الأخبار

كمال زكارنة : ما الحكمة من حياد حماس.

كمال زكارنة : ما الحكمة من حياد حماس.
أخبارنا :  

كمال زكارنة :
موقف مستغرب من حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة،حيث يتساءل المتابعون والمراقبون عن اسباب عدم انخراطها في التصدي للعدوان العسكري الاسرائيلي على القطاع، والذي يستهدف بالدرجة الاولى حركة الجهاد الاسلامي وبنيتها العسكرية والتصنيعية والتحيتية وقادتها ومجاهديها،والاغرب من ذلك ،موقف حماس الذي لا يختلف عن موقف اي وزارة خارجية في دولة عربية او اجنبية محايدة،ولا يختلف عن موقف السلطة الوطنية الفلسطينية التي تكيل لها حماس الاتهامات والانتقادات.
هذه الجولة من المواجهة مع الاحتلال كشفت بما لا يدع مجالا للشك، بأن حركة حماس تبحث عن قبول دولي للقيام بدور سياسي معين مستقبلا،وان لها شركاء خارجيون في قرارها الذي اثار السخط لدى الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والاسلامية وهي تنأى بنفسها عن المواجهة ،فيما تشاهد الشهداء والجرحى يرتقون ويصابون والدمار الذي يحدثه العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة،كما شكل هذا الموقف الذي فاجأ الجميع ولم يكن متوقعا، خيبة امل كبيرة في الاوساط الفلسطينية والعربية والاسلامية.
ويتوقع المراقبون سلوكا مغايرا لحركة حماس في المستقبل القريب يتمحور في العمل السياسي والدبلوماسي ،بعيدا عن العمل العسكري ضد الاحتلال.
جميع الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة شاركت وتشارك في التصدي للعدوان الاسرائيلي ووقفت الى جانب حركة الجهاد الاسلامي،واستخدمت كل ما تملك من وسائل قتالية،الا حماس التي اكتفت باجراء الاتصالات الهاتفية مع قطر ومصر وبيانات الادانة والاستنكار كما تفعل اي دولة اخرى لا يعنيها الدم الفلسطيني،واقتصر دورها على البحث عن وساطات للتهدئة،ماذا يجري في الفضاء الفلسطيني الى اين نحن ذاهبون.
لن يغفر لحماس الا توضيح من حركة الجهاد الاسلامي، تؤكد فيه ان موقف حماس متفق عليه، وهو تكتيكي وليس موقفا استراتيجيا،اما الاسترخاء امام العدوان على القطاع ومحاولة الاحتلال اجتثاث حركة الجهاد الاسلامي او على الاقل اضعافها عسكريا ،فهذا غير مقبول ويضع علامات استفهام كبيرة وكثيرة.
منذ عدة سنوات والجهاد تقوم بالعمل العسكري لوحدها،وجميع العمليات التي نفذها المقاومون في الداخل الفلسطيني المحتل ينتمون لها،ومعركة سيف القدس العام الماضي كانت ضد الجهاد،لكن حماس وقتها دخلت المعركة وابلت بلاء حسنا ،ولا ندري ما الذي اصابها هذه المرة.
اربع دول عربية فقط تجرأت على اصدار بيانات استنكار للعدوان الاسرائيلي على غزة،اليست مهزلة وانهزامية لم يشهدها التاريخ العربي،لكم الله يا اهل غزة ويا اهل فلسطين.

مواضيع قد تهمك