الأخبار

النائب د.فايز بصبوص : جلالة الملك للشباب مشاركة اوسع تحد من الشخصنة

النائب د.فايز بصبوص : جلالة الملك للشباب مشاركة اوسع تحد من الشخصنة
أخبارنا :  

بقلم : النائب د .فايز بصبوص :


نعم ان المشاركة الاوسع والانخراط الشبابي دون وجل او تردد في الاحزاب السياسية هو حجر الاساس في القضاء على الشخصنة ونرجسية الفرد وتخرج الاحزاب من نرجسية الآنا الشخص الى النحنوية البرامجية.
لذلك فان الجانب الايجابي في الحوار المجتمعي وانغماس الكل الاردني في المعادلات الثلاث التعديلات الدستورية والاحزاب والانتخابات تعطي مؤشرا عظيما حول ان هذا الانخراط يعبر عن حيوية ودينامية المواطن الاردني مهما كان رأيه سلبا ام ايجابا فالحوار يعكس ايجابية الاصلاح السياسي .
هذا النوع من الحوار الطبيعي والواضح دون اي ستار هو ما يطمح اليه جلالة الملك وليس ذلك الهمس واللمس في الظل فشمس التحول الديمقراطي قد تحرق بعض ممن كان وما زال يراهن على فشل التجربة تحت يافطة ان الشعب الاردني لا يحب الديمقراطية وانها فعل غريب على وعيه .
ان هذا الوضع الطبيعي الذي يواجه كل تحول او تغيير او اعادة انتاج مفهوم النقد والنقد البناء والذي يؤدي بالنهاية الطبيعية الى ان تلك الحوارات تتجلى بكل اشكالها خلال عملية التاسيس لاستكمال التحول وليس التاسيس في التحول بذاته .
عندما اسمع ذلك النفس الايجابي والذي ينجم عن مستوى حوار عقلاني يخرجنا من بوتقة نظرية المؤامرة التي بكل تفاصيلها تنعكس على الحوارات الاخرى خلف الكواليس وبالاقبيه بعيدا عن الناظر وفي الكواليس يتسم حوار هؤلاء واكثريتهم من النخبة معتبرين ان اي تحول في المنظومة السياسية والاجتماعية والاقتصادية انما سيؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها وهو ما يضع علامة استفهام كبيرة وضخمة اذا ما نظرنا من زاوية توقيت التصعيد الوهمي ضد كل خطوة الى الامام مما يوحي ان الخطاب السياسي الاردني في هذه الفترة معزولا عن عشرين عاما من تطوير متدرج ينطلق من ضرورة التعامل بشكل ممنهج ودون الخروج بمعالجات صدامية يتبناها الكثيرون .
ان ما طرحناه في المقالة السابقة حول ان تشكيل مجلس الامن القومي هو الضامن الحقيقي والواقعي والملموس لمسيرة التحول وان اللقاءات الملكية في كل المجالات تؤكد على بعث اطمئنان ابوي لكل من يطمح بان يكون الاردن ومن خلال مئويته الثانية قد انجز فعلا استثنائيا في تجاوزه كل عقبات السنين الماضية دون ان تكون هناك ردة فعل شعبية اتجاه هذه الاصلاحات والسبب في ذلك هو ان الشعب الاردني باغلبتيه المطلقه يثق ثقة تامة بكل ما يتبناه جلالة الملك والذي يمتلك بصيرة استثنائية في قراءة المستقبل ولذلك وبالرغم من ان الاحاديث الخلفية والشعبوية من خلال التواصل الاجتماعي والصالونات توحي بان الشعب الاردني لا ينخرط في هذا التحول .
ومن هنا فان التحديث كمرتكز مستقبلي وناظم لعلاقات الشباب بمفهوم المواطنة الفاعلة هو ما سيجعل كل مشكك او يلعب دور الحامي للوطن واستقلاله الداخلي بان حساباتهم ستصدم بصلابة ارادة الاردنيين المستمدة من محورية سيادة القانون التي هي هدف استراتيجي لجلالة الملك .
ومن هنا ترى جلالة الملك ينغمس انغماسا كليا في اسناد مشروع التحديث وهو ما عبر عنه جلالته خلال لقائه شباب وشابات المحافظات واصر خلال هذا اللقاء الى البعث برسالة مضامينها عميقة تتالق في مفهوم الاحزاب السياسية في الجوهر والمضمون والتي يجب ان ترتكز في بنائها الداخلي والخارجي على اساس برامجها وليس على اساس الشخصنة التي ما تزال ترى ان فرصة تعميق دور الفرد اساسا لبنية الحزب بتوظيف بنيته الداخلية والترابط بين تلك الهيئات من مفهوم قدسية امينها العام وهو ما انعكس مباشرة على رد فعل الشباب والذين تماهوا تماما مع رؤية جلالة الملك بان اسمى اشكال القضاء على قدسية الفرد يكمن في معادلة بسيطة جدا وهي توسيع دائرة المشاركة في الاحزاب.
ولهذا كانت دعوة جلالة الملك للشباب الاردني والمراءة الاردنية والنخبة السياسية بضرورة الانخراط دون اي خوف من ان مشروع التحديث السياسي لا يرتكز على سمة الاحتفالية الشكلية في النموذج الاردني الديمقراطي الناجز فهو استراتيجية ترتقي الى مستوى الامن القومي لان الاردن يرى وبكل وضوح ان لا مستقبل في اي دولة دون الذهاب الى المشاركة الفاعلة في صناعة القرار عاجلا ام اجلا .
ان هذا الانغماس الملكي في اسناد كل مخرجات مشروع الاصلاح السياسي منذ عقدين الى يومنا هذا كان وما زال يرتكز على اهمية الفرد الاردني والذي يجب ان يتمتع بكل حرية وكرامة وابداع وهو ما عبر عنه الشعب الاردني على مدار تاريخيه من خلال تجلي المسؤولية المجتمعية والريادة الشبابية والتي تلمسها الشباب الاردني مما سيعطي المنظومة الشبابية الاردنية وفعالياتها في كل الاطر اجتماعية او تكنولوجية او اكاديمية دفعة قوية عندما سمع من جلالته ذلك الاصرار على ان كل خطوة الى الامام ستتبعها خطوتان الى الامام ولن يسمح الشعب الاردني بان يدخل المئوية الثانية على اساس المراوحة المكانية والتي تتجسد عند تلك النخبة بان كل خطوة الى الامام تتبعها خطوتان الى الوراء واضعين انفسنا ووطننا الحبيب امام تيارات التحول والحداثة والمعاصرة ضمن اطار الاطمئنان الى براءة وقدرة وانغماس جلالته وعدم التراجع رغم الضغوط والعقبات في مسيرة الخيط الرفيع بين سنديان الرجعية السياسية ومطرقة الضغوط السياسية . ــ الراي

مواضيع قد تهمك