الأخبار

أ . د . اسعد عبد الرحمن : مقارفات المستعمرين.. ’’ المستوطنين ’’ في أعين قادة إسرائيليين

أ . د . اسعد عبد الرحمن :  مقارفات المستعمرين.. ’’ المستوطنين ’’ في أعين قادة إسرائيليين
أخبارنا :  

أ . د . اسعد عبد الرحمن :

تتوالى التحذيرات الإسرائيلية من النشاط العدائي المتصاعد للمستعمرين/ "المستوطنين" ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وكذلك ضد جنود جيش الاحتلال، وانفلات هؤلاء بلا حسيب، حيث ينفذون اعتداءات إجرامية على الفلسطينيين بحماية من جنود الاحتلال، الذين إن حاولوا فرض النظام يقوم المستعمرون بمهاجمتهم هم أيضا.

وطبقا لمعطيات حركة "السلام الان" الإسرائيلية هناك اليوم "نحو 666 ألف مستوطن و145 مستوطنة كبيرة و140 بؤرة استيطانية عشوائية داخل الضفة الغربية، بما فيها الشطر الشرقي للقدس حيث ُسجل في العام المنقضي أكثر من 427 حادث اعتداء قام به المستوطنون في الضفة والقدس المحتلتين"، وهذه معطيات أكدها أيضا مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي المحتلة، التابع للأمم المتحدة.

قادة أمنيون وعسكريون إسرائيليون وقادة رأي عام يواصلون التحذير من النشاط العدائي "للمستوطنين" باعتبارهم يشكلون "خطرا على أمن إسرائيل". ففي خطوة لم نعتد عليها، حذر ثالثة من جنرالات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ممن ترأسوا قيادة الجيش في المنطقة الوسطى في ( الضفة الغربية المحتلة )، من تداعيات وخطر اعتداءات المستعمرين/ "المستوطنين" على الفلسطينيين في الضفة الغربية.

ونشر الجنرالات الثالثة )نيسان ألون( و)آفي مزراحي( و)غادي شامني( مقاًلا مشتركًا في صحيفة "هآرتس"، أوضحوا فيه أسباب اعتراضهم على عنف "المستوطنين" بآثاره السلبية على "إسرائيل"، وقالوا: "هذه الاعتداءات تصل تداعياتها للمستوى السياسي، حيث يمكن أن نرصد أن أنظار العالم بدأت تتجه لهذا العنف وتراقبه، وقد وصلت المسألة إلى نقطة حرجة، إذ أثار هذا العنف انتقادات من أصدقاء إسرائيل، ومن ضمنهم الإدارة الآميركية والكونغرس الآميريكي والجاليات اليهودية في أميركا".

 وأضافوا: "من شأن تفاقم اعتداءات المستوطنين وعنفهم، تدهور الآوضاع لانتفاضة ثالثة".

في السياق، حذر منتدى "قادة عسكريون من أجل أمن إسرائيل" الذي يضّم أكثر من 300 ضابط وجنرال، من الآخطار الكامنة في عنف "المستوطنين"، وقالوا في رسالة لوزراء وأعضاء كنيست: "على المستوى الآمني، العنف اليهودي يمّس بقدرة أجهزة الآمن على القيام بمهامها، ومنع تحويل ساحة المستوطنين إلى جبهة إضافية، ومن الناحية القيمية الاجتماعية، فإن عنف المستوطنين اليهود يناقض القيم اليهودية وقيم المجتمع الإسرائيلي".

 ووصف نائب وزيرة الاقتصاد في "إسرائيل" )يائير غوالن( من حزب "ميرتس" "المستوطنين" بأنهم "ليسوا من بني البشر وصورة فاسدة ) للشعب اليهودي(". وقال: "يقومون بأعمال العربدة والعنف، ولذا يجب عدم دعمهم، بل طردهم بالقوة". من جانبه، قال الكاتب والخبير الأمني الإسرائيلي )يوسي ميلمان( إن "الخطر الآكبر الذي ينبغي على إسرائيل التنبه له، لن يكون قادما من إيران، بل من الضفة الغربية". وأبدى )ميلمان( في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي": "مخاوف من تفجر الضفة الغربية، بسبب تصاعد نشطاء المستوطنين المتطرفين، وهجماتهم ضد الفلسطينيين". اعتداءات المستعمرين/ "المستوطنين" تعكس انفالتا عنصريا ضمن حرب مفتوحة وممنهجة، وليست عمليات فردية أو منفصلة عن سياق متواصل من الاعتداءات والتطهير العرقي.

ولقد بات جليا، أن عنف المستعمرين/ "المستوطنين" يمارس بدعم تام من دولة الاحتلال، فهي ليست تتيحه فحسب، بل تشارك قواتها في تنفيذه وذلك ضمن استراتيجية الفصل العنصري "أبارتايد" الساعي إلى قضم المزيد والمزيد من الآراضي الفلسطينية لاستكمال عملية الاستيلاء الجارية. ــ الراي

مواضيع قد تهمك