عوني الداوود :
أبرزما تميزت به الورشة الاقتصادية الوطنية التي عقدت اجتماعها الثالث أمس الاول السبت في الديوان الملكي الهاشمي تحت عنوان « الانتقال نحو المستقبل: تحرير الامكانيات لتحديث الاقتصاد» وبمشاركة أكثر من 300 شخصية اقتصادية من القطاعين العام والخاص وخبراء واكاديميين واعلاميين ما يلي:

1 -تشريف سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد الورشة بحضوره جانبا من الجلسة التفاعلية لقطاع السياحة، وتأكيد سموه على ضرورة وأهمية ابراز مواطن القوة التي يتمتع بها الاردن سياحيا، وتأكيد سموه على أهمية الانتقال من المرحلة النظرية من النقاشات المتصلة بقطاع السياحة للتطبيق الفعلي للتوصيات على أرض الواقع ليلمس المواطن أثرها.

2 -هذه النقطة ذاتها هي ما كان جلالة الملك عبد الله الثاني وخلال تشريفه الورشة بحضوره الاسبوع الماضي مؤكدا جلالته «على أهمية الورشة ومخرجاتها وضرورة أن تكون هناك توصيات مباشرة باجراءات سريعة لتتخذها الحكومة ..وهدف جلالته الدائم أن يلمس المواطن أثرا على أرض الواقع .. وهذا أيضا ما دعا اليه سمو ولي العهد أمس الاول..فالهدف من الورشة ليس مجرد برامج وتوصيات بل تنفيذ سريع على أرض الواقع يلمسه المواطن بالاضافة الى برامج وخطط على المديين المتوسط والبعيد عابرة للحكومات وقابلة للتطبيق.

3 -ملف «السياحة العلاجية» كان حاضرا في الجولة الثالثة ومفصلا من قبل د. فوزي الحموري رئيس جمعية المستشفيات الخاصة، وكان التركيز حول كيفية اعادة الألق لهذه السياحة التي لطالما شكّلت رافعة مهمة ليس فقط للقطاع السياحي بل للاقتصاد الوطني.. ولدينا عناصر نجاح كبرى في هذا الملف بالذات في مقدمتها:

أ) -الأمن والاستقرار اللذان ينشدهما المرضى والاردن الثاني عربيا والـ( 16) عالميا في مؤشرات الامن والاستقرار.

ب)-لدينا أكبر منتجع صحي طبيعي في العالم (البحر الميت).

ج)-نسبة الاطباء الى السكان أعلى من الولايات المتحدة وتركيا وكثيرمن دول العالم.

د)-هناك نحو( 30) قطاعا تستفيد من « السياحة العلاجية «.

- ومع ذلك هناك معوقات أمام النهوض بهذا القطاع ليحافظ على تنافسيته في الاقليم والعالم وفي مقدمة تلك المعوقات أو التحديات:

(اعادة النظر بخطة تسويق السياحة العلاجية - الجنسيات المقّيدة -عدم وجود خطوط طيران مباشرة مع عدد من الدول - تفاوت مستوى الخدمات - الحاجة لحوافز ضريبية -ارتفاع كلف الطاقة - ارتفاع اسعارالادوية).

-( 263 الف مريض) دخلوا الاردن للعلاج مع ( 500 الف مرافق ).. والتطلعات على المدى المتوسط بجذب 350 الف مريض و500 الف مريض مع مليون مرافق على المدى الطويل.

4 -» الورشة الثالثة « تميزت بتخصيص حلقة خاصة لقطاع « صناعة الالبسة « ، بمشاركة مختصين من المستثمرين في هذا القطاع الذي وفّر العام الماضي نحو( 3000)وظيفة - بحسب م. ايهاب القادري ممثل قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات في غرفة صناعة الاردن وميسّر الورشة - التي أكد المتحاورون فيها على أن قطاع صناعة الالبسة لا زال قادرا على خلق المزيد من الوظائف لكنه يعاني من عدم الاقبال عليها (لاسباب متعددة تحتاج لمقال آخر أكثر تفصيلا)!

5 -قطاع صناعة الالبسة يتكون من ( 1063) منشأة ويشكّل(24%) من اجمالي الصادرات الصناعية( 77% من الصادرات للسوق الامريكية)، وبلغت ايرادته عام 2021 نحو (1.235 مليار دينار) مقتربا من أرقام 2019 مما يؤكد سرعة تعافي القطاع بعد كورونا.

6 -مشاهدات تكرّرت في الجولة الثالثة - كما الجولتين السابقتين- ومنها:

- متابعة تنظيمية رفيعة المستوى ومتابعة دؤوبة من المنظمين( الديوان الملكي) وحضورمكثف وفاعل من الحكومة ممثّلة بالوزراء والمدراء العامين المعنيين.. وامتازت الجولة الثالثة بحضور ومشاركة مزيد من الخبراء والمختصين.

7 -برزت في معظم الورشات أهمية :التجاوز السريع للبيروقراطية المعطلة - الحاجة الماسة للارتقاء بالتسويق والترويج - الحاجة الماسة للمعلومة الدقيقة المستندة الى الارقام.

8 - الجولة الثالثة بحثت في « محركات النمو « والحديث عن المستقبل في الورش المختلفة تطرّق الى: كيف يمكن أن يصبح الاردن مركزا للتصدير( سلع وخدمات) عبر التجارة الالكترونية - شكل الجامعات والتعليم العالي في2033 - كيفية تخفيض كلف الطاقة والتوجه نحو الطاقة المتجددة- توحيد المرجعيات لحل مشاكل الاستثمار- قصص النجاح بقطاعات الاتصالات والصناعات الابداعية وضرورة استثمارها- تخفيف الاعباء الضريبية والجمركية لـ» تحرير الامكانيات وتحديث الاقتصاد «-حاجتنا لـ»سياسة صناعية « - مستقبل الغذاء - وبدائل لمصادر المياه - والمدينة الذكية - والمدينة التعدينية -..الخ).