الأخبار

د . بسام الزعبي : المرأة نصف المجتمع ونصف الاقتصاد

د . بسام الزعبي : المرأة نصف المجتمع ونصف الاقتصاد
أخبارنا :  

د . بسام الزعبي :  

إذا كانت المرأة هي نصف المجتمع، فإنها بلا شك هي نصف الاقتصاد، وبالتالي علينا النظر إليها والتعامل معها ضمن هذا الإطار المبسط؛ الذي يمنحها حقوقاً ويحملها واجبات، وعلينا التفكير بجدية كيف يمكن أن نعزز مكانتها الاقتصادية، وتمكينها قانونياً ومادياً ووظيفياً وسياسياً واجتماعياً، فهي محرك رئيسي مهم في جميع هذه المحاور الرئيسية في الحياة.

صدر حديثاً تقرير عالمي حول تمكين المرأة في مختلف دول العالم؛ رتب دول العالم في هذا المجال وفق عدة معايير منها؛ الدخل المادي، بدء المشاريع، قدرة المرأة على الحركة والعمل، المساواة في الأجور، الحقوق القانونية، الحقوق الاقتصادية، والتشريعات المتعلقة بالزواج.. وغيرها من المعايير المتفق عليها عالمياً، وقد شمل هذا التقرير الأردن، ولكن للأسف بموقع متراجع!!.

الأردن جاء في المرتبة 65 من أصل 190 دولة، وبنسبة 46.9%، وهي نفس نتائج جمهورية الصومال الشقيقة تماماً!!، وهذه أرقام ومؤشرات سيئة ومحزنة في نفس الوقت، فالأردن يحظى أبناؤه وبناته بنفس المستوى من الاهتمام والرعاية فيما يخص الحقوق والواجبات للرجل والمرأة، ومن المفترض أن يحظى بمكانة أفضل في المؤشرات الدولية على كافة الصعد، وبالتالي أين الخلل؟؟.

مقولة أن المرأة نصف المجتمع؛ لم تعد هي الفيصل في الحكم على مدى التمكين الفعلي للمرأة، والمشكلات التي تواجهها المرأة في حياتها العملية يجب أن تناقش وتعالج بجدية وشفافية، فالمرأة لم تعد عبئاً على أحد من أهلها أو على زوجها؛ بل هي السند والرديف القوي للرجل في شتى نواحي الحياة.

ومن أراد أن يرى نجاح وتميز وتألق المرأة الأردنية فليبدأ من القرى والمدن، ويشاهد المشاريع الإنتاجية، والأفكار الإبداعية التي تنهض بالأسر، وتشكل فيها المرأة حجر الأساس والمحرك الرئيسي للعملية الإنتاجية المصغرة؛ التي تمارسها العائلة، أو الجمعيات التعاونية النسائية.

تمكين المرأة في مختلف النواحي يبدأ من تمكين المعلمة التي تدير الغرفة الصفية؛ التي هي عمود البناء الأول للأسرة والمجتمع؛ كيف لا وهي التي تربي الجيل وتبني أمهات المستقبل، فهي تبني الأجيال في المدرسة، وتبني الأمهات لبيوت المستقبل، أما المرأة العالمة التي تتبوأ القمم في الأبحاث والدراسات والمؤتمرات، وترفع رأس الأردن عالياً على الدوام، فتلك قصة أخرى من التميز والنجاح.

المرأة العاملة والمرأة العالمة والمرأة الأم التي ترعى وتربي وتعلم؛ لهن جميعاً كل التقدير والاحترام، ويجب أن يؤمّن لهن كل الدعم والمساندة بمختلف أوجهه، ولا يعُقل أن تبقى قصص توفير الحضانات في مواقع العمل مدار بحث مستمر؛ ولا أن تبقى قصص الغارمات منتشرة على المواقع الإلكترونية، ولا يجدن الدعم والعون، بل يتجرأ البعض ويقول: لماذا أخذن القروض؟؟، لقد أخذن القروض ليساهمن ببناء أسرهن جنباً إلى جانب مع الرجل، والأصل أن يأخذن جميعحقوقهن على المستويات كافة بجدية.

(الرأي)



مواضيع قد تهمك