الأخبار

د. عائشة الرازم : أرق العنف في المدارس

د. عائشة الرازم : أرق العنف في المدارس
أخبارنا :  

د . عائشة الخواجا الرازم :


هاتفني جمهور من أولياء أمور التلاميذ في احدى المدارس الرسمية، ويبدو كأنهم اتفقوا على الحديث في موضوع واحد يؤرقهم، فأنتج اتفاقهم على زيارة الجريدة مجتمعين أو اللجوء لكاتب في هموم الناس وهموم الوطن، ويبدو أنهم من الأعزاء الذين مارسوا حق الانتخاب لسيدة كانت مرشحة في غابر الدورات البرلمانية، فاختاروا مرشحهم الذي صبوا له أصواتهم دون جدوى !
الصحيح، معهم الحق حيث يطالبون برفع شكواهم، والمهم عن طريق قلم لم يتسن له حمل آلام الشعب للقبة وتمثيل أوجاع الأبرياء، فلقد تطورت أساليب التعنيف والإسقاط السلبي ضد الجيل الدارس، بدل تطور أساليب الود والعطف والإسقاط الإيجابي، وشهادة المواطنين المجاورين للمدارس تؤكد أن ( حشوة الكلمة ) السلبية المؤلمة لذات التلميذ تفرقع في آذان الجيران، وتؤذي المسامع والأفئدة، ولم تعد الأساليب القاسية هذه شغل بعض المدارس الحكومية فقط، بل امتدت لتصل بعض مدارس القطاع الخاص.
لقد أقسمت إحدى الأمهات بأن ولدها البالغ من العمر عشر سنوات، ومدرسته خاصة قد عوقب بالزحف على قفاه في الساحة، عقابا لسلوكه بالضحك مع أقرانه. فتمزقت يداه وتجرحت وتمزق بنطاله بالإضافة لحجم الانكسار والذل أمام زملائه وهدر كرامته.
أنا لا أدري كيف يمكن لمعلم أن يرتكب كل هذا العنف والإيذاء ضد تلميذ يتعلم على يديه؟ واتساءل : هل هي حالة بعض المعلمين السيكولوجيه التي ترغم صاحبها على تجريح قلب؟ أم هي نقمة بعض المعلمين ضد الممارس ضدهم؟ والانتقام من الأضعف والفاقد لحيلة الدفاع عن جسده وكرامته؟.
معظم أولياء الأمور وضحوا لي بأن مقالتي في العدد القادم يجب أن تكون عن الشلاليت والبوكسات المدرسية في المدارس، وشرحوا لي ما تعرفه تماماً الحكومة والمربون والمدرسون وأولياء الأمور أيضا، فكل لديه قصة وحكاية من ذوي المعنفين!، ولكن تظل الهجمة العفوية في حياتنا دون تدخل في التفاصيل.
ومع الأسف فإن هذه المأساة دفعتني لمكالمة بعض التربويين المتخصصين ومن هم على رؤوس وظائفهم، لأرى واسمع ردود الفعل. ومعالجة المشكلة المستشرية، فأثارت في نفوسهم الكرب والألم وذكرتهم بما يقترفونه يوميا ضد الطلاب، فمن المعلمين هؤلاء من أقر واعترف بفداحة الخطأ المتوارث جيلا بعد جيل بالرغم من اختلاف ألوان الأجيال واستعداداتها النفسية لتقبل الاحترام أم الضرب، ومنهم من صرح بأنه غضب بعد استفساري لأنني لم أنصف المعلم وأضع له حيزا من الحق في ممارسة العنف ضد الطلاب لتربيتهم ووضع حد لإسفافهم واستهتارهم بالعلم والدرس والمربي.
لقد أشار بعضهم شارحا ومازحا ولكن أدرك بأن أسلوب ( دغ بلغ ) سيطر على رأيه بأنه دون ( اللطش على الوجوه فلن يقف التلميذ أو الطالب للمعلم ويوفه التبجيلا، حتى يكاد المعلم أن يكون رسولا ) !، وأحد مدراء المدارس الذي اشتكاه ولي أمر وشاهده كيف الذي ينزل حصيدا بسيقان الطلاب في الطابور الصباحي، صارخا بهم :
وقف في الطابور وله، تطلعش عن الصف يا دابه، ويهرس ركبهم ( عن جنب وطرف ) قال لي وهو يتلوع ويشتكي من ظلم أولياء الأمور : الطالب المستهتر والمستهين بالمدرسة ومعلميها عليه تحمل استهتار المعلم وإهانة المعلم له وأمام جموع الطلاب عساه يكون عبرة لمن يعتبر.
فقلت وأنا أتحسر : هل فقدنا أساليب الضبط والقبض على حركة وسلوك التلاميذ بالرزانة والحنان والكلمة الجميلة التعزيزية ؟ فأجابني وهو يضحك :
هذا حلم إبليس بالجنة.
فالطالب يستصغر المعلم الرقيق القلب، ويقفز على ظهره ويتجاوز عملية الضبط والربط العاطفيه الهادئة.
ومن المعلمين هؤلاء من أفاد لي بأسلوب مترفع، بأنه يشعر بالقوة والسيطرة حينما يمارس التلويح بالعصا. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك