الأخبار

م . هاشم نايل المجالي يكتب : الفلسفة صديقة للحكمة..

م . هاشم نايل المجالي يكتب : الفلسفة صديقة للحكمة..
أخبارنا :  

م . هاشم نايل المجالي :

كما يقولون ان رحيل الفلسفة عن اي مجتمع، يعني تراجع حضارته وتدهورها، حيث يعتبر الكثيرون ان الفلسفة تفكير عقلاني، والفلسفة يعتبرها الكثيرون صديقة للحكمة، وتتعرض في كثير من الاحيان الى المواجهة والمضايقة .
حيث ان الفلسفة تؤمن بأن الانسان يمتلك نوراً طبيعياً هو العقل، الذي يميز بين الجميل والقبيح من الافعال والسلوكيات والاخلاق، ويميز بين الحقيقي والزائف وبين الخير والشر .
والحكمة استكمالاً للنفس الانسانية لتصور الامور ووضعها بالمكان السليم والتصديق بالحقائق نظرياً وعملياً، وفي مقدور الفلسفة ان تكون ترياقاً ضد سموم التعصب والتطرف، بتوفر شروط ومناخ مناسب لنجاحها .
فهل هناك مادة تدرس بالفلسفة في ظل غياب الفكر النقدي العقلاني، الذي يساعد الانسان على تنمية وعيه النقدي، وصد هجوم من كل من يريد تحويله الى تابع آلي يتحرك بالضغط على ازراره، وليس باراته الحرة والواعية والمسؤولة اخلاقياً واجتماعياً ووطنياً .
ولا يجوز ان يبقى تدرس الفلسفة ضمن مسار التلقين والحفظ او تقديس الحقائق المعطاة ، بل يجب اطلاق العنان للتفكير الخصب ليبوحوا بما يروق لهم من اسئلة يريدون طرحها دون عقاب .
والفلسفة خلق او صناعة للمفاهيم ، فهي حليفة للتمرد على حصرها في السجون، وتأبى السكون فهي مع الموج والريح وليست مع الجمود والرماد .
فتطوير المحاضرات مبني على النقاشات، كما فعل الالمان مع طلاب المدارس والجامعات في كتب ( التلمذة الفلسفية )، اي ان الفلسفة وتدريسها يحتاج الى مناخ حر وتحرير المناخ من القيود .
وهناك فلسفة الاختلاف، ومن الممكن ان تكون الاحزاب السياسية حاضنه لقطاعات كبيرة من الشباب بطروحها فلسفية، تتناول شتى مناحي الحياة مع طروحاتهم للحلول من وجهة نظرتهم .
وحتى لا تكون الاحزاب حاضنة للتلقين الفكري السياسي والاجتماعي، دون اي حوار او نقاش او تساؤل، وحتى تتولد قناعات لدى الشباب ان هناك من يستوعب طروحاتهم المختلفة . ــ الدستور

مواضيع قد تهمك