الأخبار

اليابان : دور الأردن غاية في الأهمية فيما يخص السلام من منطلق الوصاية الهاشمية

اليابان : دور الأردن غاية في الأهمية فيما يخص السلام من منطلق الوصاية الهاشمية
أخبارنا :  

عمان ــ  نيفين عبدالهادي :


في اطار دعم وتعميق العلاقات الاردنية اليابانية، وصل إلى المملكة وزير الخارجية الياباني توشيميتسو موتيغي في زيارة رسمية يلتقي خلالها كبار المسؤولين ويجري مباحثات في المملكة.
وأكد وزير الخارجية الياباني على أن اليابان تعتبر دور الأردن غاية في الأهمية فيما يخص السلام، من منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات، وتبدي احتراما وتقديرا لجهود جلالة الملك عبد الله الثاني لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وبين موتيغي في حوار خاص مع «الدستور» أن الأردن قام بإرسال وفود طبية لليابان وقت حدوث زلزال شرق اليابان الكبير عام 2011، إضافة إلى قيامها بإرسال المعدات الطبية والكمامات إلى اليابان في ظل أزمة جائحة كورونا، مما أكد لنا من جديد أن «الصديق وقت الضيق».
ولفت موتيغي إلى أهمية الدور الاردني في قضية اللاجئين، معربا عن احترام اليابان لجهود الأردن في استقبال ما يزيد على 1.3 مليون لاجئ سوري على أراضيها، مقدرا إجراءات الأردن المتعلقة بحملة التطعيم، والتي شملت هؤلاء اللاجئين ببرامج التطعيم على قدم المساواة مع مواطنيها، مما أثار إعجابنا.
وفيما يلي نص الحوار الشامل الذي أجرته «الدستور» مع وزير الخارجية الياني، في حديث حصري.
* الدستور: كيف تقيمون العلاقات الثنائية اليابانية الأردنية خلال المرحلة الحالية، وسبل تعزيزها وتوسيع أوجه التعاون المشترك، ورؤيتكم لهذا الجانب؟
- موتيغي: منذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الأردن واليابان في عام 1954، حافظت العائلتان، العائلة الملكية الأردنية والعائلة الإمبراطورية اليابانية على علاقاتهما الودية والتقليدية. فقد تشرفنا باستضافة جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين في اليابان أكثر من عشر مرات، مما جعل الصداقة بين البلدين أكثر وثاقة ومتانة.
وكانت الدولتان دوماً تتكاتفان مع بعضهما. فمن الجانب الياباني مثلا، قدمت اليابان للأردن العديد من المساعدات الاقتصادية في شتى المجالات منذ سنوات طويلة. وفيما يتعلق بمواجهة جائحة كورونا، فإن اليابان دعمت الأردن لتوفير اللقاحات والمعدات الطبية عن طريق مرفق كوفاكس، وتنفيذ التدريب العملي وغيره، والذي يساهم في خلق المزيد من فرص العمل في الأردن.
وكذلك من الجانب الأردني، فقد قام الأردن بإرسال وفود طبية لليابان وقت حدوث زلزال شرق اليابان الكبير في عام 2011، إضافة إلى قيامها بإرسال المعدات الطبية والكمامات إلى اليابان في ظل أزمة جائحة كورونا، مما أكد لنا من جديد أن «الصديق وقت الضيق».
ونظراً للشراكة الاستراتيجية التي تجمع الأردن واليابان، فإننا على يقين تام من إمكانية تعميق علاقاتنا بشكل أوسع، سعياً لتوثيق تعاوننا الاقتصادي الذي يشمل إجراءات مكافحة فيروس كورونا المستجد، وتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط، فضلاً عن الحفاظ وترسيخ النظام الدولي الحر والمفتوح المبني على سيادة القانون، تطلعاً إلى تحقيق «منطقة المحيطين الهندي والهادئ الحرة والمفتوحة».
ومن هذا المنطلق، أود أن أجري محادثات استراتيجية ثانية مع السيد أيمن الصفدي، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، وأتطلع إلى مزيد من التعاون بين البلدين، أثناء زيارتي للأردن.
* الدستور: يحظى السلام بأهمية كبرى على الأجندة الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، تحديدا في القضية الفلسطينية، ما هي رؤيتكم للدور الأردني في القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، وموقفكم من الوصاية الهاشمية، وما هي السبل لتحقيق السلام العادل والشامل وفق مبدأ حل الدولتين؟
- موتيغي: بخصوص عملية السلام في الشرق الأوسط، تشيد اليابان بالجهود العديدة للأردن، وخاصة أنه لا غنى عن دوره لتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة. ولن تتراجع اليابان عن موقفها المؤيد لمبدأ «حل الدولتين»، الذي تتعايش فيه دولة فلسطينية مستقلة في المستقبل وإسرائيل بشكل سلمي. لذا سنبذل قصارى جهودنا لتحقيق عملية السلام مع الأردن.
علاوة على ذلك، تعتبر اليابان دور الأردن غاية في الأهمية، من منطلق الوصاية الهاشمية على المقدسات، وتبدي بصدق احتراما وتقديرا لجهود جلالة الملك عبد الله الثاني لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وتأخذ اليابان زمام مبادرة مشروع «ممر السلام والازدهار» الرائد، الذي تسعى من خلاله لبناء الثقة بين أطراف النزاع، ويكون كفيلا بتحقيق حل الدولتين. حيث يشجع المشروع على استقلالية الاقتصاد الفلسطيني، من خلال التعاون الإقليمي الرباعي الذي يضم الأردن واليابان وفلسطين وإسرائيل. فقد شرعت 18 شركة فلسطينية خاصة في تشغيل مصانعها، مما ساهم في خلق فرص عمل لحوالي 200 فلسطيني. والأردن هو شريك مهم لنا في هذا المشروع الرائد.
كما ستستمر اليابان بمواصلة جهودها في سبيل تحقيق حل الدولتين دون كلل أو ملل، والمواظبة على تنفيذ المزيد من مشاريعها الرائدة، بالإضافة إلى المشروع الآنف ذكره، وذلك بناء على علاقات الصداقة المبنية بين اليابان ودول الشرق الأوسط منذ فترة طويلة والثقة المكتسبة منها.
* الدستور: تحمّلت المملكة الاردنية الهاشمية عبء استضافة اللاجئين، تحديدًا اللاجئين السوريين، كيف تنظرون لهذا الموقف وهل هناك توجهات لمساعدة الأردن على تحمّل عبء هذا الجانب؟
- موتيغي: مع دخول الأزمة السورية عامها الحادي عشر هذه السنة، يعتري اليابانَ قلق كبير إزاء ما تصوره لنا الأوضاع الحالية من حالة الجمود وتراجع الزخم في التوصل إلى حل الأزمة. وفي ظل تفاقم الأزمة وخاصة بعد تفشي وباء فيروس كورونا المستجد، تصاعدت حدة التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها دول الجوار المضيفة للاجئين وعلى رأسها الأردن، الأمر الذي يستدعي التعامل مع هذه الظروف العصيبة بشكل لا يترك فئة في المجتمع دون اهتمام، بما في ذلك الفئات المستضعفة.
وهنا تعرب اليابان عن خالص احترامها وتقديرها لجهود الأردن في استقبال ما يزيد على 1.3 مليون لاجئ سوري على أراضيها. كما تقدر اليابان عالياً الجهود الأردنية المبذولة في سبيل الإصلاحات الشاملة، التي ترمي لتجاوز التحديات الاقتصادية الناجمة عن موجات اللجوء، فضلا عن إجراءات الأردن المتعلقة بحملة التطعيم، والتي شملت هؤلاء اللاجئين ببرامج التطعيم على قدم المساواة مع مواطنيها، مما أثار إعجابنا.
وتجدر الإشارة إلى أن اليابان كانت قد وقعت مع الأردن في عام 2018 على اتفاقية قرض سياسات التنمية بقيمة 300 مليون دولار لدعم تحقيق التنمية المستدامة، حيث تم تحويل كامل المبلغ المذكور في شهر كانون الأول من العام 2020. أضف إلى ذلك، إعلاننا عن تقديم المساعدات الإضافية والتي بلغت قيمتها الإجمالية 430 مليون دولار خلال مؤتمر مبادرة لندن في شهر شباط من العام 2019.
كما تجدر الإشارة أيضا إلى أن الأردن يحتضن عددا هائلا من اللاجئين الفلسطينيين بالإضافة إلى اللاجئين السوريين. وفي هذا الصدد، تقوم اليابان بتقديم المساعدات للاجئين الفلسطينيين بنشاط من خلال الأونروا. كما أن المساعدات اليابانية المقدمة من خلال الوكالة اليابانية للتعاون الدولي(جايكا)، والتي توفر «كتيبات صحة الأم والطفل»، كانت قد لقيت تقديرا كبيرا لمساهمتها في حماية صحة الأمهات والأطفال من اللاجئين الفلسطينيين. ونظراً لكون قضية اللاجئين تهم المجتمع الدولي بأسره، وليس الدول المضيفة فحسب، فإن اليابان ستواصل تقديم دعمها الدؤوب لجهود الأردن المبذولة في قضايا اللاجئين. ــ الدستور


مواضيع قد تهمك