الأخبار

د . هايل الدعجة : دفاعا عن الراصد الجوي والحكومة

د . هايل الدعجة : دفاعا عن الراصد الجوي والحكومة
أخبارنا :  

د . هايل ودعان الدعجة :

لا ادري منذ متى كانت الامطار والثلوج تسقط بالساعة وحتى بالدقيقة، ونحن من اعتاد في النشرات الجوية على عبارة (مع ساعات الصبح او بعد الظهر او العصر .. في المساء .. والليل..) في اشارة الى ان هامش التوقعات فيه مرونة.. ومع ذلك رأينا بالامس تلك الهجمة التي شنها البعض بحق كل من كانت له علاقة بالتنبؤات الجوية، بطريقة انطوت على تجاوزات واساءات ، لان الامطار والثلوج لم تسقط بالموعد الذي حدده او فهمه، وجعل منه معيارا لقياس مدى مصداقية الراصد الجوي .. فاخذ يستهزء به ويسيء له .. فاذا بنا امام ظاهرة اخلاقية غريبة اخذت تطل علينا مع دخولنا زمن منصات التواصل الاجتماعي .. عندما اطلقنا العنان لتعليقاتنا وعباراتنا المسيئة واحيانا الجارحة لتضرب هنا .. وتضرب هناك ..

يوم امس كان شاهدا على هذه الصورة السلبية، حتى عندما قررت الحكومة انتهاء دوام يوم امس الاربعاء الساعة ١٢ ظهرا وتعليق دوام اليوم الخميس ، وتحت تأثير ضغط الشارع والحالة الجوية المتوقعة ، عندما تحول البعض الى راصد جوي ، خرج من يعاتبها ويهاجمها ، وذلك بعد ان طلع النهار واصبح بصورة الاجواء التي شهدت تأخر الموجة حسب (توقيته ) .. دون ان يدرك بان حياة الناس اهم من العمل والوظيفة ، فيما لو داهمتهم العاصفة الثلجية .. وان هناك من يقطن في مكان بعيد عن موقع عمله ويحتاج الى وقت كاف ليصله .. لنجد انفسنا امام السؤال التالي .. ماذا لو لم تتخذ الحكومة قرارا بتبكير مغادرة الموظفين لاعمالهم امس ، وتساقطت الامطار والثلوج بهذه الكثافة وهم على رأس عملهم .. ماذا كنا سنقول لمن بيده امر مغادرتهم مبكرا او تعطيلهم .. وهل كنا سنرحمه او نعذره او نوفره من المسبات والشتائم التي باتت ( مهنة ) البعض على منصات التواصل .

وعليه .. فان مثل هذه الاجواء التي كانت تخضع للغة الاحتمالات ، فان من المنطق ان نراعي ونرجح فيها الاحتمال الذي فيه مصلحة المواطن .. حتى وان كانت نسبة هذا الاحتمال بالكاد تذكر .. ولكنه احتمال مطروح .

اننا نعترف بان منصات التواصل جعلت من مهمة المسؤول صعبة ، وهي تضعه تحت القصف لمجرد ان اشتمت عنه خبرا يشبع غريزتها في استهدافه والاساءة له .. لنجد انفسنا امام سؤال اخر .. كيف استطاعت هذه المنصات وباسم عصر السرعة والحداثة ومواكبة التطورات والمستجدات .. اختراق جدار منظومتنا الاخلاقية والقيمية المتين .. الذي طالما كان عنوان هويتنا ؟.


 


 

 



مواضيع قد تهمك