م . هاشم المجالي : المرأة بين الإسلام ديناً أم حضارة !!!
م . هاشم نايل المجالي :
لقد اصبحت قضية المشاركة السياسية والاجتماعية للمرأة ، موضع اهتمام
العديدين خاصة من الجهات الرسمية ، وتأتي اهمية المرأة في هذه المشاركات
كونها جزءا لا يتجزأ من المجتمع ، حيث ان بدورها تكتمل جميع الادوار
المجتمعية ، ودورها في صيانة القرار الوطني بوجود وعي مجتمعي ، وهي تتفاعل
مع كافة قضايا الرأي العام السياسة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ،
سواء بحضورها للمؤتمرات والندوات وورش العمل وبالاعلام بانواعه ، كذلك
المشاركة بالانتخابات البرلمانية والبلدية وغيرها والانضمام للأحزاب
السياسية .
حيث ان المركب الثقافي في مجتمعنا ، والذي يتشكل من العقيدة الدينية والاعراف والتقاليد المتفق عليها مع الافكار والاتجاهات ومنظومة القيم هي التي تضبط تفاعل كل ذلك في المجتمع ، اي هي الاسلام ديناً او حضارة .
اما بخصوص الافكار السياسية وفق المدارس الحديثة بكافة تياراتها العلمانية والعولمة المجتمعية وغيرها ، باتجاهاتها التي ترتبط بتطور مصالح الدول عن دور المرأة وميولها النفسية ورغباتها السلوكية المنضبطة والغير منضبطة ، بحرية فردية وشخصية ووفق قاعاتها الشخصية اياً كانت مصادر التأثير عليها .
فذلك محكوم بالسلم المجتمعي والقيمي متمثلاً بالحلال والحرام والعيب والمشروع ، والامتثال للدين واخلاقيات العمل والمشاركة ، وما هو مقبول ومرغوب فيه وما الى ذلك من قيم يعتبرها الفرد معايير تضبط سلوكياته وفق ثقافة سائدة متعارف عليها .
فلا نستطيع ان نبني حرية واستقلالية المرأة في المجتمع بالبعد الثقافي والاخلاقي والديني ، وما تحويه من قيم ومباديء ومعان وكلمات في بناء نظريات جديدة مؤسسة على النموذج الغربي للمرأة ، ومشاركتها السياسية والاجتماعية والثقافية .
فإحداث أي تغيير ملموس على مكانة المرأة باتجاه تحدي بصلاحيات مستقلة ،
من شأنه ان يخلق انعكاسات سلبية لا تحدد ابعادها وردات الفعل المترتبة على
ذلك ، وستحظى بردود فعل اجتماعية وعملية سلوكية وغيرها ، وترتفع وتيرة
الانتهاكات تجاه ذلك . ــ الدستور