الأخبار

ثابتة.. وقائية.. وحازمة.. حكمة وحنكة

الحامد : السعودية والدبلوماسية الرصينة.. الهدوء في زمن العاصفة

الحامد : السعودية والدبلوماسية الرصينة.. الهدوء في زمن العاصفة
أخبارنا :  

كتب : فهيم الحامد المستشار الاعلامي نائب رئيس التحرير جريدة عكاظ السعودية :

اتسمت السياسة الخارجية السعودية بالنزوع إلى الدبلوماسية الهادئة عندما يقتضي الأمر، والدبلوماسية الوقائية تارة، والحزم تارة أخرى، وفق مقتضيات المصلحة الإستراتيجية للحفاظ على الأمن والسيادة والقرار.. وإذا استعرضنا طبيعة السياسات السعودية حيال ما يجري في المنطقة وقارة آسيا، فإن المملكة تتبع أسلوب الحكمة والحنكة ومتابعة التطورات عن كثب ولم تتردد ثانية واحدة في انتهاج سياسة الحزم إذا تطلب الأمر وتعلق بالأمن الوطني وسيادتها وأمنها واستقلالها فضلا عن الحفاظ على علاقتها مع محيطها العربي والإسلامي وفق قواعد القوانين والأعراف الدولية والتعامل مع الشرعية الدولية.. أكبر دليل على ذلك تحمل السعودية، التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، الكثير والكثير من تداعيات الملف اليمني، وكونها دولة المواقف والمؤسسات، لم تنظر إلى الوراء، ووضعت نصب أعينها أهدافا إستراتيجية لم ولن تتزحزح عنها لعودة الشرعية اليمنية.. وكون العالم يتابع ما يجري في أفغانستان عن كثب، إلا أن القرار يعود للشعب الأفغاني الذي يختار شرعيته كون ما يجري في أفغانستان شأنا داخليا أفغانيا بحتا. لقد تعاملت المملكة بدبلوماسية الهدوء والحكمة مع العديد من الأزمات في المحيط العربي والإسلامي ونجحت المواقف السعودية في التعاطي مع أزمات المنطقة والعالم بدبلوماسية المملكة الهادئة، وعدم التعجل في اتخاذ أي قرار، والتشاور والتنسيق مع الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي للحيلولة دون توسيع الأزمات ومواجهة التهديدات لعصب الاقتصاد العالمي (النفط). إن مكانة المملكة الإقليمية والإسلامية والدولية، ورسالتها العالمية الداعية للتعايش والسلام والاعتدال والتكاتف لخدمة المبادئ والقيم الإنسانية السامية ترسخت في القلوب والعقول بالأفعال العظيمة التي قدمتها للإنسان والإنسانية، وبالأعمال الجليلة التي ساهمت من خلالها برفع المعاناة والتخفيف من آلام وهموم ومآسي الناس في مختلف بقاع الأرض من غير استثناءات أياً كان نوعها أو مجالها. بهذه الأفعال والأعمال المستمرة والمتواصلة، وبهذا الإيمان العظيم بالمبادئ والقيم الإسلامية والإنسانية السامية تترسخ القيادة الحقيقية في من يملك مقوماتها وأدواتها والقدرة على تحمل تبعاتها. فالقيادة مسؤولية دولية عظيمة، وتحتاج أيضاً رموزاً سياسية عظيمة قادرة على تحمل تلك المسؤولية وتلبية متطلباتها العظيمة، وهذا الذي استطاعت أن تحققه المملكة بكل ثقة وجدارة واستحقاق حتى نالت شرف القيادة الإقليمية والإسلامية والقدرة على التأثير في مجريات السياسة الدولية. المملكة تمشي بخطى واثقة، وقرارات حازمة وحاسمة وجريئة، وبرزت الدبلوماسية السعودية في أذكى وأرقى صورها وأكثرها هدوءاً واتزاناً وحسماً، وتسير المملكة في تسلسل منهجي دقيق في ترتيب الأولويات، حيث تصدر الحج قمة أولوياتها في المرحلة الماضية ونجحت في خدمة الحجاج للعام الثاني على التوالي في زمن الجائحة، وتعاملت وفق مقتضيات إدارة الحج بوعي، مستحضرة أبعاد الحدث، مستشرفة آفاق المستقبل.

مواضيع قد تهمك