الأخبار

م . هاشم نايل المجالي يكتب : اليسر يغلب العسر !!!

م . هاشم نايل المجالي يكتب : اليسر يغلب العسر !!!
أخبارنا :  

م . هاشم نايل المجالي :

لطالما نظرنا الى الازمات بانواعها ، والمحن التي تكتنف حياتنا معيشة وحياة عملية ووطن على انها نهاية التاريخ ، ونصبح نتعاطى معها على انها السطر الاخير في مسيرة هذه الحياة .
لنجد اقلاماً واصواتاً من كل حدب وصوب وتغني لذلك، وتتباكى على الاطلال بالنحيب والعويل والشكوى والتذمر ، لتربي بذور اليأس والتشاؤم في قلوب وعقول الناس بقصد او بغير قصد .
فلئن كنا مطالبين بالموضوعية والصدق والشفافية في توصيف الواقع ، لتحديد مواقع الضعف والخلل ورسم آلية الاصلاح الحقيقي لتصويب الاوضاع ، بعيداً عن اغراق الناس بالوعود والاحلام الوردية ، التي ان لم يتحقق منها شيء ستؤدي الى انعكاسات سلبية .
لكن اذا تم الاصلاح والتغيير الفعلي والحقيقي نحو الافضل ، سنجد اننا تعاملنا مع المحن والازمات بشيء من التفاؤل لنبث الامل في الناس ، فصفحات التاريخ أنبأت بميلاد المنح من قلب المحن على مستوى الافراد والامم .
فالمحن تجعل من الشعوب اكثر صلابة وصبراً واكثر نضجاً ، لتقودهم الى حلول ناجعة من اجل تحقيق التوازن والنهضة ، وحتى لا ندخل في دهاليز التيه التي لا نعرف الى اين ستقودنا .
ولكن الاصعب من كل تلك المحن والازمات ، ان نتمرد على اوامر الله وانبيائه ، لان ذلك لن يزيد الا مزيداً من المحن ، وحتى نتمكن ان نربي جيلاً جديداً على الايمان وطاعة الله ورسوله ، ولتكون الانضباطية والشجاعة والجدية عنوان لنهضة البلاد وبسواعد اجيالها .
فضعف الايمان خذلان ولن يقود الا الى الفوضى ، ولا ننسى الشعب الالماني الذي خرج من الحرب العالمية الثانية ، مهزوماً منكسراً لا وجود فيه سوى للنساء وكبار السن والاطفال اما الشباب فمنهم من قتل في الحروب ، ومنهم من سيق الى معسكرات الاعتقال والاغتيال .
لكن فترة السقوط كانت محنة ربت النفوس على النهوض من جديد ، بالارادة والعزم والعطاء والبذل من دون انتظار ، ليبني بلاده من جديد لتصبح من اكبر القوى الاقتصادية والعلمية والعسكرية .
كذلك الشعب الياباني الذي خاض محنة الاستسلام ليعود ولينهض من جديد بعزم ، ليصبح رمزاً للصناعات والتكنولوجيا المتقدمة ، اننا بحاجة الى نظرة جديدة الى معاملة ومعالجة المحن ، تضاهي نظرتنا الى الدواء الذي نلتمسه من أثياب الثعابين وذيول العقارب .
وبحاجة الى الاعتبار من ذلك كله ، وبحاجة الى عدم السأم من النظر الى نصف الكوب الممتلىء ، وبحاجة الى التفاؤل الايجابي المقرون بالعمل والعطاء بقيادة الاوفياء والمخلصين لقد طرقت ذلك بعد ان وجدت اليأس قد بلغ من الناس مبلغه ، وجلس الكثيرون ينتظرون المعجزات من دون اعمال الفكر والعقل ، وصرف الهمة الى العمل والعطاء بسبب سوء الاوضاع ، وكما تتوالى المحن والازمات يتوالى الفرج واليسر ليغلب العسر . ــ الراي


مواضيع قد تهمك