كمال زكارنة : كأنها استشهدت اليوم..شيرين.
كمال زكارنة :
ابدع الزميل الاستاذ نضال منصور مؤسس ورئيس مركز حماية وحرية الصحفيين ،عندما اقام المركز مساء امس جلسة استذكارية في المركز الثقافي الملكي بعنوان "شيرين ابوعاقلة الشاهدة والشهيدة"،بحضور مئات المواطنين ، رؤساء وزارات ووزراء سابقون ونواب واعيان واعلاميين وصحفيين وحشد كبير من المهتمين والمتابعين،كانت امسية غنية جدا بالذكريات الخاصة بشيرين وبالعنويات العالية،والعظمة الفلسطينية التي تجلت وفاضت من شفاه الزميلات والزملاء، جيفارا البديري ونجوان سمري وجهاد ابوبيدر وديما طهبوب وتحسين عليان والمذيع محمد عمر ونضال منصور،وحضرت شيرين الى قلب عمان،بكل مواصفاتها وصفاتها ومميزاتها وخصائصها وتفاصيلها، المهنية والحرفية والوطنية والاعلامية والصحفية والانسانية، ابدعوا جميعا بالوصف الحقيقي والواقعي والصحيح، لهذه الفلسطينية الباسقة الشامخة،ولم يبالغوا بوصفهم لها واستحضار خصالها الرائعة.
رغم مرور خمسين يوما على استشهاد شيرين،الا انها كانت مساء امس، ما تزال غضة طرية دافئة ،دمها احمر قاني، ينزف وينثر روائح المسك والعنبر،الذي يفيض بالعادة من اجساد الشهداء الطاهرين المخلصين، الاوفياء لاوطانهم وشعوبهم وارضهم وعملهم،شعر الجميع بانها بينهم، لم تغب ولم تمت ،ما يزال صوتها يصدح، وصورتها تتسلل وتنساب في عروق وشرايين من شاهدوها واستمعوا اليها،لا يريدون ان يصدقوا بانها ماتت.
اجزم بأن الحضور جميعا او معظمهم، بكوا عندما سردت جيفارا ونجوان غيضا من رصيد شيرين الدنيوي.
لكن نحن لا نبكي على الشهداء، بل نبكي لاننا لم نستشهد،ونزغرد للشهداء، لاننا لا نضعف امام العدو القاتل،ونزغرد لهم ونجعل من التشييع عرسا وزفافا ،حتى يتعلم ابناؤنا والاجيال القادمة،ان الارواح تهون، ورخيصة من اجل الاوطان، وان المقاومة خيارنا للتحرير والحرية والاستقلال،وكل جيل عليه ان يقدم ويناضل ويضحي من اجل الوطن،وعند التحرير، سوف نبكي ونبكي ونبكي ..فرحا بالنصر والعودة.
شيرين ما تزال تملأ الفضاء الاعلامي والانساني،وجريمة اغتيالها تتفاعل بقوة ،وقضيتها العادلة تلاحق القتلة،رغم محاولات التهرب والتحريف والازاحة للحقيقة .
نعم الحزن يتضاعف، لانه متحول من الغضب العارم، الناجم عن كون القاتل لا يساوي شعرة في جسد شيرين،فهذا المجرم القادم من بقعة لا نعرفها،لو "جلبناه" الى سوق الرجال لن يسومه احد.
عزاؤنا ان شيرين انغرست في قدسنا، شاهدة وشهيدة وطابو ابديّ، بأن الارض فلسطينية وستبقى حتى نهاية الكون.