الأخبار

سياسيون تحدثوا عن «ناتو شرق أوسطي» .. ضرورة وضع ترتيبات لأمن الإقليم واستقراره

سياسيون تحدثوا عن «ناتو شرق أوسطي» .. ضرورة وضع ترتيبات لأمن الإقليم واستقراره
أخبارنا :  

نيفين عبدالهادي ودينا سليمان :

قال سياسيون إن أمن المملكة واستقرارها مصلحة عليا، وان حديث جلالة الملك بإنه سيكون من المؤيدين لإنشاء نسخة شرق أوسطية من حلف الناتو، لتبقى التفاصيل للحوار مع الدول العربية والجانب الأمريكي للخروج بتوافق الجميع.
وأشاروا في حديثهم لـ»الدستور» الى أن الثابت الوحيد لانضمام الأردن للحلف العسكري واشتراطاته لن يكون على حساب القضية الفلسطينية، بدلالة تصريحات جلالته بأن الأمر ممكن مع الدول التي تتقاسم طريقة التفكير نفسها، وأن تكون مهمة هذا الحلف العسكري واضحة؛ خاصة بشأن الروابط مع بقية العالم.
وزير الإعلام الأسبق الدكتور محمد المومني
وزير الإعلام الأسبق الدكتور محمد المومني قال لـ»الدستور» إن حديث جلالة الملك يؤكد على مصلحة الدولة الأردنية في الحفاظ على الأمن والاستقرار، وأن حديث جلالته كان في غاية الدقة بضرورة ان يكون هناك وضوح لأي تقارب بين الدول، وأن يكون هذا الوضوح مبنياً على حسابات سياسية دقيقة تُعزز أمن واستقرار الإقليم ولا تقوضه.
وأضاف المومني أن أمن الأردن واستقراره مصلحة عليا للدولة الأردنية كما لكل الدول، ومن حق أي دولة أن تتخذ أي إجراءات أو قرارات تعزز من أمنها القومي، أي أن أية ترتيبات إقليمية يجب ان تستجيب لواقع الأمن الإقليمي وتتعامل معه بحكمة وعقلانية كما أكد جلالة الملك.
الوزير الأسبق الدكتور محمد أبو رمان
الوزير الأسبق الدكتور محمد أبو رمان قال لـ «الدستور» إن تصريحات جلالة الملك بشأن إنشاء نسخة شرق أوسطية من حلف الناتو تم اختزالها، فيما كان جلالته واضحاً ودقيقاً في إجابته، إذ أن الموضوع معقد في الشرق الأوسط ولا بد من توضيح التفاصيل والأهداف ليفهم الأردن المسألة، ولم تكن إجابة جلالته مختصرة كما تم تداوله، كونه دعا إلى توضيح الفكرة.
وبحسب أبو رمان، فإن الفكرة طُرحت سابقا بعهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لتشكيل تحالف عربي مع اسرائيل لمواجهة إيران، لكن الأردن لم يكن متحمساً لأن ذلك يصطدم من جهة مع دول عربية بينها تحالفات، ناهيك عن الحد من اهمية القضية الفلسطينية لصالح قضايا أخرى من جهة ثانية، لذا للأردن محددات وتصورات مختلفة أهمها أن يخدم المشروع مصالح المنطقة وشعوبها.
النائب عمر العياصرة
النائب عمر العياصرة، قال إن جلالة الملك عند زيارته للولايات المتحدة مؤخراً استشعر أن هناك مشروعا أمريكيا على الطريق عن تحالف للمنطقة دون تحديد طبيعة التحالف أو أعضائه أو أهدافه، لذا فإن الملك تحدث عن معلومة أو موافقة مبدئية، بيد أن التفصيلات سيدخل بها مع الدول العربية وأمريكا.
وأشار العياصرة إلى عدم وجود خلاف حول الموضوع من حيث المبدأ، لكن أهداف المشروع ونقاشاته ونجاحه مرهون بتوافق من المنطقة التي تعتبر مصر ودول الخليج جزءاً منها حالياً، لافتاً في ذات الوقت إلى زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالأمس للأردن التي تأتي ضمن الحوارات والحديث التوافقي.
وختم العياصرة بأن جلالة الملك لم يتحدث عن «ناتو» عربي في المنطقة ولم يتحدث عن انضمام اسرائيل له، لذا هناك حاجة لتوضيح التفاصيل وصولاً لتوافق الجميع عليه.
وفي وقت بات فيه الحوار والتعاون المشترك الخيار الأخير أمام الدول، فإن الأردن من ناحيته يتميز بقوة وسرعة انتشاره، ولديه علاقات وصداقات وشراكات منذ سنوات طويلة في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي جعله محط اهتمام وتقدير وجعل كلمة قائده مسموعة في أرجاء المعمورة لينقل بذلك بلده إلى بر النجاة على الدوام.
الأردن بحكمة وحنكة قائده قادر على إحداث الفرق خلال الاجتماعات واللقاءات التي تجمع صاحب الجلالة بالملوك والقادة على مختلف المستويات وبما يلبي مصالح الأردن العليا واستقراره، في الوقت الذي يسعى فيه الأردن كذلك إلى تقاسم وتوزيع المشاريع الاستثمارية والفرص بين مختلف الدول خدمة للشعوب ومستقبلها وضمان بقائها وأمنها.
وقد استقبل الأردن اللاجئين على مدار عقود، لا سيما اللاجئين السوريين إذ يعتبر الأردن ثاني أكبر مستضيف للاجئين نسبة لعدد السكان، ما أدى إلى تقويض الفرص الاقتصادية للمملكة ومضاعفة الضغط على مواردها وفرض العديد من التحديات أمامها، إذ باتت مشكلة المياه المعضلة الرئيسة في الأردن، وأن جزءاً من السبب في ذلك هو استضافة اللاجئين على أراضيه.

عسكريون متقاعدون : التعاون العربي ضرورة لمواجهة التحديات


أكد عسكريون وأمنيون متقاعدون ان الحديث عن تشكيل تحالف عسكري في الشرق الأوسط، على غرار حلف شمال الأطلسي "الناتو" يأتي في اطار حماية مصالح المنطقة وأمنها واستقرارها، ووضع رؤى أمنية تواجه كافة تحديات المرحلة والمنطقة بما فيها الأمن الغذائي والطاقة والمياه، اضافة إلى الحماية الأمنية من التطرف والارهاب وأي قوى تهدد أمن وسلامة الأردن والمنطقة.
وقالوا إن الأردن يمتلك مؤهلات تجعله قادرا على التعاطي مع تحديات المرحلة وقدرا كبيرا من المكاشفة والوضوح بشأن ما تمر به المنطقة من ظروف والتي تحتاج مواقف عربية موحّدة، وردود فعل مبنية على التعاون المشترك وحماية المصالح.
ورأى متحدثو "الدستور" ان الأردن يواجه تحديات أمنية كثيرة على حدوده يقف لها بالمرصاد الامني والعسكري ويواجه هذه التحديات بسواعد قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية وحرس الحدود، بقيادة ومتابعة من جلالة الملك، الذي طالما جعل من الأردن أيقونة سلام عربية واقليمية ودولية.
اللواء فاضل الحمود
مدير الأمن العام السابق عضو مجلس الأعيان اللواء المتقاعد فاضل الحمود قال الأردن منذ سنوات طويلة يبذل جهودا كبيرة لمواجهة كل أشكال العنف والتحديات التي تواجه أراضيه وحدوده وحتى تواجه المنطقة، ومن أبرزها مشكلة المخدرات سواء ما كان منها بقصد ترويجه داخل المملكة أو نقله لدول مجاورة، هذه الجهود التي تبذل من قبل قواتنا المسلحة على حدودنا الشمالية الشرقية لمحاربة هذا الخطر الذي يهدد الأردن والاقليم، ويحتاج قوّة لمواجهته، وهو ما تقوم به قواتنا المسلحة و"مكافحة المخدرات" ممن قدّموا العديد من الشهداء في هذه الحرب.
ولفت الحمود إلى أننا كلنا ثقة كما هي رسالة جلالة الملك دوما بقدرة زملائنا في القوات المسلحة وفي مكافحة المخدرات، وكلنا اطمئنان في الجهود التي تبذل للحفاظ على حدودنا وسبق لنا كمجلس اعيان أن ذهبنا لزيارة قواتنا المسلحة التي تحمي الحدود، لنستمد العزيمة والامل من الجنود على كافة حدودنا، ممن يسهرون على أمن الوطن بشكل عام ولا شك أنهم يقومون باجراءات رائعة من قبل حرس الحدود وقادة وضباط وضباط صف وأفراد، والحقيقة جهود ترفع لها القبعات، لما لمسناه من متابعة لعمليات التهريب التي لم تعد تشكّل خطرا عاديا كونها أصبحت عمليات منظمة لا يقوم بها أفراد انما جماعات مدربة يستخدم افرادها اسلحة خفيفة وثقيلة، وهذا دليل على أنها عمليات منظمة.
وقال الحمود ان الجهود التي تبذل في حراسة حدودنا داخل الوطن تحتاج منا كأردنيين ان نقف خلف هذه الجهود حتى نفوت الفرصة على من يفكر لا قدر الله بزعزعة أمن الوطن، وهذه دعوة صريحة لضرورة دعم هذه الجهود حتى يبقى وطننا آمنا مستقرا كما كان دوما بقيادة حكيمة على رأسها جلالة الملك عبد الله الثاني، وجهود قواتنا المسلحة واجهزتنا الأمنية.
وطالب الحمود أن لا نلتفت للاشاعات في كل ما يثار من مواضيع لا علاقة لها بواقع الحال، ففي المعلومات التي يتم تبادلها دون أي استناد الى حقائق تعدّ شائعات ويجب عدم الأخذ بها على محمل الاهتمام أو الوقوف عندها.
الدكتور عادل الوهادنة
من جانبه، قال اللواء المتقاعد الدكتور عادل الوهادنة مدير عام الخدمات الطبية الملكية السابق، المتابعة الحثيثة لصاحب الجلالة للظروف التي يواجهها العالم والاردن خلال جائحة كورونا وغيرها من الكوارث وفي ضوء التعاون العالمي المحدود وغير المتوازن جاءت توجيهات جلالته لكل القطاعات كلا ضمن اختصاصه باتباع اسلوب الاعتماد على الذات ضمن منهجية علمية واقتصادية ذات جدوى وكلف مدروسة والعمل بشكل متوازن مع الدول المختلفة لخلق حالة من التوازن تدفع باتجاه أمن غذائي عادل واستخدام الطاقة البديلة المختلفة للتقليل من كلفة الطاقة التقليدية والحث على بناء السدود والحصاد المائي وتعميم اسلوب الاقتصاد في استخدام هذه الموار للمحافظة على دوام انسيابها.
وأشار الوهادنة إلى أن طرح جلالة الملك لهذه المفاهيم ضمن اطار تعاوني عادل مع المحيط كفيلة بايجاد فرص عمل غير مطروقة والتخلص من ثقافة العيب.
اما التركيز الاكبر على معالجة مشكلة النقص المائي وفق الوهادنة فقد جاءت في المرتبة الأولى كونها أساسا متينا لحل معظم المعضلات، فعلى المستوى المحلي الاستفادة من الامطار والحصاد المائي وتحلية مياه البحر وتبادل الخطط بين الدول لتحقيق أمن مائي عادل للجميع.
وبين الوهادنة فيما يخص التعاون الدولي فقد كان واضحا أن غياب العدالة بتوزيع اللقاحات ما بين الدول المنتجة والمستخدمة بإحداث الكثير من التعقيدات وزادت من نسبة الوفيات وعندما بدأ هذا التعاون ينحى منحا اكثر عدالة اصبحنا نرى تراجعا واضحا لآثار هذه الجائحة.
وقال الوهادنة إن جلالة الملك يقدم رؤية واضحة لكافة قضايا المرحلة، وتشخيصا للتحديات بوضع سبل المواجهة بشكل حكيم، وصولا لحالة من التعاون العربي المشترك لمواجهة كافة تحيات المرحلة، بما فيها الأمنية سواء كان في جانب الغذاء أو الماء أو الطاقة أو الأمنية العسكرية، فكلها صيغ تحدث عنها جلالته بكل وضوح.
عبد الله المحارمة
وأكد بدروه مساعد رئيس هيئة الأركان الأسبق اللواء المتقاعد عبد الله المحارمة، أن جلالة الملك شخّص واقع حال المنطقة والاقليم وأكثر التحديات التي تواجهنا، مشيرا إلى الملف الإيراني.
وفي هذا السياق، علينا أن نتحدث بواقعية أن الوضع الاقليمي المستهدف من ايران، وهي تشكّل قوة في المنطقة، الأمر الذي يجعل من آلية التعامل معها يأخذ بعدا يحتاج لدراسات واعداد ورقة عمل واضحة بهذا الشأن، أيّا كانت نوعية هذا التعامل أو حتى المباحثات، فنحن مع ايران لنا مصالح وكذلك خلافات، وحتى نلتقي يجب أن نكتب ورقة بحث استراتيجية واضحة تحدد ما هية الخيارات المتاحة لنا كدول في بيئتنا، والمتاحة لنا كأردن، يجب أن نتطلع لوضع رؤى سياسية وعسكرية وأمنية تدرس هذه الأمور بدقة، حتى لا نذهب "فزعة" لأي اجتماعات.
وبين المحارمة أن التحديات التي تواجه الأردن واسعة ونحن نحتاج دراسة وضعنا ووضع خطط واضحة بهذا الشأن، في المستوى السياسي والجيش وهيئة الاركان ونناقش في ورق مفتوح وواضح ونحتاج الى اتصالات ولقاءات ومباحثات لنصل إلى رؤى واضحة في قادم الايام . ــ الدستور

مواضيع قد تهمك