الأخبار

53 عاماً على جريمة إحراق الأقصى ودخان الاستيطان لا زال يتصاعد

53 عاماً على جريمة إحراق الأقصى ودخان الاستيطان لا زال يتصاعد
أخبارنا :  

مرت الذكرى الـ 53 لحريق المسجد الأقصى، الذي نفذه المستوطن الإسرائيلي المتطرف مايكل روهن، وأتى وقتها على أجزاء كبيرة من المسجد، ولا يزال الدخان يتصاعد من المسجد بهدف هدمه، لكن بطرق أخرى تتمثل في مخططات استيطانية خبيثة، يتمثل بعضها بمصادرة أراض، وأخرى في حفريات أسفل أساسات المسجد.

الحادث المؤلم

وكان المستوطن روهن أقدم بتاريخ 21 سبتمبر من العام 1969على إحراق المسجد الأقصى، حيث شب الحريق في الجناح الشرقي للجامع القبْلي الموجود في الجهة الجنوبية للمسجد الأقصى، والتهمت النيران كامل محتويات الجناح، بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، كما هدد الحريق قبة الجامع الأثرية المصنوعة من الفضة الخالصة اللامعة

وتقول جهات فلسطينية مختصة إن الحريق أتى على آثارٍ وكنوزٍ إسلامية لا تقدر بثمن، فدمر أكثر من ربع المسجد وما فيه من فسيفساء أثرية ونقوش نادرة على أسقفه الخشبية وسجاده الفارسي.

ووقتها فجرت الحادثة موجة غضب إسلامية عارمة، وعمت المظاهرات القدس، وكان من تداعيات الحريق عقد أول مؤتمر قمة إسلامي في الرباط بالمغرب، وعقب الحريق ألقت سلطات الاحتلال القبض على ذلك المستوطن الإرهابي، وادعت أنه مصاب بالجنون، وتم ترحيله إلى أستراليا.

وفي هذه الذكرى الأليمة، قالت وزارة الخارجية والمغتربين، إن المسجد الأقصى المبارك يخضع لعدوان اسرائيلي متواصل من خلال مجموعة واسعة من الإجراءات والتدابير الاحتلالية لعزله عن محيطه ومحاصرته عبر منع المواطنين الفلسطينيين بشتى الطرق من الوصول إليه وحرمانهم من الصلاة فيه، وفرض المزيد من التقييدات والحواجز والعقوبات الجماعية التي تقلل من الأعداد التي تستطيع الدخول إليه.

وأكدت أنه في ذكرى مرور53 عاما على إحراق المسجد الأقصى المبارك، لا تزال سلطات الاحتلال تواصل تنفيذ مخططاتها ضد الأقصى بهدف تكريس تقسيمه الزماني على طريق تقسيمه مكانيا، إن لم يكن هدمه بالكامل وبناء "الهيكل” المزعوم مكانه.

وقالت إن القدس الشرقية هي "جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة”، وطالبت بتوفير الحماية الدولية للقدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى باعتبارها عاصمة دولة فلسطين.

إنذار فلسطيني

وفي هذه المناسبة، حذر قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، من أي مساس بالمسجد الأقصى المبارك، مؤكداً أنه يعد "خطاً أحمر ليس للفلسطينيين وحدهم، بل للمسلمين جميعا”، وقال في تصريح صحفي: "المساس بالأقصى يعني إشعال فتيل نار لا يمكن أن تتوقف، ويمكن أن تحرق الأخضر واليابس”، داعيا دول العالم للتدخل لمنع ذلك من أجل إنقاذ الاستقرار والأمن الدوليين.

وطالب أيضا العرب والمسلمين ببذل كل ما يستطيعون لزيارة المسجد الأقصى المبارك، ودعم صمود المرابطين فيه، الذين قال إنهم "يدافعون عن شرف الأمة وكرامتها”، معتبرا أن شد الرحال إليه هو "فضيلة دينية ثابتة، وضرورة أخلاقية، وسياسية، وقومية، ووطنية في أعناق كل المسلمين، وليس الفلسطينيين وحدهم، كما دعا العرب والمسلمين على مستوى الحكومات والشعوب والعلماء والمنظمات والهيئات الدينية لرفد المرابطين المدافعين عن المسجد الأقصى بطاقة صمود ودعم مادي ومعنوي، لمواجهة هذا المخطط التهويدي وإفشاله.

من جهتها قالت دائرة الأوقاف الإسلامية وشؤون المسجد الأقصى المبارك إن الأقصى، وبعد ثلاثة وخمسين عاماً من ذكرى الحريق، لا يزال يقف صامدا أبياً رغم جميع ما يتعرض له المسجد ومحيطه من محاولات لتهويده وتغيير واقعه الديني والتاريخي والقانوني القائم منذ أمد كمسجد إسلامي للمسلمين جميعا لا يقبل القسمة ولا الشراكة بكامل مساحته البالغة 144 دونماً.

وأكدت أنه لا يزال ما تبقى من منبر صلاح الدين الأيوبي في المتحف الإسلامي في المسجد الأقصى المبارك "شاهدا على هذه الجريمة النكراء”، مؤكدة أنه رغم جميع ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من حفريات في محيطه وأسفل جدرانه، ومحاصرة واقتحامات منظمة من قبل الجماعات اليهودية المتطرفة بحماية الشرطة، وقيامهم بتصرفات استفزازية لمشاعر المسلمين من صلوات وطقوس تلمودية علنية "إلا أن المسجد الأقصى المبارك سيبقى وبإذن الله تعالى مسجدا إسلاميا”.

وأكدت منظمة التعاون الإسلامي أهمية حماية هوية القدس العربية، والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي للمقدسات الإسلامية والمسيحية فيها، وجددت بمناسبة الذكرى الـ53 لإحراق المسجد الأقصى، دعمها المطلق لحق الشعب الفلسطيني في السيادة على أرضه المحتلة منذ عام 1967 بما فيها مدينة القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وقالت إن المسجد الأقصى بكامل مساحته البالغة 144 دونما هو مكان عبادة خالص للمسلمين، ودعت المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لوضع حد لكل الاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، والانخراط في رعاية عملية سلام جادة تفضي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه الوطنية غير القابلة للتصرف بما فيها حق العودة، وتقرير المصير، وتجسيد إقامة دولته المستقلة وذات السيادة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.

المطالبة بدعم عربي إسلامي

أما حركة "حماس” فقد أكدت في الذكرى الثالثة والخمسين لجريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك أن جرائم الاحتلال ضدّ القدس والأقصى "لن تمنحه شرعية ولا سيادة فيهما، وسيواصل شعبنا حمايتهما والدفاع عنهما بكلّ الوسائل”، وقالت في بيان لها إن الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية يستذكرون في مثل هذا اليوم من عام 1969،” حين امتدّت اليد الآثمة، للمتطرّف الصهيوني الأسترالي دينيس مايكل روهان، وبتواطؤ واضح من الاحتلال، على تنفيذ جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك”، لافتة إلى أن هذه الجريمة ستظل شاهدة على إرهاب الاحتلال والجماعات الصهيونية المتطرّفة، ومخططاتهم المشبوهة والمستمرة ضدَّ المسجد الأقصى، عبر محاولاتهم المتصاعدة لاقتحامه وتدنيسه وتقسيمه وهدمه، واستمرارهم في ملاحقة المقدسيين والمرابطين، واستهدافهم بالقتل والملاحقة والاعتقال والإبعاد.

وشددت الحركة على أنّ مدينة القدس المحتلة، وفي القلب منها المسجد الأقصى المبارك هما عنوان الصراع مع الاحتلال، وأكدت أنه لا سيادة ولا شرعية للاحتلال على شبرٍ من المسجد الأقصى المبارك، لكونه "وقفاً إسلامياً، كان وسيبقى”، مشيرة إلى أن كلّ محاولات الاحتلال ومخططاته "لن تفلح في تهويده أو تغيير معالمه، أو طمس هُويته، أو تقسيمه زمانياً ومكانياً، وسيظل إسلامياً خالصاً، ومهوى لأفئدة الأمَّة في كلّ بقاع العالم”، وأضافت في بيانها "جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك، وكلّ جرائم الاحتلال والمتطرّفين المعتدين الصهاينة ضدّ أرضنا وشعبنا ومقدساتنا لن تفلح في إخماد جذوة المقاومة في نفوس كلّ أجيال شعبنا، أو كسر إرادتهم في موصلة التصدّي لجرائم الاحتلال”.

وطالبت الأمة العربية والإسلامية قادة وحكومات، التي تداعت لنصرة الأقصى المبارك بعد جريمة حرقه عام 1969، لـ "تحمّل مسؤوليتها التاريخية في التحرّك العاجل والفاعل، للدفاع عنه وحمايته من أخطار تهويده وطمس معالمه المتصاعدة”، كما دعت العواصم العربية التي ذهبت للتطبيع مع الاحتلال إلى مراجعة هذا المسار "انتصاراً للقدس والأقصى، والتزاماً بالقيم الرافضة للاحتلال والعدوان على أرضنا وشعبنا الفلسطيني”، وطالبت أيضا بتعزيز حالة الإسناد والتضامن لصمود المقدسيين ورباطهم وتضحياتهم.

وبهذه الذكرى الأليمة أكدت حركة "الجهاد الإسلامي” أن القدس تعد "جوهر الصراع مع العدو الصهيوني”، وأن استردادها وتحريرها "واجب على كل عربي ومسلم، وأن المقاومة بكل أشكالها هي السبيل الوحيد لتحقيق ذلك”.

وقالت في بيان أصدرته "إن مرور هذه العقود على إحراق أولى القبلتين، لا يعني أبداً أن الشعب الفلسطيني ينسى حقه بمرور السنين، بل إن كل لحظة تمر عليه يزداد تمسكاً بحقوقه، وترتفع عنده روح التصميم على تحرير أرضه واسترداد ما سلبه العدو”، لافتة إلى أن محاولات التهويد وصبغ المدينة المقدسة بالصبغة الصهيونية، "لن تغير من الواقع شيئاً، فالقدس ستظل عربية إسلامية، بمآذنها وقبابها وكنائسها وشوارعها وحاراتها، وبكل شبر فيها”.

وقالت "القدس هي جوهر الصراع مع العدو الصهيوني، وأن استردادها وتحريرها واجب على كل عربي ومسلم، وأن المقاومة بكل أشكالها هي السبيل الوحيد لتحقيق ذلك”، داعية الجماهير الفلسطينية في كل مكان إلى مواصلة الدفاع عن المسجد الأقصى، "وبذل كل غالٍ ونفيس في سبيل إبقائه منارة للمسلمين، لا وكراً للمستوطنين المحتلين”.

وقال أبو مجاهد، الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية، إن الخطر والمؤامرات الصهيونية لا تزال محدقة بالمسجد الأقصى، وأضاف "لا سبيل لحمايته والدفاع عنه إلا بتوحيد كل البنادق والجهود من أجل اجتثاث السرطان الصهيوني من كل المنطقة”.

وأكدت أن ذكرى حريق المسجد الأقصى تأتي لـ "تدق ناقوس الخطر إزاء المؤامرات والمكائد الصهيونية المتواصلة لهدم المسجد الأقصى وطمس وتغيير الهوية العربية والإسلامية في القدس”، داعيا إلى توحيد جهود الأمة "من أجل إنقاذ المسجد الأقصى والقدس من مخططات العدو والتطبيع خيانة واستسلام للمشروع الصهيوني التلمودي الاقتلاعي”، داعياً أيضاً جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل الفلسطيني لـ "الزحف الدائم نحو المسجد الأقصى للرباط فيه وقطع الطريق على مؤامرات العدو ومخططات إخلائه وعزله وتقسيمه مكانيا وزمانيا”. ــ القدس العربي

مواضيع قد تهمك