، ومع كل اسم لامع اردني يضيء في سماء العالم ، يتساءل الكثيرون حول العقول المهاجرة التي لا تلبث وان تغادر الوطن حتى تتألق وتظهر ، وتصبح حديث العالم اجمع .
في حين كانت مجرد رقم في تعداد السكان ، تتحكم فيه بيروقراطية قاتلة يقف على رأسها مسؤولون ليسوا على كفاءة عالية ، لتقييمهم والاستفادة منهم .
والقيادة والسياسة تعمل دوماً على الدعوة للعمل والابداع ، وتكريم المبدعين في كل المجالات ، وعقد المؤتمرات للشباب للمشاركة بالافكار ووضع الخطط التنموية ، وانشاء اكاديميات متخصصة لتنمية الشباب ، لاخراج كوادر فكرية وسياسية ، بعد ان تم العمل على تشجيع الشباب الانخراط في العمل السياسي من خلال الاحزاب ، للمشاركة في بناء الوطن ومن اجل تغيير الصورة الذهنية عن العمل العام والمؤسسات التي هدمت من البيروقراطية ونحن نشهد طفرات حضارية في العديد من الدول المختلفة الفقيرة والغنية ، من ثورات في المشاريع المختلفة .
فكيف سيكون شكل الاصلاح الاقتصادي في ظل وجود شخصيات بيروقراطية هدمت بالعطاء مرهقين فكرياً وصحياً ولدينا ثروة من الشباب ذات عقول دراسة وواعية .
علينا مساعدة كل مجتهد على التألق والابداع ، نحتاج الى مسؤولين لتنمية الموارد البشرية الوطنية ودعم كل مبدع ، لا ان يكون هناك معوقين معطلين لحركة سير قاطرة التقدم ، والعمل لمجرد اثبات القوة والسيطرة الكاذبة ، وعلينا خلق ثقافة العمل الجماعي .
فلماذا هربت كثير من العقول الشبابية النيرة من بيروقراطية مسؤول ، لا يهتم الا في بصمة الحضور والدوام وعدد ساعات الحضور ، دون الوعي بطبيعة العمل والابداع والابتكار . ــ الدستور