الأخبار

بلال التل : عندما يتحدث الرويبضة

بلال التل : عندما يتحدث الرويبضة
أخبارنا :  

بلال حسن التل :

هشاشة الرأي العام الأردني، وسهولة انقياده، حتى من قبل أعداء وطنه المتربصين به، والناشطين لتمزيقه بشتى الوسائل، ومن أخطرها الإشاعة المضللة التي ينشط بإطلاقها المتربصون بالأردن، وتنشط بترويجها شرائح متنامية من الأردنيين، غالبيتهم عن جهل أو تنفيسا عن معاناتهم، وبعضهم عن سوء نية، إما تعبيرا عن أحقادهم، أو طلبا للشعبوية الرخيصة على حساب الحقيقة وعبر تشويه صورة الوطن، سلاحهم في ذلك الشتم والافتراءات التي يتفتق عنها خيالهم المريض، لكن الإشاعات في كل الحالات خطر داهم لا بد من مواجهته، وهي مواجهة يجب أن تكون على رأس أولويات الدولة، لأن إفرازات هذه الحالة لم تترك مقدسا في بلدنا لم تصبه بتشويه، مثلما أنها لم تترك رمزا من رموزنا الدستورية أو الوطنية لم تنل منه بأذى، مثلما لم تترك خصوصية لم تنتهكها، وقبل ذلك لأن هذه المواجهة هي الطريق لاستعادة الرأي العام الأردني، ثم لاستعادة ثقته بمؤسسات بلده، والإيمان بما يطرح عليه من رؤى وبرامج ومبادرات.

هشاشة الرأي العام الأردني وسهولة انقياده للإشاعة والتضليل، وتضخيم السلبيات الصغيرة على حساب الإيجابيات مهما كبرت، تجسدت أمامي بأوضح صورها بعد ما انتشر من إشاعات وافتراءات وأضاليل نشرت وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي عقب الجلسة الحوارية مع رئيس الديوان الملكي التي استضافها ديوان آل التل الأسبوع الماضي، وكلها دفعتني للتأمل من جديد بمعاني حديث رسول الله عليه السلام «سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة»، قيل وما الرويبضة يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة»، وقد قال أهل العلم إن من صفات التافه أنه يتحدث عن غير معرفة وبدون معلومات، وقبل أن يتبين الحقائق، وأنه ليتغلب على ذلك كله فإنه ينقاد إما وراء خياله المريض أو أحقاده التي تعبر عن نفسية مريضة. فيهرف بما لا يعرف، فيجد له سوقا بسب عقلية القطيع التي لا تمارس ثقافة التبين، يساعده في زمننا هذا أن الكثير من وسائل التواصل الاجتماعي صارت في كثير من الأحيان منابر للتفاهات التي ينتجها الرويبضات، والتي آن أوان حماية وطننا منها بالحزم، لأنه عندما يكثر الرويبضات وتكثر افتراءاتهم تضيع الحقائق وتتمزق المجتمعات. ــ الراي

مواضيع قد تهمك