م . شهد القاضي :

فاجئ نفسك و تظاهر بأنك سعيد... نعم أقنع نفسك بأنك سعيد و مبتهج... لا تسمح للمشاعر السلبية بالسيطرة عليك... لا تضعف وتنهار باكياً... تجنب الأفكار السلبية، و امتنع عن الحديث عن مشاكلك.. أحزانك.. و كل ما يتعب روحك... حاول إشغال نفسك بتحقيق الإنجازات.. ممارسة الهوايات... البس قناع الفرح و تناسى حزنك و كل شرخ فيك... كن قوياً ناضجاً.. و توقف عن التصرف كطفل يبكي كلما كسرت لعبته.

تلك كانت كلمات و نصائح لإحدى مقاطع الفيديو التي كانت تُبث عبر الإنترنت، و التي شاهدها أمجاد... قرر أمجاد العمل بهذه النصائح... لكن بعد فترة أحس بضغط نفسي هائل و شعر بأنه مرهق.. و غير قادر على العمل أكثر.. بدأت قواه تخور.. هو غير سعيد بإنجازاته.. لم يعد يطرب بما يعمل.. و لا يريد الاستمرار أكثر.. بات يمل من كل شيء.. أصبح منهاراً داخلياً بشكل كلي.كل ذلك بسبب القناع الذي ارتداه منذ البداية... لم يكن يجب عليه فعل ذلك.

جميل أن تكون شخص إيجابي.. متفائل... لكن عندما تصبح الإيجابية مشاعر و طاقة تعيشها طوال الوقت، عندها تتحول إلى ما يسمى بالإيجابية الفارغة.. نعم فارغة.. ليس عليك التظاهر بالقوة طيلة الوقت؛ لأنك ستتحول تلقائياً إلى قنبلة موقوتة تنفجر في أية لحظة و على أتفه سبب و بدون سبب في بعض الأحيان... حتى تتخطى لحظاتك الحزينة بسلام نفسي، عليك أن تعيش مشاعرك كاملة بحلوها و مرها و أن تعطيها حقها... لا تتتجاهل أحاسيسك و تقاومها مطلقاً.. بل واجهها و عشها كاملة حتى تتخطى مرحلة الحزن.. و تستطيع الإستمرار في الحياة بنفس الشغف، و بنفس الطاقة التي بدأت بها.

Shahed.Alqady@gmail.com