صالح الراشد :

هكذا اشاهد المنظر العام للدوري الاردني للمحترفين بكرة القدم، فالحسين اربد يحتل المركز الثالث وبفارق نقطتين عن الوحدات والفيصلي ، وتسير الأمور لخدمة الفريق الأصفر في ظل تأرجح مستوى القطبين من لقاء لآخر، بل ان فوزهما في مرحلة الإياب جاء بجهد جهيد ودعاء الوالدين، على عكس الحسين اربد الذي يقدم مستوى ثابت ومتطور ويرتفع رتم الفريق وسرعة هجماته وتفاهم خطه الخلفي من لقاء لآخر، كما يمتلك مفاتيح لعب تفوق ما يملكه القطبين، مما يؤشر إلى ان الوحدات والفيصلي سيسقطان بالتعادل أو الخسارة فيما الحسين اربد سيستمر في مسيرته القوية الواثقة الهادئة، ويمتاز الفريق بأنه يلعب بعدياً عن الضغط الذي تمارسه جماهير الوحدات والفيصلي على لاعبيها، مما يجعل لاعبو غزاة الشمال يلعبون بثقة أكبر وطمأنية أشمل.

الحسين إربد ومنذ سنوات طوال يبحث عن اللقب الأول، وكثيراً ما خسر في الأمتار الأخيرة لكن مستواه في هذا الموسم يؤهله ليحسم اللقب قبل الأمتار الأخيرة، وبالذات حين يواجه الفيصلي والوحدات في المراحل القادمة، لا سيما ان التعب يبدو واضحاً على لاعبي القطبين في الشوط الثاني، ويتحولون للدفاع من أجل الحفاظ على الفوز، وهي مغامرة قد تنجح في لقاء لكن الفشل سيكون حليفها في لقاءات أخرى، على عكس فريق الحسين الذي يجيد لاعبوه توزيع جهدهم على شوطي اللقاء ليكونوا الأفضل والأخطر طوال مدة اللقاء، مما يجعلهم الأخطر والأقرب للفوز، ويبدوا ان هناك تصميم كبير من اللاعبين بفضل الدعم الإداري على التعامل مع جميع المباريات على أنها نهائي الكأس، وبالتالي سيكونوا قادرين على التعامل مع جميع المباريات بمستوى ثابت وقوي بعدم الإستهانة بأي فريق.

فوز الحسين اربد بالدوري سيشكل حالة إيجابية لكرة القدم الاردنية وسيمثل رسالة هامة بأن كرة القدم ليست في العاصمة فقط، وان عصر سيطرة الوحدات والفيصلي على الألقاب قد انتهى فحامل اللقب الرمثا من خارج العاصمة والبطل الذي أتوقع سيكون أيضا من خارجها، وستعود الفائدة على الزخم الجماهيري لفرق الشمال، كما سيخفف فوز الحسين باللقب من الشد النفسي والعصبي بين جماهير القطبين الذين يعتقدون أن فريقيهما هما الأحق باللقب، وأن كل منهما صاحب الحق بالبطولات، واذا ما فاز الحسين ستصبح نصف الفرق قد حصلت على لقب البطولة، وهذا يعني تنوع في التنافس في المواسم القادمة وهو ما سيجعل النجوم لا يتمركزون في فريقين بل ينتقلون لجميع الفرق، كون حلم الفوز باللقب سينتقل للجميع. ــ النشرة الدولية