الأخبار

النائب د. فايز بصبوص : ازدحام الازمات والتغيب القصري للمارسات الصهيونية

النائب د. فايز بصبوص : ازدحام الازمات والتغيب القصري للمارسات الصهيونية
أخبارنا :  

بقلم : النائب د. فايز بصبوص :


عندما تشتد وتتزاحم الاولويات في الاعلام العربي والمحلي والدولي كنتيجة طبيعية لحجم الملفات والازمات وتراكماتها والبعد الزماني لحلها عندها يغيب الحق في التصنيف العددي والمحوري خلال تسليط الضوء على حدث ما خارج اطار الاهمية الملطلقة ولكنه يلقى استحسانا سياسيا (لايك ) لدى الشريحة الاوسع والاكبر في بناء يصبوا الى توسيع دائرة الشعبوية حتى تكون معيارا قياسا وحيدا للتصنيف .
ان تلك المقدمة جاءت لاننا لا نستطيع ان نضغط باتجاه تغيب الملف السوداني او ملف اليمن وتداعياته التي امتدت عسكريا ومست السياده الاماراتية.
وفي هذا السياق لا يمكننا ان نعتب على الاعلام العربي في صياغة اولوياته اذا ما كان الوطن التونسي يعيش ازمته الخاصة والوطن العراقي تاهت بوصلته بين المحاصصة والوطن الجامع وما بين التصعيد الداعشي الاخير .
كل ذلك ولم نتحدث عن لبنان وازمته المستعصية وسوريا الحبيبة لا تعطي مجالا للثرثرة السياسية كل للكل العربي اولوية وفي البعد الخارجي الازمة ذات الطابع الاستراتيجي والدولي وسياسة عض الاصابع بين حلف الناتوا وروسيا والرسائل المشفرة التي تدك من حين الى اخر المحيط الجنوبي لروسيا والكامنة في ابقاء منطقة وسط اسيا في ازمات متتالية واخرها المعقل الاخير للاستقرار الدائم وهي جمهورية كازخستان كل ذلك من اجل تحسين وتحصيل الموقع التفاوضي للدول الغربية في الحوار الاستراتيجي القائم على الحدود الامنة لروسيا ووقف تمدد حلف شمال الاطلسي اتجاه الفيدرالية الروسية .
نعم انها ملفات لا يمكن ان تغفل في سياق الاحاطة الاعلامية الشاملة لكن هذا الازدحام والتزاحم وتعاقب الازمات قد اعطى مساحة واسعة للكيان الصهيوني باستكمال مشروع القضم الناعم (الضم) الذي بات سياسة ونهجا يوميا يصل بتدرج ودون شوشرة الى اعادة احياء سياسة الاحلال والتي اطلق عليها الأن الاحلال الناعم وخاصة بعد الهجوم الآخير على قاطني ومتضامني الشيخ جراح موظفة سياسة الانتظار والترقب والتنسط على صناع القرار في الولايات المتحدة الامريكية علها تنجد المنطقة بمبعوث امريكي جديد يعيد طرح مشروع سلام وهمي يعطي الطمائنية بان القضية ما زالت قضية دولية والشعار الحاسم في ذلك هو ان اللقاء يعيق الانجاز ويمتص الزمن .
اذن ما يحصل في داخل الوطن المحتل وبسماته التاريخية هو اخطر مشروع بالتاريخ من زاوية تجلي تلك السياسات والتي تسير بتوازن في الظل مع التشبيك الاقتصادي في المنطقة وسنخرج في نهاية المطاف امام مفاجاة كبرى يكون التهويد قد انجزه التوجه الصهيوني والاحلال صار يعتبر في حي الشيخ جراح قضية قانونية وليس قضية سياسية بكل المعايير فهي في قلب القدس وهذا يعني ان عدم الوقوف بصلابة دبلوماسية وسياسية وشعبية ضد هذا المشروع وفضحه وتعطيله سيؤدي الى اعتبار ان هذا الصراع صراع بين طالبي اللجوء الفلسطينين في دولة الاحتلال الصهيوني وان الصراع قائم على تحسين شروط اللجوء لدى دولة الاحتلال فتصبح الاستراتيجيات الكبرى وتجليه السياسي والروحي خلفنا لانه كل يوم يفرض واقعا على الارض فيجعل معادلة السلام او الحرب اكثر صعوبة وهو سيمس ايضا بكل تاكيد البعد الديني والروحي لسياسة التهويد والاحتلال في وضع ملف الوصاية الهاشمية على المقدسات الاسلامية والمسيحية على طاولة التفاوض وهو ثابتة وجدانية للهاشميين الاشراف والشعب الاردني والفلسطيني ودون تحفظ او رياء للامة الاسلامية كلها .
ان رفع مستوى التصعيد الدبلوماسي والسياسي من قبل وطننا الحبيب سيبعث برسالة اننا عروبيون نحب العراق ولبنان والسودان والجزائر والمغرب والخليج العربي ومصر وكل الوطن العربي ولكننا لا يمكن ان تنزع روحنا التي تتنفس فلسطين في كل زفير وشهيق .

مواضيع قد تهمك