الأخبار

رشيد حسن : كلام هادئ على صفيح ساخن

رشيد حسن : كلام هادئ على صفيح ساخن
أخبارنا :  

بدون مقدمات اثبتت التهدئة أنها تصب في صالح العدو فهو المستفيد الوحيد منها ، فيما الجانب الفلسطيني هو الخاسر الأول .
فهذه التهدئة لم تغير واقع الحال الفلسطيني..وهو واقع كارثي بكل معنى الكلمة فلم تؤد إلى رفع الحصار المضروب ، وقد حول حياة مليوني فلسطيني إلى موت بطيء، مما اضطر العديد من الشباب إلى الفرار من الموت الذي ينتظرهم إلى ركوب زوارق مهترئة، تقودهم الى موت محقق،في اعالي البحار، وكأنهم يعيدون خلق تراجيديا يونانية جديدة..!! .
الوسطاء الذين يضغطون على الجانب الفلسطيني ، لم ينجزوا ما وعدوا به..بل بقيت المنازل المدمرة لم يتم بناؤها.. وهي شهادة على الجريمة الإسرائيلية.. وشهادة على تقصير المجتمع الدولي، وتعمق الانهيار الاقتصادي، فارتفعت ارقام البطالة والفقر، وانتشرت الأمراض الفتاكة بعد انعدام مياه الشرب والكهرباء وفيضان المجاري . وانعدام الأدوية وخاصة ادوية السرطان ،ومنع سفر المرضى للعلاح.
العدو استغل هذا الواقع الماساوي للنفخ في الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية.. واغتيال القادة كما حدث مؤخرا إذ اغتال حتى الان ثلاثة من قادة الجهاد الإسلامي.. (الجعبري وابي العطا وخالد منصور).. ما فجر الأوضاع من جديد ..بعد أن قامت الجهاد بالرد على هذا العدوان الآثم..
والسؤال الاهم متى؟ وكيف ستنتهي هذه الحرب؟؟؟
لقد أكدت هذه الحرب، او بالاحرى العدوان الصهيوني الغاشم على حقيقتين هامتين وهما:
ضرورة استمرار المقاومة ..وتوسيع دائرتها لتشمل كل فلسطين ، لقلب الطاولة في وجه العدو وخلط الاوراق من جديد وإسقاط المخططات التي تطبخ لتصفية القضية من قبل العدو وأميركا..هذا اولا
ثانيا..إنهاء ما يسمى التهدئة بعد أن أصبحت، (اوكازيونا) للمساومة ، والتنازلات وقبض الدولارات ..والعودة الى حالة الاشتباك المستمر مع العدو. فهو القادر على توحيد الارض والشعب ، وقذف بقايا مخلفات (أوسلو ) ،في مزبلة التاريخ..
فلسطين على موعد مع صحوة جديدة...قيامة جديدة..بعد أن رمتها أوسلو في سوق النخاسة الدولية
وأصبحت أضيع من الأيتام على مأدبة اللئام.
فحذار من العودة إلى التهدئة ...حذار فهي الاسم الحركي لتصفية القضية..
والسؤال الاهم وربما الموجع .. لماذا لم تشترك كافة الفصائل حتى الان في هذه المعركة؟
اليس معنى هذا انفراد العدو بالجهاد الاسلامي؟؟
ندعو كافة التنظيمات في غزة والضفة للانخراط في المعركة .. فالحياد غبر مبرر ، وغير مقبول.. ويصب في مصلحة العدو ، ومصلحة اعداء القضية الذين يعملون على تعميق الخلافات الفلسطينية ، وانهاء المقاومة والعودة الى خيار لا حرب ولا سلم، الذي يصب في مصلحة العدو ..
وليكن شعار الجميع توحيد كافة البنادق والخنادق. ورفض العودة الى الوضع السابق .. الذي يخدم العدو. واستمرار حالة الاشتباك في كافة الجبهات والمواقع من البحر الى النهر ..
وحذار من العودة الى التهدئة.. حذار.
وللحديث صلة.

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك