الأخبار

زكارنة : :ماذا يريد غانتس؟

زكارنة : :ماذا يريد غانتس؟
أخبارنا :  

كمال زكارنة :

ما الذي دفع وزير دفاع جيش الاحتلال للتحرك في هذا الوقت بالذات ،وماذا اراد من هذا التحرك،فقد التقى جلالة الملك عبدالله الثاني في عمان،كما التقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل ذلك في منزله بفلسطين المحتلة،وجاءت هذه اللقاءات،بعد احداث ومواجهات حامية بين المستوطنين الذين يحميهم جيش الاحتلال واجهزته المختلفة وبين الشعب الفلسطيني في مناطق محددة،وبعد انتصار الاسير ابو هواش في معركة الامعاء الخاوية.

لا شك ان قريتي برقة وبيتا والفزعات المساندة من القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية رفضا للاستيطان،التي اعطت اشارة وانذار حقيقي بحتمية اندلاع الانتفاضة الثالثة في الاراضي الفلسطينية المحتلة،هي التي اقلقت غانتس ومن حوله من قيادات الكيان،وجعلته يتحرك بهذا الشكل.

يدرك غانتس ومعه الكثيرون من قادة الاحتلال،ان الانتفاضة الفلسطينية التي تعتبر حاليا الخيار الاخير وربما الوحيد والاوحد للشعب الفلسطيني،تعني مقاومة استنزاف شعبية عارمة، سوف تشمل فلسطين التاريخية برمتها،من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب،وانها سوف تصدع مؤسسات الاحتلال العسكرية والمدنية وتأتي على جميع مناحي الحياة ،فهذه الانتفاضة المرتقبة تملك كما هائلا ومذهلا من الخبرات المكتسبة من الانتفاضتين الاولى والثانية،ويعلم الاحتلال ان الشعب الفلسطيني الذي يملك الخيار الاخير والورقة الاخيرة ،وهي الانتفاضة الثالثة،سيلقي بكل قواه وامكاناته وطاقاته وقدراته في ميادين المواجهة،ويعلم الاحتلال ايضا ان السلاح موجود تقريبا وبكثرة في الاراضي الفلسطينية وان مصدره معسكرات جيش الاحتلال،وهو السلاح الاكثر جدوى في مواجهات الانتفاضة،التي لا تنفع فيها الرؤوس النووية ولا طائرات الشبح اف 35 ولا الصواريخ والمدفعية ولا القبة الحديدية ،كما يدرك الاحتلال كذلك ان تعداد الشعب الفلسطيني حاليا في فلسطين التاريخية اكثر من سبعة ملايين ونصف المليون نسمة،ولن يتخلف منهم احد عن المشاركة في المواجهات،اضف الى ذلك ان الكيان لن يستطيع حماية حدود فلسطين التاريخية اذا تفجرت الانتفاضة الثالثة.

يدرك غانتس ايضا،ان كل ما قدمه من تسهيلات للرئيس ابو مازن ،لا تقنع ابو مازن ولا الشعب الفلسطيني،وان كل هذه المنح الشكلية لا تعادل هدم منزلا واحدا لاسرة فلسطينية في القدس او ضواحيها ،او في بيت لحم او نابلس او الخليل او اي مكان في فلسطين،لكن الرئيس عباس ،يؤمن بالسلام ،ويعمل على استعادة الحقوق بالسلام،قبل ان يتخذ القرار الاخير بالمواجهة،واعتقد ان لديه خشية بعد الانهيار والانحراف العربي والسباق نحو التطبيع مع الاحتلال دون ثمن،ان يجد الشعب الفلسطيني نفسه وحيدا في المواجهة،لكن الخيارات امام القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني مفتوحة بشكل دائم.

اما اللقاء مع جلالة الملك عبدالله الثاني فهو واضح جدا ،وما سمعه قادة الاحتلال الذين التقاهم جلالته قبل غانتس سمعه غانتس ،وسوف يسمعه من يأتي بعده،وهو ان السلام الذي يمكن ان يدوم ويستمر ويحقق الامن والرخاء لجميع شعوب المنطقة ،هو السلام الذي يقوم على مبدأ حل الدولتين،وغير ذلك لا جدوى منه،هذا موقف جلالة الملك المعروف والمعهود الثابت الذي لا يتغير ولا يتبدل.

تحرك غانتس باختصار يهدف الى حماية الكيان الغاصب من انتفاضة فلسطينية ثالثة،سوف تسقط الحكومة الحالية،وتدمر اقتصاد الكيان وتنهي الاحتلال للاراضي الفلسطينية.

مواضيع قد تهمك